أكدت الكويت أن دول الخليج حريصة على امن العراق لانه جزء من امنها، فيما وقعت مع العراق 50 اتفاقية امنية واقتصادية وثقافية، وفي النقل الجوي والبري، في ختام اجتماع اللجنة الوزارية المشتركة السادس للبلدين اليوم.

إيلاف من لندن: خلال مؤتمر صحافي في بغداد الاربعاء مع وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري وتابعته "إيلاف"، اكد النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح موقف الكويت الراسخ من دعم العراق في مواجهة الارهاب، الذي يمثله تنظيم داعش وما نتج عنه من نزوح عراقيين من مناطقهم.&

وشدد على أن الكويت تريد علاقات استراتيجية متينة مع العراق.. وأشار إلى أنّ اللجنة الوزارية المشتركة وقعت في ختام اجتماعها في بغداد اليوم 50 اتفاقية في المجالات الامنية والاقتصادية والصناعية والاستثمارية والثقافية، وفي مجال النقل الجوي والبري.

وحول علاقات دول الخليج مع العراق، قال الشيخ الصباح إن جميع هذه الدول حريصة على امن العراق لانه جزء من امنها، وعلى دعمه في مواجهة الارهاب وفكره المجرم، رغم تباين وجهات نظرها حول ما يجري في العراق. واوضح أن بلاده&سعت كل ما في وسعها من اجل خروج العراق من طائلة الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة.

ومن جانبه، ثمن الجعفري مواقف الكويت إلى جانب خروج العراق من الفصل السابع، وقال ان الكويت دعمت&العراق بجرأة في&المجال الامني والانساني. وشدد على حرص بلاده على علاقات استراتيجية متينة مع الكويت تقوم على التعاون والتفاهم المشترك. &

الكويت: نحشد دوليًا لدعم معركة العراق ضد الارهاب&

وخلال اجتماع الشيخ الصباح مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، فقد تم بحث تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين في جميع المجالات وجهود محاربة الارهاب وافكاره، اضافة إلى معركة تحرير الموصل والتطورات في المنطقة.

واكد الشيخ صباح خالد الصباح دعم بلاده الكامل للعراق في حربه ضد الارهاب والاشادة بدور العبادي في قيادة العراق لمحاربة الارهاب وتعزيز العلاقات الثنائية، مؤكدًا مباركة أمير الكويت للانتصارات التي تحققها القوات العراقية في الموصل وبقية المناطق.

&

اجتماع اللجنة العراقية الكويتية المشتركة

&

وأشار إلى أنّ الكويت تدفع باتجاه تحشيد الجهد الدولي لدعم العراق لاعتقادنا أن جميع الدول معرضة لخطر الارهاب، ومن واجبنا الوقوف مع العراق لدوره المهم في المنطقة وفي مجال محاربة الارهاب. &

معصوم: تعزيز التعاون الامني بين البلدين ضروري

وبحث الرئيس العراقي فؤاد معصوم مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح الذي وصل بغداد في وقت سابق الاربعاء، "تعزيز التقدم في العلاقات بين البلدين الجارين في مختلف المجالات وخصوصًا في المجال الأمني في هذه الظروف التي تواجه عموم المنطقة والعالم"، كما قالت الرئاسة العراقية في بيان صحافي اطلعت "إيلاف" على نصه.

&

معصوم مجتمعًا مع الوفد الكويتي برئاسة الشيخ الصباح

&

ونقل الوزير الخارجية تمنيات الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت إلى معصوم باضطراد التوفيق والنجاح، وهنّأه " بتواصل الانتصارات على الارهاب الداعشي، مؤكدًا الثقة بالقدرة على دحر الارهاب نهائيا في جميع المناطق التي يحتلها".

واستمع معصوم إلى حديث مفصل من الشيخ الصباح عن حرص دولة الكويت على تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال توقيع عدد من اتفاقيات التفاهم خلال هذه الزيارة في المجالات الأمنية والثقافية والصناعية والنقل الجوي. كما أكد استعداد دولة الكويت على التعاون في مجال اعادة اعمار المدن المحررة والمساعدة في تأمين كل الجهود التي تعزز جهود العراق وسعيه في هذا المجال.

