فيما تحذر منظمات محلية ودولية من تدهور الوضع الغذائي والإنساني، ومن مجاعة تتفاقم في صفوف اليمنيين، حمّل وكيل وزارة الصحة اليمنية الجماعات الانقلابية مسؤولية تدهور الوضع الإنساني والغذائي.

إيلاف من عدن: حمّل وكيل وزارة الصحة اليمنية لشؤون الرعاية الصحية الأولية د. علي الوليدي، الجماعات الانقلابية مسؤولية تدهور الوضع الغذائي والإنساني في اليمن، ولاسيما في المحافظات الملتهبة، التي تسيطر عليها تلك الجماعات.

وفي حديث خاص لـ"إيلاف"، ربط الوكيل الوليدي بين تدهور الوضع الغذائي لليمنيين واستيلاء الانقلابيين على محافظات يمنية عدة. وأوضح في هذا الصدد قائلًا: "منذ مارس 2015 استولى الانقلابيون على محافظات عدة، وكانت من بين ما استولوا عليه مرافق ومنشآت الصحة، حيث سيطروا على &55% من تلك المنشآت، ولم تعد &تعمل الآن 45% منها، ما أثر سلبًا في&أدائها، فقاموا بالعبث بها، وحوّلوها إلى معسكرات وثكنات عسكرية في محافظات عدة، كتعز والحديدة، وأذاقوا الكوادر الطبية الويل، ما أدى إلى مقتل أطباء واعتقال آخرين".

سوء التغذية&
ولفت وكيل وزارة الصحة اليمنية في حديثه لـ"إيلاف"، إلى أن كل تلك التصرفات التي أقدم عليها الانقلابيون أدت إلى تدني الخدمات الصحية، وخصوصًا الخدمات التكاملية من مراكز الرعاية الصحية الأولية ومراكز التغذية والتحسين، مشيرًا إلى أن ذلك كله كان سببًا رئيسًا في تراجع جرعات الغذاء التي كانت تقدم إلى الفقراء من قبل الحكومة والمنظمات المحلية والدولية". &&

وأوضح مستطردًا: "كل ذلك كان له تأثير سلبي في أداء الخدمات الصحية، وهي من الأسباب التي أدت إلى تراجع الخدمات الصحية، وخاصة في ما يتعلق بالجانب الغذائي، فبات أكثر من مليوني يمني يعانون سوء التغذية، 1.7 مليون منهم يعانون سوء تغذية متوسطًا، و400 ألف يعانون نقص تغذية حادًا، وهؤلاء معرّضون للوفاة بسبب توقف الخدمات الصحية الغذائية، وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون".&
&&
استهداف المساعدات
واستعرض وكيل الصحة عددًا من الانتهاكات، التي قال إن الجماعات الانقلابية قامت بها، وساهمت في حرمان ملايين اليمنيين من المساعدات الغذائية، قائلًا: "رصدنا انتهاكات عدة قامت بها الميليشيات، وساهمت للأسف الشديد في ارتفاع حالات سوء التغذية في اليمن، حيث منعت الميليشيات خلال العام الجاري طيران الأمم المتحدة من الوصول إلى مطار صنعاء، وهو كان يحمل مساعدات غذائية، وقامت بإعادته مرتين إلى جيبوتي.

&كما اقتحموا البرنامج الوطني للتحصين، ونهبوا خمس سيارات، واقتحموا البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، وقالوا بالفم الملآن: " لا يهمّنا موضوع الأطفال"، ومنعوا الأدوية عن محافظتي مأرب والجوف، ما اضطررنا إلى صرف أدوية لهم كمساعدة من المستودع الغذائي في عدن، مع أن حصتهم هي من صنعاء التي يسيطر عليها الانقلاب".

خلص الوكيل الوليدي في حديثه إلى القول إن الميليشيات لا يهمّها ما يقدم إلى المواطن من خدمات صحية، مشيرًا إلى أن ما يهمّ تلك الميليشيات هو العبث بممتلكات الدولة، عبر لجانهم الثورية والشعبية المزعومة، وفرقهم التي توزّع الموت في كل حارة وفي كل شارع من شوارع اليمن، مناشدًا الأمم المتحدة إيلاء المزيد من الاهتمام والدعم الغذائي والصحي للشعب اليمني المغلوب على أمره.

الجراد يعمّق المشكلة&
إلى ذلك، أكد وكيل وزارة الزراعة والري اليمنية أمين باقادر انتشار حشرة الجراد في محافظات يمنية عدة خلال العام الجاري، وفي مقدمها محافظة حضرموت، إضافة إلى عدد من مناطق ومديريات محافظتي شبوة ومأرب.

