حضر أكثر من ألف عراقي مسيحي نازح قداسًا أقيم في أربيل بمناسبة عيد الميلاد أمس، وهم يحلمون بالعودة إلى قراهم التي هجّرهم منها داعش، بعد ارتياح جزئي بدأوا يشعرون به أخيرًا، إثر تحرير بعض المدن المحيطة بالموصل.

إيلاف: في تعقيب من جانبه على العمليات التي تتم لدحر العناصر التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، قال بشار وردة، رئيس أساقفة الكلدان الكاثوليك في أربيل، إنه ولكي يتم القضاء على السرطان، تتطلب الحاجة الاستعانة ببعض التدابير المؤسفة، وهو ما يحدث في الحرب، التي يتم شنها ضد مقاتلي داعش، الذين ينظرون إلى المسيحيين على أنهم مجدفون وكفرة.&

أطفال مشاركون في قداس الميلاد في أربيل

خيار مفروض
وتساءل في الوقت نفسه: "ما هو الخيار الآخر الذي يمكن اللجوء إليه للتخلص من عنفهم، وأنت تراهم يرفضون التفاوض ويرفضون التحاور، ويرفضون منحك الحق في الحياة، ويرفضون التعامل معك كبشر؟".

وشهدت كنيسة القديس يوسف في أربيل أجواء من التصفيق والزغاريد حين قال المطران بشار الكلام نفسه في قداس تكريس أقيم في الكنيسة بعد خضوعها لتحديث وتجديد شاملين.

عدد السكان المسيحيين في العراق انخفض بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة

هذا القداس حضره أكثر من ألف عراقي مسيحي، حيث تم ترديد بعض الترانيم السامية من جانب جوقة من الرجال والسيدات الذين ظهروا بأزياء موحدة، لونها أصفر شاحب. كما شاركت مجموعة من فتيان وفتيات المذبح بأثواب لونها أحمر وأبيض للاعتناء برئيس الأساقفة أثناء إدارته للقداس، الذي أقيم باللغة الكلدانية، التي ترتبط باللغة الآرامية، التي كان يتم التحدث بها في الشرق الأوسط أيام المسيح.

عقيدة التواصل
لفتت في هذا الخصوص هيئة الإذاعة البريطانية إلى تلك المدرسة الابتدائية التي يشرف عليها المطران بشار، حيث يتواجد فيها أكثر من 400 طفل مسيحي ومسلم (60 % و40 % على الترتيب)، والتي لا يلقنهم فيها أية تعليمات دينية، وإنما يوجّههم ليتعلموا الطريقة التي يمكنهم أن يتعايشوا من خلالها مع بعضهم البعض، وأن يتفاهموا ليتمكنوا من مواصلة الدراسة مع بعضهم البعض، وكذلك أن يتقبلوا بعضهم البعض.

كلمة المطران بشار&وردة قوبلت بتصفيق حار

هنا علّق الأب بشار بقوله إن تلك هي الطريقة التي كان يعيش بها العراقيون سويًا في 2005، لكن السنوات العنيفة التي جاءت بعد ذلك هي التي تسببت في تدمير ذلك النمط المعيشي الذي كان يجمع بين المسيحيين والمسلمين بصورة متآلفة ومتحابة.

ارتياح نسبي
مضت "بي بي سي" تشير إلى كمّ العمليات والهجمات الشرسة التي استهدفت القساوسة والمواطنين المسيحيين في العراق خلال السنوات الأخيرة جراء ما شهدته البلاد من ظهور وتنامٍ كبير لتيارات الإسلام المتشدد، مثل القاعدة ومن ثم تنظيم داعش.&

أكثر من ألف عراقي حضروا قداس الميلاد في كنيسة القديس يوسف

غير أنها لفتت في السياق نفسه إلى حقيقة بدء تغيير الأوضاع نوعًا ما في احتفالات المسيحيين بأعياد الميلاد هذا العام، حيث سادتهم حالة من الارتياح النسبي، خاصة بعدما تم تحرير العديد من بلدانهم وقراهم الموجودة حول مدينة الموصل وتخليصهم من احتلال مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية ذوي الفكر والنهج شديد التطرف.

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلًا عن «بي بي سي». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/news/world-middle-east-38407615