«إيلاف» من لندن: اعلنت جمعية عراقية تعنى بالدفاع عن حقوق الصحافيين ان صحافيي البلاد تعرضوا خلال العام الحالي الى 179 اعتداء وقالت ان قطاع الصحافة مازال يخضع الى& قوانين شرعت منذ 40 عاما واعابت على البرلمان تخليه عن توفير قوانين وتشريعات داعمة لحرية الصحافة واكدت ان سياسة التعتميم على طبيعة العمل في مؤسسات الدولة ادى الى زيادة معدلات الفساد في العراق.

البيئة القانونية& للعمل الصحافي

واضافت الجمعية في تقرير سنوي الثلاثاء عن اوضاع الصحافة والاعلام والعاملين فيهما في العراق وحصلت “إيلاف" على نصه ان البيئة القانونية للعمل الصحافي في العراق لازالت غير داعمة لحرية الصحافة ولاتوفر البيئة الامنة& للصحافيين في عموم البلاد حيث& لازالت تلك القوانين التى شرعت منذ& اكثر من 40 عاما تنعكس سلبا على العمل الصحافي وتشكل مانعا من توفير المساحة الكبيرة لحرية الصحافة .&

واشارت الى ان مجلس النواب العراقي قد تخلى عن& توفير قوانين وتشريعات داعمة لحرية الصحافة& وتلغي& كل انواع التشريعات التى تتعارض وتتقاطع كليا مع المادة (38) من الدستور العراقي الذي كفل حرية الصحافة .&

&واكدت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين ان واقع الحريات الصحافية لازال مترديا ولازالت& محاولات تحسين العمل&الصحافي خجولة ولا تتناسب مع حجم العنف ضد الصحافيين وقالت انها قد لمست عدم جدية مؤسسات الدولة في توفير& برنامج يسهم في& انخفاض معدلات العنف ضد الصحافيين .&&

&العنف ضد الصحافيين&

ووثقت الجمعية من خلال رصدها المستمر لحالات العنف ضد الصحافيين في العراق تعرض(179) صحافيا الى اعتداءات& خلال العام 2016& وفي مختلف مدن العراق& وهى نسبة مرتفعه بالقياس الى السنوات الماضية .

واكدت تلقي عدد من الصحافيين تهديدات من جهات مجهولة على خلفية نشر تقارير صحافية عن الفساد في بعض مؤسسات الدولة، وقد لاحظت الجمعية تكاسل الاجهزة الامنية في متابعة تلك التهديدات التى تلقاها صحافيين من جهات مجهولة اذ& لم يتم& فتح اى تحقيق رسمى بتلك التهديدات التى اثرت سلبا على حياه& الصحافيين في العراق& فيما استشهد (13) صحافي خلال عام 2016& معظمهم& على ايدى& تنظيم داعش خلال ممارسة التغطية& في مناطق الصراع المسلح& مع داعش.

وقالت ان العمل الصحافي في العراق مازال يتسم بالتعقيد المقترن بالخطورة والذي وصل الى مراحل متقدمة فاقت الكثير من التجارب الصحافية والاعلامية في الدول والمناطق التي تتميز بالاضطراب السياسي والامني

&وعبرت الجمعية عن دهشتها من عدم تولى الاجهزة الامنية في محافظة كركوك من متابعه جريمة اغتيال الصحافي& محمد ثابت والذي يعمل لحساب شبكة الاعلام العراقي& حيث تم تسجيل الجريمة ضد مجهول حيث ان تلك التحقيقات& غير كافية وسطحية الامر الذي يسهم في استمرار العنف ضد الصحافيين وتوفير الفرصة لقتلة الصحافيين بالافلات من العقاب وهي احدى المشاكل التى يعانى منها الصحافيين.&

& القضايا المقامة ضد الصحافيين& &

واوضحت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافين ان عام 2016& شهد اقامة عدد كبير من الدعاوى& ضد الصحافيين في محكمة قضايا النشر والاعلام خاصة اولئك الذين يعملون على نشر تقارير صحافية حول الفساد وتورط عدد من المسؤولين في صفقات فساد مشبوهه& .&

وقالت ان ابرز تلك الدعاوى والشكاوى ماتعرض له الصحافي فلاح الفاضلي والذي يعمل مقدم برامج في قناة الفيحاء وبسبب اعتماد تلك المحكمة في الحكم على قضايا الصحافيين من& خلال قانون العقوبات العراقي 1969 المعدل والذي يجيز معاقبة الصحافيين من خلال تلك المواد القانونية التى تجرم الصحافي وتسمح& بتحجيم حرية الصحافة وحرية التعبير الامر الذي& يعد& انتكاسة لحرية الصحافة في العراق& وانتهاك واضح وصريح للدستور العراقي الذي كفل حرية الصحافة .

