برلين: اظهرت وثائق رسمية ان مستشاري مارغريت ثاتشر وجدوا أنفسهم مضطرين للعمل على اقناع رئيسة الوزراء المحافظة بطرد توجساتها العميقة من توحيد المانيا والترحيب بعودة المانيا موحدة الى الأسرة الاوروبية.&وكان مسؤولون بريطانيون يعملون في هذه الاثناء من وراء الكواليس لمنع الاحتفال الذي خطط الزعماء الالمان لاقامته بالمناسبة ودعوة زعماء العالم اليه. &

وكان سقوط جدار برلين في نوفمبر 1989 بمثابة اعلان عن نهاية الحرب الباردة ممهدا الطريق الى توحيد المانيا الشرقية الشيوعية والمانيا الغربية الرأسمالية وانهاء التقسيم الذي استمر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. &

ولكن ثاتشر كانت تخشى صعود المانيا مجددا وهيمنتها على القارة الاوروبية.& وتبين الوثائق ان مخاوفها كانت عميقة بحيث تعين على مستشاريها ووزرائها ان يسعوا الى طمأنتها واقناعها بإعطاء تصريح ايجابي حين ظهرت امام وسائل الاعلام لتصويرها مع سفير المانيا الغربية في لندن عشية توحيد المانيا رسمياً في اكتوبر 1990. &

وناشدها مستشارها القديم للشؤون الخارجية تشارلس باول في رسالة بخط يده ان تصف المانيا بالدولة «الصديقة أو الحليفة أو الشريكة» وإلا فان موقفها سيُفهم سلبياً وينسف الغرض من لقائها السفير الالماني.&

توحيد المانيا

وتنفيذا لمشيئة ثاتشر عمل باول مع آخرين على إلغاء الاحتفال الذي كان المستشار الالماني هيلموت كول يعتزم اقامته بمناسبة توحيد المانيا، وكان باول يعرف ان الاحتفال لن يُقام إذا لم يتمكن الرئيس الاميركي جورج بوش الأب من حضوره فاتصل بالبيت الأبيض قائلا ان ثاتشر ستكون سعيدة تماماً إذا تغيب بوش عن الحضور. &

وقال باول "ان رئيسة الوزراء ارادت ان يعرف الرئيس ان يوم 3 اكتوبر (موعد الاحتفال) سيكون صعباً جداً عليها وانها لا تمانع بالمرة إذا وجد الرئيس انه لا يستطيع الحضور"، وعمل المستشار الالماني كول كل ما بوسعه لتهدئة مخاوف ثاتشر واعدا بإبقائها شخصياً على اطلاع على خططه ومشاريعه "لازالة أي مصادر محتملة لسوء الفهم أو التوجس". &

وقال باول ان كول وعد ثاتشر باطلاعها على قضايا حتى حكومته لا تعرفها، ولكن عداء ثاتشر للوحدة الالمانية كان عميقاً حتى انه قرع نواقيس انذار في واشنطن.& وقال المسؤول الكبير في مجلس الأمن القومي الاميركي بوب بلاكويل للدبلوماسي البريطاني اندرو وود ان بوش يعتقد ان ثاتشر تريد عقد "اتفاق ودي" مع الاتحاد السوفياتي يكون ثقلا مضادا لالمانيا الموحدة.& وحين سمعت ثاتشر بذلك غضبت وأمرت وزارة الخارجية بتوبيخ بلاكويل. &

وعقدت ثاتشر قبل توحيد المانيا اجتماعاً سرياً في مقرها الريفي مع لفيف من المؤرخين البريطانيين اعربت خلاله عن مخاوفها من ان المانيا لم تبرأ من ماضيها النازي. &

وطلب مستشارها باول في مذكرة ألا تُعمم محاضر الاجتماع على نطاق واسع "لأنه سيكون محرجاً وبالغ الضرر بمصالحنا إذا عُرفت مضامين نقاش بهذه الصراحة حول حليف من أقرب حلفائنا". &

هل تغير الألمان

وبحسب الوثائق الرسمية فان الاجتماع بحث قضايا مثل «من هم الالمان؟» و«هل تغيَّر الالمان؟» و«ماذا ستكون نتائج التوحيد؟»

وقال باول "ان التوجس من المانيا لا يرتبط بالفترة النازية وحدها بل بالحقبة ما بعد البسماركية كلها ، وكان من المحتم ان يسبب ذلك عدم ثقة عميقاً".&

واضاف "اجمالا لم تكن لدى احد توجسات جدية إزاء القادة الحاليين أو النخبة السياسية في المانيا ولكن ماذا بعد عشر سنوات أو خمس عشرة سنة أو عشرين سنة من الآن؟ هل يمكن لبعض سمات الماضي البغيضة ان ترفع رأسها من جديد وبالقدر نفسه من النتائج المدمرة". &

أعدت «إيلاف»&هذا التقرير بتصرف عن «الديلي تلغراف».& الأصل منشور على الرابط التالي

http://www.telegraph.co.uk/news/2016/12/30/margaret-thatcher-had-deep-misgivings-reunification-germany/

&

&

&