جاكرتا: رفضت محكمة اندونيسية اسقاط تهمة الاساءة الى القرآن الموجّهة إلى حاكم جاكرتا المسيحي، فيما تجمع المئات امام المحكمة للمطالبة بسجنه.

اثار باسوكي تاهاجا بورناما الملقب "اهوك" - اول حاكم مسيحي لجاكرتا منذ قرابة خمسين عاما- الاستياء في اكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان، عندما صرح في سبتمبر ان علماء الدين يفسرون خطأ آية في القرآن تفرض على المسلم انتخاب مسؤول مسلم.

واستقطبت محاكمة بورناما، وهو مسيحي من اصول صينية، اهتماما كبيرا في اندونيسيا، ومخاوف من زيادة تأثير المتشددين في البلد الذي يعد 255 مليون نسمة. 

وقال القاضي دويارسو بودي سانتيارتو ان التهم التي وجهتها النيابة مشروعة رغم شكوى الدفاع بان المحاكمة جرت على استعجال ومحاطة بالكثير من الضجيج الاعلامي في البلاد. وامام المحكمة تجمع المئات وهتفوا "الله اكبر". وقال احد المحتجين، ويدعى سويونو، "نحن المسلمين نطالب بسجن وانزال اقصى عقوبة ممكنة باهوك". 

ولا يزال بورناما مرشحا لاعادة انتخابه في فبراير رغم انه يمكن ان يحكم عليه بالسجن لمدة اقصاها خمس سنوات في حال ادانته. 
وكان من المرجح ان يفوز في الانتخابات المقبلة في فبراير المقبل. لكن بسبب هذه القضية تراجعت شعبيته في استطلاعات الرأي وبات في المرتبة الثانية بعد المسلم اغوس هاريمورتي يودويونو الابن الاكبر للرئيس السابق.

وقال جابي بيلوكيلا احد انصار بورناما لوكالة فرانس برس "لا يهمني رفض القضاة لاعتراض الحاكم. سنواصل حملتنا من اجل الحاكم مهما حدث". ويعتبر كثير من المراقبين هذه القضية اختبارا للتسامح الديني في اندونيسيا الواقعة في جنوب شرق آسيا وتآكلت سمعتها كبلد تعددي في السنوات الاخيرة مع تزايد الهجمات التي تستهدف الاقليات وخصوصا المسيحيين.

ويرى محللون ان هذا الخلاف ديني بقدر ما هو سياسي، اذ ان انتخابات حاكم العاصمة السياسية والاقتصادية للبلاد في فبراير 2017 تعد محطة على طريق الانتخابات الرئاسية في 2019. وانتهت جميع قضايا الاساءة الى الاسلام تقريبا في اندونيسيا باحكام ادانة.