بوتين ورئيس الوزراء اليابني

نظم اعلان مشترك بين الدولتين عام 1956 انهاء الأعمال العدائية بين الدولتين واقامة علاقات دبلوماسية بينهما

يعقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء اليابان شينزو آبي محادثات من المتوقع أن تتناول قضية الجزر المتنازع عليها بين الدولتين والتي تحول دون عقد اتفاق سلام بينهما منذ الحرب العالمية الثانية.

فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان، وقبل توقيع أي اتفاق، احتل الاتحاد السوفيتي جزر كيرل الجنوبية.

وتقع تلك الجزر في اليابان - التي تُعرف في اليابان باسم الأراضي الشمالية - بين جزيرة هوكايدو اليابانية وشبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، وتطالب اليابان بشكل دائم بعودة الجزر إليها.

ولم يوقع الاتحاد السوفيتي اتفاق السلام الذي وقعه الحلفاء مع اليابان عام 1951، لكنه وقع عام 1956 اعلانا مشتركا ينهي الأعمال العدائية بين الدولتين ويعيد العلاقات الدبلوماسية بينهما.

ومن المتوقع أن يواصل بوتين وآبي، في منتجع ناغاتو، المعروف بمياهه المعدنية الحارة، وفي طوكيو مناقشة قضية الجزر التي عرقلت توقيع اتفاق سلام بين الدولتين.

جزر كيرل الجنوبية

تقع الجزر المتنازع، وعددها 4 ، في أقصى جنوب سلسلة من الجزر، وهي كوناشير، آيتوروبو، وشيكوتان، هابوماي. وبعضها على بعد كيلومترات قليلة من هوكايدو.

ويسكن نحو 12 الف شخص تلك الجزر ويعتمدون على الصيد كمورد أساسي للحياة.

تمثال نصفي للينين

يعيش نحو 12 الف شخص على الجزر بحسب الحكومة الروسية

النزاع حول الجزر

دخل الاتحاد السوفيتي الجزر في سبتمبر/ أيلول عام 1945 وانتقل الآلاف من السكان إلى مناطق يابانية أخرى.

ولم توافق اليابان على الإطلاق عن التخلي عن الجزر، ولم يتمكن الطرفان من الاتفاق على معاهدة سلام تنهي الحرب التي وقعت بينهما، خلال الحرب العالمية الثانية، بشكل رسمي حتى الآن.

ومنذ نهاية الحرب، صدرت قرارات متعددة حول مستقبل الجزر، لكنها لم تغير الأمر الواقع بالنسبة للجزر.

وفي قمة يالطا التي انعقدت عام 1945 اتفق الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وبريطانيا على ان يحصل الاتحاد السوفيتي على كل جزر كيرل.

ولكن في عام 1956 صدر قرار مشترك بين الاتحاد السوفيتي واليابان، وافق الاتحاد السوفيتي بمقتضاه على تسليم جزيرتي شيكوتان وهابوماي عند توقيع إتفاقية سلام بين البلدين وهو مالم يحدث.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي واحتياج روسيا للاستثمارات الأجنبية، وقعت روسيا اعلانا مشتركا آخر عام 1993 يمهد لمفاوضات للاتفاق على معاهدة سلام، لكنه لم يؤد لشيء.

لماذا لم تنته المشكلة؟

لم تحظ فكرة تسليم الجزر لدولة أدى تحالفها مع ألمانيا النازية إلى مقتل الملايين، بالكثير من الشعبية في روسيا.

وفي الوقت ذاته، رفض الوطنيون اليابانيون التنازل عن الجزر بشكل حاسم.

وتمثل الجزر منفذا هاما للقوات العسكرية الروسية إلى المحيط الهادئ.

كما تقع الجزر على نوعية نادرة من الأراضي وتحتوي على مخزون من المواد الهيدروكربونية.

ميدفيدف على دبابة

زار الرئيس الروسي ميدفيدف الجزر عام 2010

احتمالات المستقبل

هناك مؤشرات على مراجعة اليابان لموقفها بشأن النزاع حول الأراضي وأنها ربما تعيد أحياء الاعلان المشترك الذي صدر عام 1951 التي وافق الاتحاد السوفيتي بمقتضاها على تسليم جزيرتين عند توقيع اتفاقية سلام.

وعلى الرغم من ذلك، لا يتوقع الكثير من المحللين توقيع اتفاق نهائي بين الدولتين خلال الأسبوع الحالي.

وتعاني روسيا من العقوبات الغربية واليابانية عليها ومن تباطؤ اقتصادها نتيجة انخفاض أسعار النفط.

ويأمل بوتين أن يتم التوصل إلى اتفاقات تجارية مع الشركات اليابانية لجذب استثماراتها إلى روسيا.

لكن اليابان قالت إنها لن توافق على أي تعاون اقتصادي مع روسيا يخالف العقوبات المفروضة عليها.