دق الاتحاد الأفريقي ناقوس الخطر من تدفق آلاف الارهابيين على دول أفريقيا قادمين من ليبيا والعراق وسوريا.

إيلاف من الجزائر: أعرب خبراء أمنيون في أفريقيا عن تخوفهم الكبير من زيادة مصاعب القارة السمراء الأمنية بسبب إمكانية رجوع أزيد من ألفي إرهابي من العراق وسوريا واليمن إلى المنطقة التي يظل انتشار عناصر تنظيم داعش فيها مقتصرًا بشكل كبير على ليبيا مقارنة بتنظيم القاعدة.

وتحتضن الجزائر منذ الأسبوع الماضي وإلى غاية اليوم عدة ملتقيات تتعلق بالأمن والسلم في أفريقيا تتطرق إلى المخاطر الأمنية التي تواجه المنطقة في ظل توسع نشاط تنظيم داعش، منها الاجتماع العاشر لنقاط الإرتكاز للمركز الافريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب الذي احتضنته العاصمة الجزائر، والملتقى الرابع رفيع المستوى حول السلم والأمن في أفريقيا الذي تحتضن أشغاله مدينة وهران غرب البلاد.

مخاوف

قال مفوض مجلس الأمن والسلم للاتحاد الأفريقي إسماعيل شرقي، إنه على الرغم من "التقدم الملموس في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في القارة الأفريقية غير أن تهديد الظاهرة لا زال أكثر تعقيدًا"

ودعا شرقي إلى "ضرورة إيلاء أولوية قصوى للقارة السمراء خاصة بمنطقة الساحل والقرن الإفريقي ومنطقة بحيرات تشاد التي تعرف تهديدات أمنية كبيرة ومعقدة، وسط مخاوف من عودة نحو 2500 إرهابي فار من سوريا واليمن والعراق إلى أوروبا أو مواطنهم الأصلية في أفريقيا".

وقال شرقي إن "هناك معلومات تفيد بوصول العديد من هذه العناصر إلى القارة من اليمن عبر الصومال".

ويوافق الخبير الأمني احمد ميزاب تخوفات مفوض مجلس الأمن والسلم للاتحاد الأفريقي ويراها مشروعة.

غير أن ميزاب أشار في حديثه مع " إيلاف" إلى أن الأرقام التي تحدث عنها شرقي قد تبدو بسيطة، مقارنة بما جاء في تقارير دولية تتحدث عن 21 إلى 30 عنصراً من داعش قد يهددون منطقة الساحل وشمال أفريقيا.

وأشار إلى ان تقارير أممية تحدثت أيضا عن وجود نحو 7 آلاف عنصر من داعش في ليبيا.

وأضاف ميزاب أن الضربات التي يتلقاها التنظيم في المشرق قد تدفعه إلى التوجه إلى " المنطقة الرخوة المتمثلة في منطقة الساحل".

ولفت إلى أن الفرص المتاحة حاليًا لتنظيم الدولة للإبقاء على نشاطه هو اللجوء إلى المناطق الحدودية لدول الجوار الليبي والانتقال إلى منطقة الساحل والصحراء التي تعرف انفلاتًا أمنيًا ونزاعات.

استراتيجية

وبحسب إسماعيل شرقي، فإن الاتحاد الأفريقي وصل إلى قناعة تؤكد على ضرورة تبني مقاربة شاملة متعددة الأبعاد للتعامل مع التهديدات الأمنية في القارة الأفريقية.

وقال شرقي في تصريح للصحافة على هامش أشغال الملتقى الرابع رفيع المستوى حول السلم والأمن في أفريقيا، المنعقد بوهران، إنه تم التوصل إلى "قناعة مفادها أنه لابد من التعامل مع قضايا السلم والأمن من خلال مقاربة شاملة".

وأضاف شرقي " لا يكفي التعامل الأمني أو العسكري المحض مع هذه المسألة بل يجب إدراج الجانب الاقتصادي والتنموي و تعزيز الديمقراطية و احترام كل مكونات المجتمعات الأفريقية على اختلافها سواء في بناء الإقتصادات الوطنية أو الإسهام في التنمية أو في بناء الديمقراطية".

من جانبه، شدد الخبير الأمني احمد ميزاب في حديثه مع " إيلاف" على أهمية الجانب التنموي في إحلال السلم بالقارة الأفريقية، لكن شدد على أن الجانب الأمني ضروري جدًا لتحقيق الأهداف التنموية التي أطلقها الاتحاد الافريقي.

وبالنسبة لاسماعيل شرقي، فإن"أحسن طريقة للتعامل مع بؤر التوتر هي الوقاية بكل أبعادها المتعلقة أساسًا بحقوق الإنسان أو ميكانيزمات الإنذار المبكر وغيرها".

وتسعى مؤسسات الاتحاد الإفريقي إلى الوصول لهدف "إسكات الأسلحة" في القارة بحدود سنة 2020.

وتتطلع دول القارة السمراء أن تباشر آلية التعاون بين أجهزة الشرطة الأفريقية (أفريبول) عملها في يناير المقبل، مباشرة بعد عقد قمة الإتحاد الأفريقي المقرر تنظيمها نهاية الشهر نفسه.

وأوضح شرقي أنه "تم الانتهاء من كل الترتيبات القانونية والتقنية لبعث هذه المؤسسة التي ستمكن من تضافر أفضل لجهود دول المنطقة لمكافحة مختلف الآفات التي تواجهها القارة".

ويضع الخبير الأمني ميزاب عمل هيئة الأفريبول في خانة الإجراءات الاستباقية لمواجهة أي تهديد امني للمنطقة، والتي ستعزز التعاون المشترك بين الدول الأعضاء لمواجهة التحديات الأمنية والهجرة غير الشرعية.

دعم أممي

وتلقت جهود الاتحاد الافريقي دعمًا من الامم المتحدة، فقد أعلن الأمين العام المساعد المعني بعمليات حفظ السلم بالأمم المتحدة هرفي لادسوس الأحد دعم الجهود التي يقوم بها الإتحاد الأفريقي للحفاظ على السلم والأمن بالقارة السمراء.

ومثل لادسوس الهيئة الأممية في الملتقى الرابع رفيع المستوى للسلم والأمن بوهران. وقال إن الإتحاد الأفريقي يقوم بجهود لحفظ السلم والأمن في القارة خاصة وأنه "يتمتع بمعرفة ميدانية لمناطق النزاع ولديه القدرة على الإنتشار السريع، وبما أن مسألة الإمكانيات هي مسألة مهمة في مثل هذه العمليات، فإن الأمم المتحدة يمكن أن تدعم هذه الجهود في الوقت المناسب مثل ما حدث في العديد من الدول الأفريقية".

وبحسب لادسوس، فإن الشراكة الأممية-الأفريقية "تتمتع بثقة متبادلة نعمل بشكل مستمر على تعزيزها"، خاصة و أنه "من شأنها إيجاد الآليات المثلى لعمليات حفظ السلم وتذليل العقبات التي يمكن أن تواجهها".
&