«إيلاف» من لندن: دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيستاني الى حماية مسيحيي البلاد، واعتبر أن عام 2016 أضيف لأعوام سابقة من المآسي بالنسبة للعراقيين، داعيًا القوى السياسية لأخذ العبرة من التجارب المرة السابقة لخلافاتها والابتعاد عن المكاسب الذاتية الضيقة والعمل من اجل عراق آمن ومستقر بعيدًا عن الصراع والعنف.&

وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد)، وتابعتها «إيلاف»، إن المرجعية تتقدم لمناسبة العام الجديد بالتهنئة لميلاد السيد المسيح الى جميع المواطنين من أبناء الديانة المسيحية، معبرًا عن الامل في ان يكون العام الجديد سعيدًا لهم ولكل البشرية، وان تشيع فيه المحبة والتعايش السلمي ورعاية الحقوق بين جميع الأديان وتجنب الاساءة الى رموز الآخرين ومقدساتهم بالشكل الذي يخلق بيئة سياسية للصراع والعنف.

&2016&عامٌ أضيف لأعوام المآسي السابقة

وشدد على ان العراق لكل ابنائه على اختلاف مذاهبهم واتجاهاتهم الفكرية، ما يتطلب العمل على تمكينهم من العيش فيه بأمن وكرامة، واتخاذ جميع الاجراءات لضمان الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي بعيدًا عن حالات العنف والصراع القائمة على المصالح السياسية والحزبية والمناطقية الضيقة.

وأشار الى أن عام 2016 الذي ينتهي غدًا كان عامًا اضيف لاعوام سابقة من المآسي بالنسبة للعراقيين وخاصة من تعرضوا للعمليات الارهابية من المدنيين الأبرياء ومن هجروا من مناطق سكنهم ويعيشون حاليًا في خيام في ظروف قاسية وصعبة.

وأضاف أن الأعوام السابقة كانت مليئة بالتضحيات خاصة من أبناء القوات المسلحة في قتالهم ضد تنظيم داعش الارهابي، حيث سقط منهم عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى دفاعًا عن العراق وأهله ومقدساته. وطالب الميسورين من المواطنين&بدعم ومساعدة النازحين في خيامهم، كما دعا المواطنين كافة الى دعم ومساندة المقاتلين في جبهات القتال حتى تحقيق النصر النهائي الكامل.

مسيحيون نازحون من الموصل يصلون في إحدى الكنائس خارج العراق

إنهاء القوى السياسية لخلافاتها

وعبّر عن الامل في ان يكون العام الجديد أفضل مما سبقه وتأخذ القوى السياسية العظة والعبرة بشكل كامل من التجارب المرة السابقة لخلافاتها&والعمل من أجل عراق آمن وزاهر ومستقر بعيدًا عن المكاسب الذاتية الضيقة.

وكانت منظمة مسيحية في أربيل قد أعلنت الاحد الماضي مقتل ثلاثة مسيحيين وإصابة اثنين آخرين بهجوم مسلح في بغداد محملة الحكومة مسؤولية حماية المسيحيين. وقال مسؤول منظمة سورايا للثقافة والإعلام نوزاد بولص إن "ثلاثة مسيحيين قتلوا وأصيب اثنان آخران بجروح بهجوم مسلح استهدفهم ليلة أمس بمنطقة الغدير بالعاصمة بغداد"، مبينًا أن «جميع الضحايا من أهالي منطقة سهل نينوى».
وأضاف بولص أن «توقيت هذه العملية الجبانة التي نفذت بالتزامن مع أعياد الميلاد تدل على مدى حقد الإرهابيين على شعبنا المسالم في العراق»، مؤكدًا أن «هذه ليست المرة الأولى التي يصبح فيها&المسيحيون وقودًا ومستهدفين من قبل الجماعات المسلحة في العاصمة بغداد». وحمل بولص الحكومة العراقية بكافة مؤسساتها «مسؤولية حماية المسالمين من أبناء الشعب»، مشيرًا إلى أن «هذه الممارسات تسبب في إفراغ العراق من المسيحيين».

داعش والمليشيات أفرغا العراق من المسيحيين

والمسيحية هي ثاني أكبر الديانات في العراق من حيث عدد الأتباع بعد الاسلام، وهي ديانة مُعترَف بها في الدستور العراقي، حيث أنه يعترف بأربع عشرة طائفة مسيحية في العراق مسموح التعبد بها. ويتوزع أبناؤها على عدة طوائف ويتحدث نسبة منهم اللغة العربية لغةَ أم، في حين أن نسبة منهم تتحدث اللغة السريانية بلهجاتها المتعددة وكذلك اللغة الارمينية. وأكبر كنيسة في الشرق الأوسط تقع في العراق في مدينة بغداد وهي كنيسة الطاهرة الكبرى.&

ويؤكد ديوان الوقف المسيحي العراقي أن عدد المسيحيين في العراق يتناقص بسبب الهجرة التي تلجأ اليها اعداد كبيرة منهم نتيجة الوضع الامني واستهدافهم المباشر من قبل جماعات مسلحة.

ويتراوح عدد المسيحيين في العراق حاليًا ما بين 200 ألف و300 الف، في حين كان عددهم قبل سقوط النظام السابق حوالي مليون و200 الف، حيث ان الاوضاع الامنية واستهدافهم المباشر من قبل تنظيم داعش، الذي سيطر على مناطقهم بشمال العراق ومن جانب الميليشيات والجماعات المتطرفة دفعهم الى الهجرة بهذا العدد سواء الى دول الجوار أو الولايات المتحدة وأوروبا.

&