«إيلاف» من القاهرة :&قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ترشحه لفترة ثانية مرتبط بقدرة المصريين على تحمل المشاق والتضحية، معترفًا في حوار مع صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بتراجع شعبيته، رافضًا وجهة النظر التي تشير بأن حكمه أسوأ من حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وأضاف في سياق حديثه عن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر: "الدولة كانت تدعم الجنيه وسلعًا ترفيهية يتم استيرادها بمليارات الدولارات،&بينما الآن يتم ترشيد الدعم، كما طبقت الحكومة إجراءات تضمن وصول الدعم لمستحقيه الحقيقيين"، واصفًا رئاسة مصر بأنها "عبء".

&تصريحات الرئيس جاءت عقب اتهام المعارضة& وجماعة الإخوان& له بتحمله المسؤولية الكاملة بشأن تدهور الاقتصاد وارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ؛ لصدور قرارات غير مدروسة& كان لها الأثر المباشر فيما وصلت إليه حال المعيشة لعل من أبرزها قرار تعويم الجنيه ، وهو الأمر الذي ينبي عليه هؤلاء رفض الشعب ترشح السيسي& لفترة رئاسية ثانية ، في حال استمرار الوضع الاقتصادي السييء للمواطنين.&

أداء الرئيس&

وقد كشف استطلاع للرأي& أن نسبة الموافقين على أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي انخفضت إلى 68% مقارنةً بحوالي 82% منذ شهرين، فيما بلغت نسبة المعترضين 24%، كما لم يستطع 8% الحكم على أداء الرئيس بعد مرور 28 شهرًا على توليه السلطة، ورصد الاستطلاع الذي أجراه المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" ، حول تقييم المصريين لأداء الرئيس السيسي بعد مرور 28 شهرًا على توليه الرئاسة (يونيو 2014)، أسباب انخفاض نسبة الموافقين على أداء الرئيس المصري، ومنها : ارتفاع الأسعار، كأهم سبب لعدم الموافقة على أدائه بنسبة 74%، وهي أعلى من النسبة التي اطلعنا عليها منذ شهرين 53%، يليه عدم وجود فرص عمل بنسبة 13%، ثم عدم وجود أي تحسن في أوضاع البلاد بنسبة 12%& ، وسوء الأحوال الاقتصادية ، وعدم وجود عدالة اجتماعية بنسبة 4% لكل منهما.&

قرارات خاطئة

من جانبه، قال أمين إسكندر، البرلماني السابق والقيادي بحزب الكرامة، إن الشعب انتخب الرئيس بنسبة تجاوزت ٵﻠ"98%" لأنه تصور أنه سيكون المنقذ لأزمات مصر، ومن خلاله سوف تتحول مصر إلى الأمام، وهذا لم يحدث على مدار أكثر من عامين تولى فيهم حكم البلاد، بل تسبب الرئيس في صدور قرارات كان لها الأثر المباشر في تدهور الأحوال الاقتصادية للمواطنين، لعل أبرزها الضريبة المضافة، وتعويم الجنيه.

وأكد إسكندر ، أنه في حال& استمرار الوضع الحالي لحين انتهاء فترة رئاسة السيسي الثانية ، فإنه من المستبعد تمامًا& تحمل الشعب المصري ،& كما يراهن السيسي على ترشحه لفترة أخرى، فقد تحمل أثناء حرب الاستنزاف وبعد 67 وقبل حرب النصر في 73، لكن هذا التحمل كان مسببًا بظروف الحرب" خارجة عن إرادة النظام السياسي في ذلك الوقت ،أما نحن الآن فأمام قرارات سياسية تصدر خطأ من قبل الرئيس وحكومته بالتباعية .&

وأضاف البرلمانى السابق، أن نظام السيسي يسير على نهج سياسات نظام مبارك& دون تغير في شيء ، فهو لم يستغل الظهير الشعبي الذي انتخبه، ليكون حاسمًا في التغير ،بل شهد حكم السيسي عودة رجال& نظام مبارك من إعلاميين& ورجال أعمال بما كان له مردودًا سلبيًا على الرئيس في انتخابات 2018 إذا قرر الترشح لفترة رئاسية ثانية .

تأثر سلبي&

&في السياق ذاته قال الدكتور جمال زهران، الخبير السياسي ، إن شعبية الرئيس تأثرت كثيرًا بشكل سلبي، ونسبة كبيرة من الشعب المصري الآن أصبحت غير راضية عن أداء الرئيس بسبب اتخاذه العديد من القرارت ضد المواطن الفقير .

مشيرًا إلى أن الشعب لن يتحمل المزيد من الضغوط ، وسوف يأتي اليوم الذي سوف يثور فيه وسينفجر يومًا ما في وجه الرئيس، وهو ما يتطلب ضرورة التراجع عن القرارات الأخيرة فورًا، حتى يحافظ على ما تبقى من شعبيته، وإلا سيكون الأمر غير محسوب المخاطر، وسيكون السيسي في مأزق شديد شعبيًا في الانتخابات الرئاسية المقرر لها عام 2018.

وأوضح الخبير السياسي، أن الشعب سوف ينتخب الرئيس مرة أخرى في حال ترشحه لفترة رئاسية ثانية لأنه لا يوجد البديل ، ولكن لن يزيد نسبة نجاحة عن 50 % ، في حال استمرار غلاء المعيشة وتخبط الحكومة في القرارات الاقتصادية التي تصدرها ضد الفقراء .

تحديات كبيرة &

في السياق ذاته قال& الدكتور صلاح حسب الله ،عضو مجلس النواب والقيادي بائتلاف دعم مصر:" إن المصريين سيتحملون الرئيس عندما يجدون الأمل في المستقبل ويجدون ثمرة تحملهم، وقتها فقط سينتخبون السيسي رئيسًا،معتقدًا بأن العامين القادمين وحتى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة سوف يكون فيها تحسنًا كبيرًا في الحالة الاقتصادية للبلاد ،مما سيكون له الأثر المباشر على تحسن مستوى معيشة المواطنين ،حيث سيكون هناك ثمار حقيقية للمشروعات الكبرى التي أطلقها الرئيس، بجانب عودة السياحة إلى ما كنت عليه قبل ثورة 25 يناير، وهذا ما وعده الرئيس للشعب وقت انتخابه حينما دعا إلى تحمله في العامين الأولين في حكمه ،حيث سيتخذ قرارت صعبه من اجل إعادة بناء الدولة" .

وأكد عضو مجلس النواب، أن تراجع شعبيه الرئيس عما كانت عليه وقت انتخابه أمر طبيعي فهذا حدث مع جميع زعماء العالم ، ولكن الشعب يثق في الرئيس السيسي ويدرك جيدًا سعيه نحو تقدم البلاد على جميع المسارات السياسية والاقتصادية ،وسط التحديات الصعبة التي تحيط بمصر منذ ثورة يونيو ،وعلى رأسها محاربة الإرهاب في سيناء وبالداخل .