بعد مرور أكثر من 100 عام على نفي الملك ثيباو، ملك بورما (ميانمار)، إلى إحدى البلدات الهندية النائية، ليموت ويدفن هناك، ها هم أحفاده من أفراد العائلة المالكة يعودون إلى الظهور من جديد، مطالبين بنقل رفات جدهم الأكبر ليعاد دفنها في بلدهم.

إيلاف: قد سُمِح للعائلة المالكة أخيرًا بالسفر إلى تلك البلدة الهندية التي تعرف باسم "راتناغيري"، حيث دُفِنَ فيها ثيباو، والتي اختيرت كمنفى له، لكونها تقع على الساحل الغربي البعيد للهند، بعدما أطاح به الجيش البريطاني عام 1885 بناءً على تعليمات من اللورد راندولف تشرشل (والد السير وينستون) الذي كان مهتمًا بفتح أسواق مربحة جديدة.

في الذكرى المئوية
لدى وصوله إلى هناك، أعرب يو سوي وين، أكبر أحفاد ثيباو، عن بالغ سعادته لتمكن عائلته بعد طول انتظار من زيارة مدفن جدهم الأكبر، الذي لم يعش في راتناغيري سوى 31 عامًا فقط، بعدما تم نفيه من بورما (ميانمار) برفقة زوجته الحامل وطفلتيه الصغيرتين، وهو لا يزال في الـ 26 من عمره.&

ساندي، الابنة الصغرى ليو سو وين، تتضرع مع مالتي، الابنة البكر لحفيدة الملك ثيباو تو تو

الآن، وبعد مرور 100 عام بالضبط على وفاة ثيباو (1916)، ها هم أحفاده يزورونه، وقد تم التحضير لتلك المناسبة الخاصة بشكل جيد من قبل السلطات المحلية في راتناغيري، حيث تم تنظيف المقبرة، وأعيد طلاؤها باللون الأبيض، وزيّنت بزهور بيضاء وبرتقالية، تمهيدًا لوصول أحفاده من العائلة المالكة، وفي مقدمتهم يو سوي وين، الذي كان يفترض أن يكون ملكًا للبلاد اليوم، ما لم يتعرّض والده، الذي عاد إلى الحكم في أربعينات القرن الماضي، للقتل في ظروف غامضة عام 1948، لتبدد بعدها آمال العائلة في استرداد الحكم.

إحياء التاريخ
ورغم ذلك كله، يبدو أن سوي وين عازم على إعادة أسرته مرة أخرى إلى كتب التاريخ، خاصة في ظل الدعم الذي يلقاه من أقاربه الذين يزاولون العمل في مجالات مختلفة.


أعضاء من العائلة المالكة مع أليكس بيسكوبي (يسار)

نقل مراسل هيئة الإذاعة البريطانية، الذي كان حاضرًا تلك المراسم، عن ساندي، الابنة الصغرى لسوي وين، التي قاومت بالكاد دموعها في تلك الأثناء، قولها: "لم أكن أتوقع أن تغمرني المشاعر بهذا الشكل. لكني تأثرت بمجرد رؤيتي لمقبرة جدي الذي دفن فيها بعيدًا عن وطنه ولدى مقابلتي أفراد أسرتي الهندية للمرة الأولى، وأنا حقيقة لم أتمكن من احتواء كل هذه المشاعر".&

تابع والدها بالقول: "ثيباو لا ينتمي إلى المكان هنا. وأتصور أنه يدعو في كل يوم يقضيه في الهند بأن يُسمَح له بالعودة إلى بلده. ومن واجبي باعتباري أحد أحفاده بأن أساعد على تحقيق تلك الأمنية له. صحيح أنها لن تكون مهمة سهلة، لكن يتعيّن علينا القيام باللازم وفق الترتيب الصحيح، وتلك المهمة هي مهمتي، باعتباري حفيدًا للأسرة ومواطنًا من ميانمار".

يو سو وين، ابن حفيد الملك ثيباو

ذكرى&مهددة
لكن شاندو، ابن عم سوي وين، هندي الجنسية، الذي يداوم على زيارة مقبرة جده الأكبر، كلما سمحت له ظروفه الصحية، فكان له رأي مخالف تمامًا، حيث قال "إذا نُقِلت الرفات إلى بورما، فستنقطع علاقتنا بالملك، ولن يتبقى لنا هنا أي شيء من ذكراه".

يو سو وين محاطًا بابن أخيه (يسار) والابن الأكبر له

وهو الرأي نفسه الذي عبّرت عنه داو ديفي ثانت سين، ابنة عم سوي وين في بورما، بقولها: "هذا ليس الوقت المناسب. فبلادنا تمر الآن بالكثير من المشكلات، ويتعيّن علينا أن نركز على معالجتها، كي ننعم بالرخاء والسلام، وبعدها يمكن نقل الرفات".

مين أوو، الابن البكر ليو سو وين

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلًا عن «بي بي سي». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/news/magazine-38385489