«إيلاف» من صنعاء: يبلغ عدد سكان مديرية عسيلان نحو سبعين الفًا، ومعظم مناطقها صحراوية أو شبه صحراوية، ومن اهم مناطقها مدينة عسيلان عاصمة المديرية، ومدينة النقوب التي تقع على طريق شبوة صنعاء، إضافة إلى الصفراء والعلم وحيد بن عقيل، والسليم وغيرها.

تكمن اهميتها الاقتصادية في انها منطقة انتاج نفطي وافر، حيث يقدر انتاج حقول جنة عسيلان بما يقارب ثمانين ألف برميل يوميًا، كما تشتهر بإنتاج المحاصيل الزراعية، وخصوصًا في وادي بلحارث.

سيطرت الجماعات الانقلابية وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح على مناطق عسيلان وبيحان في مطلع ابريل 2015، ثم تقدمت نحو عاصمة شبوة – عتق – وتمكنت من السيطرة عليها في 9 ابريل من العام نفسه.

وبعد اربعة اشهر من سيطرتها الميدانية على عتق، انسحبت منها ومن المناطق الاخرى المجاورة لها، بيد أن انها فضلت إبقاء سيطرتها على مديريتي عسيلان وبيحان غرب محافظة شبوة.

تمكنت الحكومة اليمنية وبدعم من التحالف العربي من اعادة بناء وتأهيل لوائيين عسكريين، هما اللواء 21 مشاة الذي يقوده العميد جحدل حنش العولقي، واللواء 19 مشاة الذي قاده العميد مسفر الحارثي، ويقوده حاليًا العميد علوي حصيان الحارثي، وأسندت مهمة تحرير عسيلان إلى هذين اللوائين، فخاضا&معارك شرسة مع الجماعات الانقلابية منذ مطلع العام الجاري.

معركة الحسم

لليوم الثالث على التوالي، واصلت الخميس وحدات من الجيش اليمني والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي تقدمها الميداني في جبهة عسيلان وبيحان بشبوة، لتحريرها واستعادتها من قبضة الجماعات الانقلابية المتمردة. بدأت قوات الجيش الثلاثاء معركة الحسم لتحرير باقي مناطق محافظة شبوة، حيث تم تحرير عدة مناطق ومواقع عسكرية مهمة في اليوم الاول، اهمها مناطق السليم والعلم والعكدة.

وأوضح الشيخ علي الحجري، مدير عام مديرية عسيلان النفطية، أن المعارك احتدمت الخميس في عدة مناطق ومواقع عسكرية، ولا سيما منطقتي الهجر وحيد بن عقيل اللتين يستميت الانقلابيون للدفاع عنهما لأهميتهما العسكرية.

وأشار الحجري في حديث خاص مع "إيلاف" إلى أن افراد الجيش والقوات الموالية للحكومة اليمنية يصران على اسقاط باقي المناطق والمواقع من قبضة الانقلابيين، مشيرًا إلى الروح المعنوية العالية التي يتحلون بها. وأضاف مدير عام عسيلان إلى أن قوات الجيش&باتت تقترب الآن من منطقة النقوب الاستراتيجية، الحاضنة الشعبية للمتمردين الحوثيين، قائلًا إن الانقلابيين يعززون دفاعهم في تلك المدينة التابعة إداريًا لمديرية عسيلان والتي تعد المعقل الاخير لهم، لافتًا إلى أن القوات الموالية لهادي باتت على مسافة ستة كيلومترات فقط من النقوب.

