«إيلاف» من نيويورك: رغم التفجيرات التي هزت العاصمة المصرية القاهرة في الاسبوعين الماضيين، غير أن شيئا لم يتغير في حياة المصريين الذين يحدوهم الأمل في أيام قادمة قد تكون أفضل بظل أوضاع اقتصادية صعبة تمر بها البلاد حاليا.

صباح التاسع من نوفمبر، فرح المصريون بعد اعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الاميركية، وللتدليل أكثر على هذا الارتياح كان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي أول المهنئين بفوز ترامب. الأخير سبق له وأن أسمع المصريين حكومة وشعبا في أيلول الماضي كلاما لم يسبق لهم ان سمعوه من شخصية اميركية مرشحة لحكم البيت الأبيض.

بالتوازي مع فوز ترامب، أزيح عبء ثقيل عن كاهل المسؤولين المصريين، فهيلاري كلينتون المرشحة الديمقراطية ووزيرة الخارجية السابقة، شكلت لغزا غير واضح امام الرسميين في القاهرة.

&قبل حوالي أسبوعين من الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية، حط أحد المقربين من فريق عمل هيلاري كلينتون رحاله في القاهرة وفق ما يرويه مصدر لإيلاف، الرجل زار عددا من عواصم الشرق الاوسط بغاية استكشاف الاجواء وتبادل الاراء.

يقول المصدر، " جاءت الزيارة التي كانت بعيدة عن الاعلام في الوقت الذي كانت فيه حظوظ كلينتون بلغت مستوى غير مسبوق وقد وسعت الفارق الى اثني عشر نقطة بحسب استطلاعات الرأي"، متابعا" الضيف أبلغ مضيفيه وبشكل سريع استعدوا للمرحلة القادمة، ولا تتوقعوا أي تغيير في السياسة الأميركية التي ستتبعها كلينتون بعد وصولها للبيت الابيض، وان الاستمرارية في السياسة السابقة ستكون وفق عقيدة اوباما وستشكل مبادئ هذه العقيدة عنوان التعاطي مع ملفات المنطقة".

لا تغيير إتجاه سوريا

وأضاف،" أكد لنا الضيف ان لا تغير في السياسة تجاه الازمات في سوريا والعراق وليبيا، والملف الفلسطيني، أما بخصوص مصر فالعلاقة ستكون مبنية وفق طريقة تعاطي السلطات المصرية مع ملفات: حقوق الانسان، المصالحة مع الاخوان، ضرورة اسقاط الحكم القضائي الصادر بحق بعض الجمعيات الاهلية، واعادة النظر بالعلاقات المصرية-الروسية والمصرية-الصينية.

يشير المصدر" إلى ان الاحباط خيم على الحاضرين بعدما أيقنوا ان المرحلة القادمة من العلاقات المصرية-الاميركية بحال فازت كلينتون ستذهب نحو صدام مبكر وستزداد مساحة التوتر بين القاهرة وواشنطن خصوصا ان الذكريات مليئة بالتحفظات بين المسؤولين المصريين وإدارة اوباما التي كانت كلينتون ضلعا اساسيا منها فيما يتعلق بالسياسة الخارجية".

واحدة من أهم نتائج خسارة كلينتون، كانت في تنفيس او إطفاء ما أطلق عليه "ثورة الغلابة" التي سعى اليها الاخوان في 11 نوفمبر، يقول المصدر، ويشير " الى ان الدولة المصرية التي تواجه حاليا مشاكل اقتصادية لا سياسية، تنتظر الكثير من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، خصوصا لناحية التعاون البناء والمثمر فيما يتعلق بالازمة الليبية (الرؤية المصرية تدعم الجيش بقيادة خليفة حفتر)، والشروع في حل سياسي يوقف نزيف الدم السوري مع ترك الحرية الكاملة للشعب في اختيار سلطاته، بالاضافة الى التوصل لحل فيما يخص الفلسطينيين واسرائيل، والتعاون مع مصر اقتصاديا ودعم المشاريع الاصلاحية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي.