تولتيبيك: سعت السلطات المكسيكية الاربعاء الى التعرف الى هويات ضحايا الانفجار الهائل بالامس في اكبر سوق للالعاب النارية في البلد قرب العاصمة مكسيكو الذي ادى الى مقتل 32 شخصا لم يتم التعرف الى هويات معظمهم حتى الان.

وتصدرت الصفحات الاولى للصحف المكسيكية صور الضحايا المصابين بحروق خطرة واخرين يتم اجلاؤهم من سوق تولتيبيك الى جانب سحب الدخان الملون الناجم من الانفجار، فيما بدا البلد برمته مصدوما من هول الماساة التي لم تعرف اسبابها حتى الان.

بين القتلى ثمانية قاصرين، فيما من المقرر نقل ثلاثة اطفال مصابين بحروق خطرة الى الولايات المتحدة لتلقي العلاج في مستشفى متخصص. ونشر مئات الجنود والشرطيين في الموقع فمنعوا دخول الفضوليين والصحافيين فيما سادت المنطقة رائحة الدخان.

وجاب المحققون والاطباء الشرعيون الركام المتفحم للسوق الضخم الذي يمتد على اربعة هكتارات، ولم يبق منه شيء باستثناء بنى معدنية او حجرية لاكشاك البيع. في مرحلة اولى اعلنت السلطات اصابة 72 شخصا بجروح. وبين 59 شخصا ما زالوا جرحى بقي 47 في المستشفيات الاربعاء حيث يعالجون بغالبيتهم من حروق خطرة. 

وتسعى السلطات الى تحديد هويات الضحايا عبر جمع عينات للحمض النووي من الجثث التي يتعذر التعرف إلى "غالبيتها". فحتى الان حددت هويات 14 جثة من اصل 31 على ما افاد امين سر حكومة ولاية مكسيكو خوسيه مانزور، الذي اضاف ان هذا العمل قد يستغرق اياما او اسابيع.

وقع الانفجار قرابة الساعة 14,50 (20,50 ت غ) في السوق المخصصة لبيع الالعاب النارية والمفرقعات التي تستقبل سنويا الكثير من الزوار مع حلول عيدي الميلاد ورأس السنة. في مدخل السوق المدمر غداة الانفجار تبدو لافتة بلاستيكية بارزة تقول "زورونا! نفتح يوميا، وجميع الاجراءات الامنية مضمونة".

وقال لويس هرنانديز (26 عاما) من مشغله لصنع الالعاب النارية هذا الانفجار كان "فظيعا" مضيفا "خلت اننا سنموت جميعا". ويعمل هرنانديز في محيط هذا السوق منذ 12 عاما.

اضاف "بدا الناس بالركض والاطفال بالصراخ. كان هناك الكثير من الاشخاص المحترقين الهائمين من دون معرفة ما يفعلون. لم ندر ما نفعل ايضا خشية انفجارات اخرى".

خطر لا مهرب منه
بعد توجيه الرئيس إنريكي بينا نييتو على تويتر "التعازي الى عائلات الذين قضوا لتوهم في هذا الحادث والتمنيات بالشفاء العاجل للجرحى"، توجه الى مستشفى سان بابلو دل مونتي في تلاهكالا (وسط) حيث وقف دقيقة صمت. ومن المقرر ان يلقي بينا نييتو كلمة بشأن الكارثة خلال اليوم.

في هذه الاثناء يواصل المحققون العمل لتحديد سبب الانفجار. وافاد شهود ان اشتعال صاروخ مفرقعات في احد الاكشاك تسبب بالانفجار الدامي. لكن السلطات القضائية اكدت "تعذر التاكد من هذه النظرية، فالعامل على الكشك المعني قتل مع الاسف". كما اشار شهود اخرون لوكالة فرانس برس ان احدى المفرقعات، "القنبلة"، وهي كرة بحجم كرة المضرب تنير السماء بدوائر ملونة، تسببت بالحادث.

وقال عامل البناء روبرتو كورتيز البالغ 48 عاما المقيم في محيط السوق "لا يمكن تجنب هذه الامور. فالمفرقعات تشكل خطرا لا مهرب منه. واذا انفجر صاروخ سيتسبب بانفجار الصواريخ الاخرى. واجراءات السلامة بلا فائدة". كما روى ارتيميو اغويلار "خلت ان منزلي انهار" فيما انكب على لملمة بقايا المفرقعات التي سقطت في شارعه، وادت الى احتراق جزئي لمنزل مجاور رغم بعده كيلومترا عن مكان الانفجار.

اظهرت مشاهد تناقلتها شبكات التواصل الاجتماعي سلسلة انفجارات ضخمة متتالية من مختلف الاحجام والالوان تلاها انتشار سحابة ضخمة من الدخان. وقال مدير جهاز الحماية الوطنية لويس فيليبي بوينتي لقناة تيليفيسا ان "السوق دمرت بالكامل".

في سبتمبر 2005 دمرت السوق نفسها بالكامل بسبب حريق نجم من العاب نارية بمناسبة عيد الاستقلال. وفي العام التالي اندلع في السوق حريق اتى على اكثر من 200 بسطة بدون أن يوقع ضحايا. وفي حادث مماثل في ابريل 2016، قتل في الهند 111 شخصا واصيب مئات آخرون بجروح في حريق ضخم نجم عن انفجار وقع في مخزن للالعاب النارية قرب معبد هندوسي في بارافور.