بعيدًا عن اخلاقيات الحرب

كشف مدير عام عسيلان عن قيام الانقلابيين بجرائم يندى لها الجبين، لا تتوافق مع تقاليد وقوانين الحروب العسكرية، مشيرًا إلى اقدامهم على تفخيخ جثث قتلى الجيش والتمثيل بها، "فمثل تلك الاعمال تتنافى مع اخلاق ميادين القتال والحرب، ومثال لجرائم الانقلابيين تفخيخ احدى جثث قتلى المقاومة، ثم السماح لجنودنا بتسلمها، لكنها كانت مكيدة من قبلهم، حيث ما أن استلم جنودنا الجثث حتى قاموا بتفجير الجثة المفخخة عن بعد، مما أدى إلى إصابة اربعة من جنودنا، وهذا أنموذج بسيط لجرائم هذه الميليشيات المتمردة، لكن سجلهم الاجرامي يطول، وللعلم نحن في الجيش والمقاومة نتعامل مع قتلى المتمردين بطريقة إنسانية وحضارية، حيث قمنا بتسليم جثث قتلاهم إلى الصليب الاحمر من دون التمثيل بها، كما نتعامل مع اسرى الحرب بطريقة انسانية، وعلى العكس تمامًا مما يقومون به تجاه أسرانا، ولا شك في أن هذه التصرفات تدل على عنجهية هذه الجماعات المتخلفة الآتية من كهوف مران في صعدة".

ألغام وحصار

تطرق الشيخ الحجري إلى مشكلة الالغام التي زرعها الانقلابيون في عسيلان، قائلًا: "الحوثيون زرعوا حقول الالغام في معظم المناطق التي سيطروا عليها، هذا الامر يعيق تقدم الجيش والمقاومة بعض الوقت، هناك مشكلة لدينا في قلة الامكانيات المتعلقة بنزع الالغام، لكننا تقدمنا بطلب للتحالف العربي بدعمنا بكوادر بشرية متخصصة بنزع الالغام، او كاسحات ألغام، وللأسف أضرار الالغام لم تقتصر على الجانب العسكري، بل امتدت لتشمل المدنيين، فقد زرعوا الالغام في كل مكان يصلون اليه، بما فيها الطرق العامة، وهذه جريمة اخرى تسجل بإسم الانقلابيين".

وأشار إلى أن المعاناة الانسانية لأهالي عسيلان وبيحان امتدت لتشمل الحصار الجائر الذي فرضه الحوثيون على السكان بإغلاق طرق المواصلات العامة، واتخاذ الاهالي طرقًا رملية وعرة وصعبة، مشيرًا إلى أن تلك الخطوة فاقمت من معاناة المدنيين وارتفاع اسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية. ولفت إلى أن تلك المعاناة تمتد إلى قيام الانقلابيين بقصف المدن والقرى الآهلة بالسكان، ما ادى إلى نزوح الآلاف من المدنيين من مناطق التوتر إلى مناطق أقل خطورة داخل المديرية نفسها، قائلًا إن النازحين يعانون معاناة انسانية كبيرة ويفتقرون إلى المأوى والمأكل والملبس، داعيًا المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى سرعة اغاثة المتضررين من الحرب في مديريتي عسيلان وبيحان.

اشادة

اختتم مدير عام عسيلان حديثه لـ"إيلاف" بالإشادة بمواقف عدد من الجهات المحلية والخارجية التي ساندت الجيش والمقاومة في جبهة عسيلان بيحان، قائلًا: "الزيارة التي قام بها محافظ محافظة شبوة الاستاذ احمد حامد لملس لجبهات القتال في عسيلان، كانت زيارة مثمرة وناجحة، رفعت معنويات ابطال الجيش والمقاومة، كما قدم المحافظ للجبهة دعمًا طبيًا هو عبارة عن سيارات اسعاف وفرق طبية، ونحن نشكره على هذه الزيارة، كما نشكر فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي على تواصله مع الجبهة، ولا ننسى الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي وفي مقدمها السعودية والامارات، وكذلك صقور الجو في طيران التحالف الذين أبلوا بلاء حسنًا في قصف مواقع الانقلابيين، ونؤكد للجميع إصرار أبطال المقاومة والجيش الوطني على دحر الانقلابيين من شبوة وجميع أراضي الوطن، وهزيمة المشروع الانقلابي المدعوم من إيران".