حلب

يعيش سكان شرقي حلب معاناة هائلة بسبب القتال.

قصف المناطق التي لا تزال تحت سيطرة المعارضة المسلحة في حلب قد يشكل جريمة حرب، حسبما قال مسؤول حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

كان اتفاق لإجلاء مقاتلي المعارضة المسلحة والمدنيين من شرق حلب قد تعثر وسط تقارير تتحدث عن قصف مكثف.

ويقول نشطاء سوريون إن الضربات الجوية استؤنفت على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة التي يعيش فيها 50 ألف مدني على الأقل.

وقالت الأمم المتحدة الغارات من جانب الحكومة السورية وحلفائها على منطقة "مكتظة بالمدنيين" تنتهك في الأغلب القانون الدولي.

وجاء تجدد العنف رغم بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار قبل أقل من يوم.

وقال زيد رعد الحسين، مفوض الأمم المتحدة السامي في بيان إن الحكومة السورية "عليها مسؤولية واضحة لضمان سلامة شعبها".

من ناحية أخرى، علمت بي بي سي إن القوى الغربية تستخدم الأقمار الاصطناعية والطائرات بدون طيار لجمع أدلة على جرائم حرب محتملة في حلب وأماكن أخرى في سوريا.

وتسيطر المعارضة المسلحة على شرق حلب منذ عام 2012. غير أنهم فقدوا مساحات كبيرة في الشهور الأخيرة بسبب هجوم واسع من جانب قوات الجيش السوري تساندها الطائرات الحربية الروسية.

وفي الأسابيع الأخيرة، حققت قوات الجيش السوري مكاسب كبيرة على الأرض. وقال الجيش الروسي الأربعاء أن مسلحي المعارضة محاصرون الآن في 2.5 كيلومتر من حلب.

وقال عساف عبود، مراسل بي بي سي في حلب، إن تصعيدا واسعا يسود خطوط التماس في شرق حلب بين القوات الحكومية ومسلحي المعارضة، وإن أصوات القصف المدفعي تسمع بالاضافة إلى تحليق الطيران في سماء المدينة.

وقيل إن سبب انهيار الاتفاق - الذي توسطت فيه روسيا وتركيا - هو مطالب من جانب الحكومة، إذ قيل إنها تسعى إلى إجلاء جنودها المصابين والمدنيين من البلدات القريبة التي يحاصرها المسلحون ومنها بلدتا الفوعة وكفريا.

خريطة السيطرة في حلب

خريطة توضح مناطق السيطرة في حلب.

وسُمح - بناء على الاتفاق - للمدنيين والمسلحين في شرق حلب بالذهاب إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة في ريف إدلب، شمالي سوريا.

وكان من المقرر أن يبدأ الإجلاء في 05:00 صباح الأربعاء، بحسب التوقيت المحلي، لكنه لم ينفذ. وأفادت تقارير فيما بعد بحدوث قصف جديد.

وقال مدير المرصد السوري المعارض، رامي عبد الرحمن: إن "الاشتباكات عنيفة والقصف شديد جدا ... ويبدو أن كل شيء (من وقف لإطلاق النار) قد انتهى."

وأضاف المرصد، ومقره بريطانيا، أن الطائرات استأنفت القصف على مناطق المسلحين.

وقال نشطاء ومدنيون لبي بي سي إن أجزاء من شرقي حلب قُصفت. وقال إبراهيم أبو ليث، المتحدث باسم جماعة الخوذ البيضاء للإنقاذ التطوعية إن أكثر من 40 شخصا أصيبوا.

وقال أحد السكان، ويدعى زهير، لبي بي سي إن هناك فوضى عامة. "لا نعلم عدد الإصابات هناك، أو إن كان هناك أحد يساعدهم."

وقالت روسيا، حليفة سوريا، إن الجيش السوري استأنف إطلاق النار بعد انتهاك المسلحين للهدنة.

وقال التلفزيون السوري إن المسلحين أطلقوا الصواريخ على مواقع الحكومة في المدينة، وقال إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا.

وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إنه يتوقع "وقف مقاومة المسلحين خلال اليومين أو الثلاثة القادمة."

واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، القوات السورية بانتهاك وقف إطلاق النار، ووصف الوضع في حلب بأنه "هش جدا". وقال إنه يجب السماح للمدنيين بمغادرة المدينة.

وأفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن حشودا من المدنيين كانوا يحملون أمتعتهم متجمعين في الشوارع انتظارا لإجلائهم.

وهناك تقارير بارتكاب أعمال وحشية. وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إنها تسلمت أدلة موثوقا بها تفيد بحالات إعدام بلا إجراءات تحقيق، مضيفة أن 82 مدنيا قتلوا على أيدي قوات موالية للحكومة، وأن كثيرين آخرين توفوا.

لكن الحكومة السورية وروسيا تنفيان تلك الادعاءات وتقولان إنها غير حقيقية.

خارطة