قتلت الشرطة الإيطالية في مدينة ميلان تونسيا يسمى أنيس العامري، والذي كان المشتبه به الرئيسي في حادث الدهس الذي استهدف رواد سوق مخصص لعيد الميلاد في العاصمة الألمانية برلين وأسفر عن مقتل 12 شخصا وإصابة 49 آخرين.

وجاءت المعلومات عنه من بطاقات هوية عُثِر عليها تحت أحد مقاعد الشاحنة التي نفذت الهجوم. وأكدت السلطات أيضا أن بصمات أصابع المشتبه به عُثر عليها في الشاحنة.

وأنيس العامري، الذي كان يبلغ من العمر 24 عاما، كان معروفا لدى السلطات الألمانية؛ إذ سافر من إيطاليا حيث كان معتقلا لبعض الوقت، إلى ألمانيا مع لاجئين.

وقال وزير الداخلية في ولاية شمالي الراين فيستفاليا، رالف ياغر، إن المشتبه به كان محل تحقيق للتخطيط لهجوم.

وأضاف أن ضباط شرطة مكافحة الإرهاب تبادلوا معلومات بشأنه، أحدثها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

واشتبه في أنه "كان يُحضِّر لشن عنف كبير ضد الولاية".

ولم تؤكد وزارة الداخلية التونسية أن العامري مشتبه به في هجوم برلين لكنها أمدت بي بي سي بمعلومات عن خلفيته الاجتماعية.

وأضافت الداخلية التونسية أن السلطات الألمانية لم تقدم طلبا رسميا للسلطات التونسية بشأن العامري.

وقالت مصادر أمنية إنه ولد في مدينة تطوان قبل أن ينتقل إلى مدينة القيروان ويستقر فيها.

وقال أخوه، وليد العامري، إن أنيس قام بأعمال مختلفة من ضمنها العمل في مجال الزراعة عندما كان في مقتبل العمر.

وأضاف وصوته يختنق بالمشاعر "كان يسكر ويبدأ في الهذيان. لم يكن يصلي. نشأ مثل معظم الشباب وقضى سنوات المراهقة هنا. نشعر بطبيعة الحال بالصدمة" .

أفراد عائلة العامري: أبوه وأخوه وليد في أقصى اليسار وأخوه عبد القادر كلهم قالوا إنهم شعروا بالصدمة عند سماع الأخبار

أفراد عائلة العامري: أبوه وأخوه وليد في أقصى اليسار وأخوه عبد القادر كلهم قالوا إنهم شعروا بالصدمة عند سماع الأخبار

ومضى وليد العامري قائلا إنه كان يتواصل مع أخيه عندما كان في أوروبا عن طريق الهاتف ومواقع التواصل الاجتماعي.

وقال "سألته هل سنراك. أجاب قائلا: إن شاء الله في شهر يناير". كان يضحك وروح الدعابة تطغى على حديثه، لم يبد أن ثمة شيئا غير طبيعي في سلوكه.

وقالت الشرطة الإيطالية إن العامري وصل إلى إيطاليا في عام 2011 برفقة عشرات الآلاف من الشباب الذين فروا من تونس في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي.

لكنه اعتقل في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من هذه السنة بسبب اتهامه بإضرام النار في بناية ثم أدين لاحقا بالتخريب والتهديد والسرقة.

وقالت وزارة العدل الإيطالية إنه أبان عن سلوك عنيف ونقل إلى سجون في جزيرة صقلية.

وأشارت سجلات مصالح السجون إلى أن العامري حاول تأجيج عصيان داخل السجن كما أنه استأسد على نزلاء آخرين.

وليس هناك أدلة على أنه اعتنق أفكارا متطرفة في السجن.

وقالت مصادر إيطالية إنه في عام 2015 عند نهاية فترة حكمه، بذلت جهود لترحيله إلى تونس لكن السلطات هناك قالت إنها غير متأكدة من أنه تونسي.

وعند إطلاق سراحه من السجن في إيطاليا، انتقل برفقة لاجئين إلى ألمانيا حيث قدم طلبا للجوء في شهر أبريل/ نيسان من السنة الجارية.

وقال وزير داخلية الولاية الألمانية إن طلب العامري رفض في الصيف من قبل الشرطة الاتحادية لكن الرجل لم يرحل إلى تونس بسبب عدم حيازته لأوراق هوية صالحة.

وقال مسؤولون ألمان إن العامري استخدم ستة أسماء مختلفة وثلاث جنسيات مختلفة.

وحقق معه في شهر يوليو/ تموز بسبب حيازته سكينا في برلين، حسب صحيفة بيلد الألمانية.

وأفادت صحيفة بيلد أنه سكن برفقة رجل دين مسلم يسمى أحمد عبد العزيز المعروف باسم أبو الولاء واعتقل بدوره في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

ويقال إن المشتبه به سكن أيضا مع رجل آخر اعتقل عندما قبض على أبو الولاء.

وهذا الشخص الذي يسمى بوبان إس، حسب وسائل إعلام، اتهم بتجنيد أشخاص لصالح جهاديين مسلحين لهم علاقات بتنظيم الدولة الإسلامية.

وحصل على إقامة مؤقتة عند تقديم الطلب وسجل في مركز للجوء في ولاية شمالي الراين ويستفاليا، شمالي مدينة كولونيا بالقرب من الحدود مع هولندا.

معلومات وزارة الداخلية التونسية:

  • اسمه الكامل: أنيس بن مصطفى بن عثمان العامري
  • كان يقيم على بعد 80 كلم شرقي مدينة القيراون.
  • قبل أن يغادر تونس بطريقة غير قانونية في عام 2011 على متن قارب، أشارت تقارير أمنية إلى أنه كان محافظا من الناحية الاجتماعية.
وُصف أنيس العامري بأنه عنيف ومسلح

وُصف أنيس العامري بأنه عنيف ومسلح