أنهى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، الأحد، زيارة إلى الجزائر، دامت يومًا وحدًا، وتندرج في خانة المشاورات المستمرة مع الجارة الغربية لطرابلس، التي استقبلت قبل أسبوع المشير خليفة حفتر.

إيلاف من الجزائر: تعدّ هذه الزيارة الثانية للسراج إلى الجزائر خلال شهرين، فقد سبق له أن أجرى زيارة مماثلة في نهاية شهر أكتوبر الماضي، للإسهام في حل الأزمة الليبية التي حصدت آلاف الأرواح.

تشاور مستمر
استقبل السراج من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، وهما المسؤولان اللذان أجريا لقاءات خلال الأسبوع الماضي أيضًا مع خليفة حفتر.

أشار الإعلامي محمد سليم حمادي، المتخصص في الشؤون الأمنية، في حديثه مع "إيلاف"، إلى أن زيارة السراج كانت مبرمجة من قبل، هي حلقة في سلسلة المساعي الدبلوماسية الجزائرية لحلحلة الأزمة الليبية من خلال المقاربة السياسية، خاصة وأنها تأتي بعد زيارة حفتر.

وقال السراج للصحافة فور نزوله في مطار هواري بومدين الدولي إن زيارته تندرج في خانة "التشاور المستمر والمتكرر" بين البلدين بهدف الوصول إلى "حل ايجابي" للأزمة الليبية. ووصف السراج جهود الجزائر في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين بالدور"الفعال والمستمر".

وأكد أن الجزائر حريصة على دعم حكومة الوفاق الوطني، من أجل "حلحلة بعض الاختلالات التي يمر بها الوضع في ليبيا ". وقال بيان لمصالح، الوزير الأول الجزائري، إن المباحثات التي دارت بين سلال والسراج سمحت بـ"تقييم الوضع السياسي والأمني وكذا الديناميكية السياسية التي تمت مباشرتها لتسريع مسار تسوية النزاع في ليبيا".&

وثمّن السراج في هذا اللقاء جهود "الجزائر لإيجاد وتطبيق حل سياسي حصري وسيادي". وبالنسبة إلى الإعلامي سليم حمادي، فإن "الجزائر من وراء مساعيها تريد حث الفرقاء الليبيين على تذليل العقبات أمام مشروع سياسي شامل جامع".

تحت التصرف &&
من جانبه، قال وزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي الجزائري رمطان لعمامرة، في حديث للتلفزيون الحكومي، إن الجزائر ستظل وطنًا ثانيًا للأشقاء الليبيين. وأضاف أن "الجزائر ستكون دائمًا تحت تصرف الأشقاء في ليبيا، وترحّب بهم في كل وقت، كلما رأوا أن الجزائر المكان الأنسب لهم".

وأردف قائلًا: "الأشقاء الليبيون يعلمون أن الجزائر لن تتدخل في شؤونهم الداخلية، ولن تفضّل أي فصيل على باقي الفصائل". لكن &في المقابل، ذكر لعمامرة أن الجزائر متمسكة باحترام جميع الأطراف لاتفاق 17 ديسمبر، الذي لم يطبّق كاملًا بعد، لكنه وضع قاعدة لحوار جاد بين جميع الأطراف المؤمنة بوحدة ليبيا.

وبحسب لعمامرة، فإن الملف الليبي يحظى بمتابعة شخصية من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي يعطي في كل مرة توجيهات لحل هذه الأزمة.

ثقة
وتحدث السراج عن ثقة الجانب الليبي في "حكمة الجزائر" في إدارة الأزمة الليبية، و"رفع العراقيل" التي يمر بها تطبيق الحل السياسي في ليبيا.

وقال عقب المحادثات التي جمعته بعبد القادر مساهل إن "وجودي في الجزائر يأتي تلبية لدعوة الوزير الأول عبد المالك سلال ويندرج في إطار الزيارات التشاورية بين البلدين لحل بعض العراقيل التي يمر بها الحل السياسي، ونحن واثقون في جهد وحكمة الجزائر في إدارة هذا النوع من الظروف".

ولفت السراج إلى أن الجزائر استقبلت خلال الفترات السابقة عددًا من المسؤولين الليبيين في هذا الإطار. ودعا مرة جديدة جميع الأطراف الليبية إلى "الجلوس إلى طاولة الحوار لحل مشاكلنا بأنفسنا بعيدًا عن التدخلات الخارجية". وربط تحقيق هذا الهدف بـ " التخلي عن الخلافات الموجودة حاليًا، ومحاولة فتح صفحة جديدة لبناء وطننا وتحقيق أمنه واستقراره".

ولفت الإعلامي محمد سليم حمادي في تصريحه لـ"إيلاف" إلى أن الحل السياسي يبقى المخرج للأطراف الليبية التي جربت المقاربة الأمنية، لكنها لم تكن ناجعة معها. وقال إن "قبول هذه الأطراف التحرك في كل الاتجاهات فيه إشارة واضحة إلى وجود ترتيبات سياسية في المستقبل القريب".
&