الكويت: ندعم جهود تحقيق الامن والاعمار في العراق

ومن جهته، بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري مع الشيخ صباح العلاقات الثنائية بين البلدين"، والتي تشهد حالة من الاستقرار والوئام وانعكاساتها الايجابية على مستوى التعاون الاقتصادي بما يضمن تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين".

واكد الجبوري على اهمية تطوير رؤى موحدة بين دول المنطقة.. وقال إن دور دول الخليج في توحيد هذه الرؤى سيعود بالنفع على المنطقة برمتها.. مشيرًا إلى أنّ "ما نمر به من ظروف صعبة يحتاج إلى وقفة ومساندة الجميع، فالعراق يدفع ضريبة الصراعات الاقليمية، وهذا الامر لابد ان يتوقف لان الخاسر الاكبر هو الشعب العراقي"، كما نقل عنه بيان صحافي لاعلام البرلمان تسلمته "إيلاف".

من جانبه، اكد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء الكويتي أن بلاده ستحرص في مؤتمر القمة العربية القادم على دعم العراق واعادة الاستقرار إلى مناطقه المحررة.. مبينًا أن الكويت داعمة لكل الجهود التي ترمي إلى تحقيق الامن العراق واستقراره وتحفظ سيادته.

وكان البلدان عقدا خمس جولات من اجتماعات اللجنة الوزارية العليا بالتناوب بين عاصمتي البلدين، اسفرت عن ابرام العديد من الاتفاقيات الثنائية في مختلف القطاعات. وكانت اللجنة اجتمعت آخر مرة في الكويت في 23 ديسمبر من العام الماضي، وتم الاتفاق بين البلدين على تجاوز جميع العقبات وحلحلة الملفات العالقة خلال السنوات الماضية بين البلدين.

وجدول اعمال الاجتماع السادس اليوم الاربعاء يشمل مختلف مجالات العلاقات الثنائية وتوقيع عدد من الاتفاقيات. وكان السفير الكويتي في العراق غسان الزواوي قد اعلن في 30 يونيو الماضي عن موافقة بلاده على تأجيل موعد سداد الديون العراقية لمدة عام.. مؤكدًا صدور توجيه مالي بالموافقة على تأجيل فترة سداد ديون العراق لمدة عام واحد ينتهي في الاول من يناير عام 2018.

وأشار الزواوي إلى أنّ هذا التوجيه صدر انطلاقًا من العلاقات الاخوية الراسخة بين البلدين ومسؤوليات الكويت ضمن التحالف الدولي الهادف إلى مساعدة العراق لتجاوز المرحلة الحرجة التي يمر بها في مواجهة الارهاب الداعشي وانخفاض اسعار النفط العالمية على أن لا يمس ذلك باحكام قرارات مجلس الامن ذات الصلة.

وكانت القوات العراقية قد أشعلت النار في أكثر من 700 بئر نفط كويتية أثناء انسحابها من الكويت إبان عملية عاصفة الصحراء التي قادتها الولايات المتحدة لتحرير الكويت في يناير عام 1991. ونتيجة لذلك، تقدر قيم التعويضات التي يدفعها العراق للكويت حوالي 177.6 مليار دولار، وهي التعويضات الناجمة عن الاجتياح العراقي للكويت في اغسطس عام 1990 وأقرت الامم المتحدة 37.2 مليار دولار استلمت الكويت منها 9.3 مليارات.

الاجتماع التحضيري

وانطلقت في بغداد مساء امس الثلاثاء الاجتماع التحضيري للدورة السادسة لاجتماعات اللجنة العليا الوزارية المشتركة العراقية الكويتية.

وترأس الجانب الكويتي في الاجتماع نائب وزير الخارجية خالد سليمان الجار الله، فيما ترأس الجانب العراقي وكيل وزارة الخارجية عمر البرزنجي بمشاركة عدد من مسؤولي البلدين، بينهم مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون الوطن العربي عزيز الديحاني ومساعد وزير الخارجية الكويتي للشؤون القنصلية سامي عبد العزيز.