وأشار وكيل وزارة الزراعة في تصريح مقتضب لـ"إيلاف" إلى أن انتشار الجراد خلال العام الجاري كانت له آثار سلبية على إنتاج اليمن الغذائي، وأدى في نهاية المطاف إلى حدوث أضرار بالغة بالمزروعات التي حلّ بها في مناطق عبوره.

وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة – الفاو - قد حذرت في وقت سابق من العام الجاري من أن أسرابًا تتألف من ملايين الجراد، هاجمت اليمن، وهددت بتدمير المحاصيل الزراعية، وإدخال البلاد في أتون المجاعة، وسط الحرب الدائرة في البلاد والتي منعت مكافحة تكاثر الجراد.

كارثة تتفاقم&
هذا وتواصلت التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية تصيب اليمن، جراء النقص الحاد للغذاء. وقال أكبر مسؤول إغاثة دولي في اليمن إن الكارثة الإنسانية تتفاقم، ما يدفع البلاد إلى شفا المجاعة. أضاف جامي مكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، في تصريحات صحافية، إن "الأطفال يموتون في مختلف أنحاء هذا البلد".

وأوضح مسؤول الأمم المتحدة أن الحرب حرمت أكثر من 14 مليون نسمة - هم نصف عدد السكان - من «الأمن الغذائي» وأن سبعة ملايين منهم يتضورون جوعًا.

ويعاني ثمانية من كل عشرة أطفال من سوء التغذية، ويموت طفل كل عشر دقائق، وفقًا لأرقام وكالة تابعة للأمم المتحدة. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 18.8 مليون نسمة في حاجة إلى نوع من الإغاثة الإنسانية، لكن المنظمة الدولية تكابد لإيصال المساعدات، إما بسبب الحرب، وإما لنقص التمويل.

أضاف أن نحو نصف عدد محافظات اليمن الاثنتين والعشرين توصف رسميًا بالفعل بأنها تعاني وضعًا غذائيًا طارئًا، ويمثل هذا الوضع أربع درجات على مقياس مكون من خمس درجات، تعني درجته الخامسة وجود مجاعة. وتجري الأمم المتحدة تقييمًا جديدًا للوضع الغذائي استعدادًا لتوجيه نداء إنساني جديد في العام المقبل 2017 تطلب فيه من المانحين مساعدات لإنقاذ حياة ثمانية ملايين نسمة.
&
مهددون بالتزايد
إلى ذلك &حذر المجلس النروجي للاجئين من أن اليمن سيشهد جوع 2.5 مليون شخص خلال عام 2017 "طالما استمرت الدوامة الجارية، وذلك بعدما شكل عام 2016 كارثة مدمرة على المدنيين".
&
وذكر المجلس - في بيان إطلعت "إيلاف" على نسخة منه - أن العام الحالي "شهد دمارًا واسع النطاق وتدهورًا شاملًا للظروف المعيشية، حيث كان أكثر من 14 مليون شخص يذهبون ليلًا إلى فراشهم جائعين". أضاف أن أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت بنسبة 20% عما كانت عليه قبل بداية النزاع في العام الماضي.

وقال &المجلس إن التوقعات لعام 2017 تشير إلى أنه إذا بقي الوضع على حاله فـ"ستزداد حالات الجوع أكثر من الضعف، وسيعاني 2.5 مليون شخص آخر من نقص في التغذية والحرمان من الطعام الكافي، ما (يعني) أن نسبة هائلة تبلغ 60% من مجموع السكان سيكافحون من أجل توفير الطعام لأسرتهم".
&
وقال الأمين العام للمجلس يان إيغلاند "ما لم يتم إنهاء النزاع وعكس الأزمة الاقتصادية المتجذرة، فسيشهد العام الجديد أمة بكاملها تنزلق نحو حفرة سوداء مليئة باليأس، وعلينا أن نضع حدًا لهذه الكارثة، التي هي من صنع الإنسان، وتجلب لنا العار جميعًا".
&
كما اعتبر أن حجم الأزمة الحالية "بعيد جدًا عن متناول القليل من وكالات الإغاثة الإنسانية المتبقية على أرض الميدان". ودعا إلى "رفع كل القيود عن المساعدات، وأن تتمكن الجهات الفاعلة الإنسانية من تقديم الخدمات المنقذة للحياة في جميع أنحاء اليمن".
&
كما أشار إلى ارتفاع النزوح في اليمن على نطاق واسع منذ بداية النزاع، وقال إن 4.5 ملايين شخص بحاجة حاليًا إلى مأوى، موضحًا أن العديد من النازحين يعيشون في أبنية عامة أو مخيمات موقتة، العديد منها محروم من الخدمات الأساسية، كالمراحيض ودورات المياه.
&