« إيلاف» من بيروت: هي نصف المجتمع وتبقى غائبة عن الحياة السياسية في لبنان، فمن المسؤول ومتى تصبح الوزارات مؤنثة أسوة بسائر الوزارات في دول العالم، بعدما شهدت الحكومة الجديدة وجهًا نسائيًا واحدًا وهي وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية عناية عزالدين، في حين تم توزير وزير لشؤون المرأة بدلاً من وزيرة؟

تعتبر رئيسة المجلس النسائي سابقًا جمال غبريل في حديثها لـ«إيلاف» أن الجمعيات النسائية تقوم منذ فترة طويلة بتأنيث العمل السياسي في لبنان، ولا مجال أن نتقدم كثيرًا في الأمور المتعلقة بهذا الموضوع، إذا لم تكن هناك نساء في موقع القرار، وتبقى حلقة مفرغة ندور فيها، ولا يسمح لنا أن نبدأ بالموضوع أو أن نكون في مركز القرار السياسي، وتلفت غبريل إلى بعض الوقاحة في تأليف الحكومة الجديدة من خلال استحداث وزارة لشؤون المرأة وقد استلمها وزيرٌ بدل وزيرة، ولم يحسبوا حساب أن تكون هناك ردة فعل نسائية على الموضوع، وتؤكد غبريل أن عدم وصول النساء الى مراكز القرار السياسي في لبنان هو من ضمن أمور أخرى لم يستطع اللبناني أيضًا الحصول عليها كالكهرباء المتواصلة، والمياه، وعدم التوصل أيضًا إلى قانون انتخابي يمثل اللبنانيين، وقضية المرأة تدخل ضمن الأمور التي لم نستطع حتى الآن التوصل إليها.

المرأة والوزارة

عن توزير وزير لشؤون المرأة في الحكومة الجديدة، هل هذا يعتبر انتقاصًا لوجود إمرأة مؤهلة استلام هذا المنصب؟ لا تعتبر غبريل الأمر انتقاصًا بقدر ما هو عدم تقدير، فكلنا نعرف أن وزارات الدولة لزيادة العدد من أجل قضايا سياسية، ولو كان فعلاً يهمّهم شؤون المرأة لكانوا أوكلوا تلك الوزارة للوجه النسائي الوحيد في الحكومة الجديدة، ولم يهمهم أي رد فعل نسائي لذلك قاموا بالأمر.

تدعيم العمل النسائي

وردًا على سؤال كيف يمكن تدعيم العمل النسائي أكثر ضمن السياسة؟ تجيب غبريل لا يسعنا سوى التحرك أكثر في هذا المجال، لكن مع الأسف النساء لا ينزلن إلى الشارع للمطالبة بحقوقهن، ونأمل إذا جرت الإنتخابات النيابية وفق قانون انتخابي يوافق الجميع، هناك مجموعة كبيرة تطالب بضرورة إيجاد الكوتا النسائية.

عن اعتبار البعض أن النساء لا يصلن إلى مراكز القرار السياسي لأنهن غير مثقفات سياسيًا، تنفي غبريل الأمر جملة وتفصيلاً وتؤكد أن من هم في الموقع السياسي من رجال لا يفهمون بالسياسة أكثر من النساء المثقفات، وأكثرهم لم يصلوا بفضل جهودهم، وحتى زعماء كثر وصلوا بالتعيين في العام 1990، واستغلوا مرافق الدولة والإعلام وأسسوا كيانهم وأصبحوا زعماء من حينها، وعندما نطالب بكوتا مرحلية لدورة أو دورتين فهذا يبقى من حقنا.

محاربة المرأة

لماذا تحارب المرأة اليوم عندما تمتهن السياسة في لبنان؟ تجيب غبريل أنها تُواجه كأي رجل آخر، والمنافسة مطلوبة، ولكن لا وجود لتكافؤ الفرص بين النساء والرجال في لبنان في المجال السياسي.

فالمرأة لا مجال لولوجها البرامج السياسية والإقتصادية والإعلام ككل، فكيف يمكن أن تبرز كشخصية مثقفة في مختلف المجالات؟

تأخر لبنان

وردًا على سؤال عن تأخر لبنان المخجل في تولي النساء مراكز سياسية، تقول غبريل إن لبنان متأخر بالسياسة في كل المجالات، وعندما نتحدث عن الديكتاتوريات التي تحيطنا ونتحدث عن ديمقراطيتنا نكون مخطئين لأن لبنان أسوأ من أي دكتاتوريات محيطة.

ولا حريّة في لبنان، وإذا كان مسموحًا أن نتكلم في الموضوع، غير أن لا قدرة لنا على التغيير الفعلي.

عن المجتمع المدني خلال الحراك الأخير ووفرة الوجوه النسائية فيه، تعتبر غبريل أن الحراك المدني هوجم من كثيرين، والنساء كالشباب والأكفاء من الجنسين لا يصلن إلى مراكز القرار، البلد يحتاج لمن يحمل "الشنطة" للزعيم، ولا نجد دائمًا الإنسان المناسب في المكان المناسب.&