وأعرب البرزنجي في بداية الاجتماع عن شكر بلاده للدعم المقدم من الكويت في المجال الانساني، وفي ملف اطفاء الابار النفطية، فضلاً عن موافقتها على تأجيل استيفاء مبالغ التعويضات من العراق مؤكدًا أن الشعب العراقي لن ينسى من وقف معه في هذه الظروف. واوضح البرزنجي ان "الجيش العراقي يحقق الآن مكاسب مهمة في حربه ضد الارهاب وان تحرير مدينة الموصل بات قريبًا، كما تحررت، من قبل، مدينتا الانبار وتكريت".

بدوره، قال الجار الله إن اجتماعات اللجنة العليا الوزارية بين البلدين تحظى باهتمام كبير في الكويت ومن اعلى المستويات كاشفًا عن تلقيه توجيهات من امير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمتابعة اعمالها وتحقيق الخطوات الملموسة التي تدعم العلاقات بين البلدين. واكد ان الكويت تعول كثيرًا على عمل هذه اللجنة كونها تشكل الاساس الصلب لبناء شامخ لعلاقات نوعية بين البلدين، لاسيما وانها تتطرق إلى كل التفاصيل التي تهم البلدين.

ولفت إلى أنّ الكويت تعتز بدعمها للعراق وتفخر به قائلاً "نحن حين نقدم الدعم لكم انما نقدمه للكويت لأن استقرار العراق هو استقرار الكويت وازدهاره ازدهارها، ولأن علاقتنا مصيرية، وبالتالي نحن على العهد باقون ومواصلون دعمنا ومساندتنا لأشقائنا العراقيين".

وجاء إنشاء اللجنة الوزارية المشتركة بين العراق والكويت في 12 يناير عام &2011 تنفيذًا لما تم الاتفاق عليه بين حكومتي البلدين بهدف تعزيز التواصل وتبادل الزيارات وتجسيدًا للمصالح المشتركة، وعقد أول اجتماعات اللجنة عام 2011 في دولة الكويت، حيث أكد الجانب العراقي خلال الاجتماع&التزامه بكل القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن لاسيما القرار 833 الخاص بترسيم الحدود بين البلدين.

وفي عام 2012 عقد الاجتماع الثاني للجنة العليا المشتركة في بغداد استكمالاً لاجتماعات الدورة الاولى ولحسم الملفات العالقة بين البلدين وتكلل الاجتماع بالتوقيع على اتفاقيتين تتعلق الأولى بتشكيل لجنة مشتركة للتعاون الثنائي بينما تطرقت الثانية إلى تنظيم الملاحة في خور عبدالله كضمان لمصالح العراق الملاحية والتجارية، كما تم بحث مذكرات تفاهم تتعلق بالازدواج الضريبي وتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون التجاري والاقتصادي والفني.

واستكمالاً للخطوات الايجابية بين البلدين انعقدت الدورة الثالثة للجنة الوزارية العليا المشتركة في الكويت عام 2013 وتوجت بالتوقيع على اتفاقيتين معنيتين بتشجيع وحماية الاستثمارات بين البلدين والتعاون السياحي. وكانت العلاقات العراقية الكويتية قد شهدت في السنوات الاخيرة تطورًا إيجابيًا ملموسًا على مختلف الاصعدة.

وصادق البرلمان العراقي عام 2013 على اتفاق إنشاء لجنة مشتركة للتعاون بين حكومتي البلدين لتعزيز علاقات الصداقة والتعاون الثنائي وحل القضايا العالقة بينهما التزامًا بالمواثيق والقرارات الدولية للوصول لتسوية شاملة تعزز أرضية صلبة للعلاقات الأخوية.&

ولعبت الكويت في الجانب السياسي دوراً مهماً في خروج العراق من أحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ما حقق للعراق مكاسب كبيرة في استعادة سيادته الكاملة ودوره في المنطقة.&

.يذكر أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين استؤنفت عام 2006 مع إعادة افتتاح السفارة العراقية في الكويت، ثم افتتاح السفارة الكويتية في بغداد عام 2008.