موسكو: يشارك آلاف الجنود والمسعفون والغطاسون الاثنين في عمليات البحث في البحر الاسود للعثور على حطام الطائرة العسكرية التي سقطت الاحد بعيد اقلاعها من المطار متوجهة الى سوريا لاسباب لم تعرف بعد بينما قالت السلطات انها لا ترجح العمل الارهابي.

&وبعد اكثر من 24 ساعة على اختفاء طائرة التوبوليف "تي يو-54" التي كانت تقل 92 شخصا، لا تزال اسباب تحطمها مجهولة.&

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "تجري حاليا دراسة جميع الاحتمالات، ومن المبكر التحدث عن اي شيء بشكل مؤكد ولكن كما تعلمون فان العمل الارهابي ليس في مقدمة هذه الاحتمالات".

كما اكد وزير النقل ماكسيم سوكولوف الذي تحدث صباح الاثنين في ختام اجتماع للجنة الخاصة التي شكلت اثر الحادث، ان "الاسباب المحتملة لتحطم الطائرة لا تشمل اليوم العمل الارهابي". واضاف ان "الاسباب يمكن ان تكون مختلفة ويقوم اخصائيون في لجنة التحقيق بتحليلها"، مشيرا الى "عطل فني او خطأ في القيادة".

ورجح خبراء ومعلقون ان يكون نموذج الطائرة القديم وراء الحادث اكثر من اعتداء محتمل طال الطائرة العسكرية التي اقلعت من مطار عسكري.

وبين الركاب ال84 وافراد الطاقم الثمانية على متن الطائرة التي تحطمت بعيد اقلاعها بدقيقتين و44 ثانية من منتجع سوتشي، 64 من اعضاء "جوقة الجيش الاحمر" الذين كانوا متوجهين الى سوريا للاحتفال بعيد رأس السنة مع الجنود المنتشرين هناك.

واثارت هذه الكارثة صدمة كبيرة في روسيا حيث تعتبر جوقة الجيش الاحمر احد اهم رموز البلاد.

ولا تزال عمليات بحث واسعة جارية للعثور على حطام الطائرة والصندوقين الاسودين وتم توسيع نطاقها حتى ستة كيلومترات قبالة سواحل روسيا، حسب ما اعلن نائب وزير الدفاع بافيل بوبوف.

ويشارك في هذه العمليات اكثر من 3500 شخص بينهم اكثر من 150 غطاسا و39 سفينة وخمس مروحيات وطائرات من دون طيار. وتشارك سلطات ابخازيا الجمهورية الانفصالية الجورجية التي اعترفت موسكو باستقلالها، في عمليات البحث.

من جهته اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع ايغور كوناشينكوف في بيان ان فرق البحث عثرت حتى الان على 11 جثة واكثر من 150 قطعة من الطائرة. واضاف ان 10 جثث نقلت الى موسكو حيث سيتم التعرف عليها.

وقالت السلطات الروسية التي وسعت دائرة عمليات البحث انه لم يعثر بعد على الصندوقين الاسودين لكن قائد القوات الجوية الروسية فيكتور بونداريف اكد انه "واثق" من انهما لم يتضررا ويأمل في العثور عليهما الاثنين.

يوم حداد&

اعلن الرئيس فلاديمير بوتين الاثنين يوم حداد وطني "على كامل الاراضي الروسية" ودعا الى "فتح تحقيق معمق لتحديد اسباب الكارثة".

وبحسب وزارة الدفاع الروسية فان طائرة التوبوليف تي يو-154 اختفت عن شاشات الرادار في الساعة 02,27 ت غ بعد دقيقتين عن اقلاعها من مطار سوتشي على سواحل البحر الاسود. وكانت الطائرة متجهة الى قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية في سوريا.

وكانت الطائرة التي اقلعت من مطار تشكالوفسكي قرب موسكو توقفت في سوتشي للتزود بالوقود.

وكان اعضاء جوقة الجيش الاحمر في طريقهم الى سوريا للاحتفال بعيد رأس السنة مع الجنود الروس المنتشرين في هذا البلد منذ ايلول/سبتمبر 2015 دعما لنظام بشار الاسد حليف روسيا.

وكانت الطائرة تقل ايضا تسعة صحافيين من قنوات "بيرفي كانال" و"ان تي في" و"زفيزدا" ومسؤولين كبيرين مدنيين ومسؤولة كبيرة عن جمعية خيرية اليزافيتا غلينكا.

وغلينكا المعروفة باسم "دكتور ليزا" كانت تنقل ادوية الى مستشفى اللاذقية الجامعي (شمال غرب) بحسب المجلس الاستشاري لحقوق الانسان لدى الكرملين.

وبحسب وزارة الدفاع فان الطائرة في الخدمة منذ 33 سنة وقامت ب6689 ساعة طيران. وتم اصلاحها للمرة الاخيرة في كانون الاول/ديسمبر 2014 وصيانتها في ايلول/سبتمبر الماضي.

وينتشر حوالى 4300 عسكري روسي في سوريا، ولا تزال روسيا التي لها منشآت عسكرية في ميناء طرطوس (شمال غرب) تعزز وجودها في هذا البلد الذي يشهد نزاعا داميا منذ العام 2011.