صحافي مصاب في مواجهات مسلحة

&حق الحصول على المعلومة&

واضافت الجمعية ان مؤسسات الدولة تعمل على التعتيم وحجب المعلومة عن وسائل الاعلام المختلفة حيث لاحظت ان عدم توفير المعلومة والانباء للصحافيين ابرز سمات مؤسسات الدولة وانها تتعامل بشكل سلبيى مع الصحافيين ومراسلي القنوات الفضائية .

واوضحت الجمعية انها وبالرغم من انها قدمت مشروع قانون حق الحصول على المعلومة الى مجلس النواب العراقي الا انه تم قرائته قراءة واحدة& داخل قبة البرلمان& ثم تم اهماله وعدم التعاطى الايجابي معه الامر الذى ادى الى زيادة معدلات الفساد في العراق بسبب سياسة لتعتميم وعدم الافصاح عن طبيعة العمل في مؤسسات الدوله كافة وايضا حالات حجب المعلومة . وتعتبره حجب المعلومة من ابرز المشاكل التى يعانى منها الصحافيين في العراق&

&التدريب&

وقالت الجمعية انه رغم اتساع التغطية الصحافية في مناطق الصراع& المسلح مع تنظيم داعش حيث واظبت وسائل الاعلام المختلفة على تغطية تلك الاحداث وحركات القوات الامنية العراقي في مناطق شاسعة وتعد مناطق خطرة على الصحافيين والمراسلين والمصوريين حيث اشرت الجمعية انعدام تدريبات السلامة للصحافيين& خاصة اولئك& الذين يمارسون العمل الصحافي في مناطق النزاع المسلح إن الصحافيين العاملين في مناطق الصراع في حاجة ماسة للتدريب على السلامة الإعلامية وايضا لاحظنا النقص الحاصل في معدات السلامة والامان للصحافيين ناهيك عن& عدم توفير برنامج لتدريب الصحافيين في العراق على استخدام معدات السلامة المهنية او كيفية العمل في مناطق الصراع المسلح .&

&الطرد التعسفي&

واوضحت ان الازمة المالية في العراق القت بضلالها على واقع المؤسسات الاعلامية& حيث تعرض عشرات الصحافيين الى الطرد التعسفي بسبب تقليص النفقات والاموال في المؤسسات الاعلامية& فيما اغلقت عدد من المؤسسات الاعلامية ابوابها، وتوقفت عن العمل بسبب وقف& التمويل فيما اضطرت عدد من المؤسسات الاعلامية الى تكليف الصحافي باكثر من مهمة الامر الذي يعد ضغطا اضافيا على الصحافي الذي اصبح& مخير بين الفصل او تحمل المهام الاضافية & داخل المؤسسة الاعلامية .

الافلات من العقاب&

وحذرت الجمعية من ان ظاهرة الافلات من العقاب ظلت السائدة على المشهد الصحافي في العراق الامر الذى& اسهم في زيادة معدلات& العنف ضد الصحافيين وفي السماح للمتورطين بالاعتداء على الصحافيين بالافلات من العقاب .

وبسبب& عدم جدية الاجهزة الحكومية في&متابعة تلك الجرائم والاعتداءات التى تطال& الصحافيين،&ضعفت القوانين وسادت الفوضي والتخبط&والحقيقة ان وقف الملاحقات القضائية بحق المتورطين بالاعتداء على الصحافيين اسهم بشكل جلي& في استمرار العنف وارتفاع معدلات& الانتهاكات والاعتداءات التى تطال الصحافيين .

وطالبت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين في الختام مجلس القضاء الاعلي ومجلس النواب العراقي بالسعي الجاد نحو انشاء نظم عادلة وفعالة لإقامة العدل تستند إلى القواعد والمعايير الدولية وتدعم سيادة القانون وحماية جميع حقوق الصحافيين في العراق وعدم اهمال جرائم العنف التى تطال الصحافيين في العراق .