عبد الاله مجيد: أعلنت مجلة الايكونومست انتقالها من المبنى الذي أمضت فيه 52 سنة في 25 شارع سانت جيمس جنوب بيكادلي في منطقة ويست ايند وسط لندن.& ويحتل هذا المبنى موقعاً استراتيجياً بين مركز المال والأعمال "الستي" وبرج "شارد" ، أعلى مبنى في اوروبا من جهة الشرق ، وساعة بيغ بن التي يستطيع صحافيو المجلة ان يعرفوا الوقت منها، وهم يعملون في مكاتبهم، من جهة الغرب.&

وقالت ادارة المجلة العريقة إن هذا هو آخر كريسماس في المبنى وانها ستنتقل في الصيف المقبل الى مبنى "ادلفي" الذي أُنشئ في الثلاثينات وجرى تجديده منذ ذلك الحين قرب منطقة "ستراند" واصفة عملية الانتقال بأنها "مثيرة"، لكنها "تسبب فقدان الاحساس بالاتجاهات". &

وأوضحت "الايكونومست" ان طبعتها العالمية الحديثة ولدت في البرج القديم واكتسبت شكلها الحالي فيه.&وانها لم تعرف بيتاً لها غير هذا البيت الذي بُني في الستينيات من القرن الماضي.& &

ولولا سقوط قنبلتين المانيتين لكان كل شيء مختلفاً.& فالقنبلة الأولى التي أُلقيت عام 1941 دمرت مكاتب "الايكونومست" في شارع بوفيري، قرب فليت ستريت شارع الصحافة البريطانية القديم وقلبها النابض في حينه.& وانتقلت المجلة الى مكاتب قرب جسر واترلو.& وفي عام 1947 انتقلت الى مبنى كان شاغراً بعد ان قُصف هو ايضاً.& ولكن العنوان الجديد في لندن لم يكن مناسباً لأنه كان ماخوراً راقياً قبل الحرب.& لذا قررت المجلة البحث عن مبنى جديد واتفقت مع مكتب للهندسة المعمارية يديره الزوجان بيتر واليسون سمثسون على التصميم. &

في عام 1953، وقعت المهندسة اليسون سمثسون على مصطلح سويدي هو "الوحشية الجديدة" واطلقته على مبنى صممته في غرب لندن.& وسرعان ما اصبحت الوحشية الجديدة تُطلق على "العمارة الوحشية".& وكان المبنى الجديد الذي قررت "الايكونومست" نقل مكاتبها اليه ينتمي الى "العمارة الوحشية" من بعض النواحي. &

افتُتح المجمع الجديد في عام 1964 وتوقع رئيس مجلس ادارة "الايكونومست" وقتذاك جيفري كراوثر ألا يتذكر احد أن المجلة هي التي طلبت من المعماريين انشاء المبنى بهذا الطراز بعد موافقة المالك ، مثلما أن لا احد يتذكر مَنْ طلب من المهندس كريستوفر رين ان يبني كاتدرائية سان بول.& واشاد نقاد معماريون ببرجي المجمع والباحة التي بينهما. &

شقوق يتسرب منها الماء

ولكن الأمور لم تكن كلها على ما يُرام،&فإن مبنى وقوف السيارات التابع لمجمع المجلة كانت فيه شقوق يتسرب منها الماء، وان "وحدة معلومات الايكونومست" المستقلة عن المجلة لم تنتقل الى المبنى الجديد.& ومع ذلك كانت "الايكونومست" سعيدة ببيتها الجديد. &

الآن يستطيع كل فرد من أفراد أسرة "الايكونومست" أن يروي قصصاً عن الأشخاص الذين شاركوهم مكاتب المجلة خلال السنوات الماضية.& ومن الحوارات المكتبية تنبثق قصص.&فإن حديثاً بين محرر شؤون الطاقة والمحرر الاقتصادي اللذين يعملان في مكتب واحد اصبح موضوع الغلاف حول اقتصاديات النفط الرخيص.

في عام 2015 أُبلغت المجلة أن المبنى سيُباع وعلى "الايكونومست" اخلاؤه.& وترتبط عملية البيع بإعادة شراء أسهم بعد ان فقدت دار بيرسون المختصة بالكتب التربوية الاهتمام بالصحف وباعت فايننشيال تايمز التي كانت تملك 50 في المئة من الايكونومست.& يضاف الى ذلك ان مكاتب المبنى لم تعد مناسبة بعد ان اطلقت المجلة منتجات متعددة الوسائط جديدة وازداد عدد العاملين فيها. &

&ولكن مجلة "الايكونومست" أكدت انها تريد ان تنقل معها شيئاً من برجها القديم الى بيتها الجديد في ادلفي القريب منه.& وقال عاملون إنهم يريدون مكاتب شبيهة بالمكاتب التي شغلوها خلال الأعوام الخمسين الماضية.& وهكذا ستنتقل مجلة "الايكونومست" وينتقل معها شيء من برجها القديم.& وسيحمل البرج والمجلة دائماً آثاراً من أحدهما الآخر. &

&

أعدّت «إيلاف»&هذا التقرير بتصرف عن مجلة "الايكونومست".& الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.economist.com/news/christmas-specials/21712028-goodbye-25-st-jamess-street-economist-bids-farewell-formative-home?frsc=dg%7Cc