تجمع اليونسكو 200 من أصحاب وسائل الاعلام والعاملين في هذا القطاع، في اجتماع غير مسبوق، ليدرسوا وسائل تعزيز سلامة الصحافيين، ومعالجة مسألة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الإعلاميين.

إيلاف: تُنظم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في 5 شباط (فبراير) المقبل في مقرها في باريس، مؤتمرًا غير مسبوق، يضم أصحاب ومديري وسائل الإعلام من كل المناطق، وممثلي الدول الأعضاء، لدراسة الوسائل الفاعلة والملموسة لتحسين سلامة الصحافيين ومعالجة مسألة الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة بحق الإعلاميين.

يرمي المؤتمر الذي يدوم يومًا واحدًا إلى تعزيز الحوار بشأن المسائل الأمنية، بهدف الحد من الخسائر الكثيرة التي تنال من مهنة الصحافة. وسيتبادل المشاركون في هذا المؤتمر رؤاهم بشأن الممارسات الجيدة في ما يتعلق بمجموعة واسعة النطاق من التدابير، من بينها بروتوكولات لتوفير الأمان في قاعات التحرير، والتدريب لتحسين القدرات الجسدية والنفسية والأمن الرقمي، وتدابير الحماية المبتكرة لإرسال التقارير من المناطق الخطرة، فضلًا عن الشراكات الدولية والمحلية الخاصة بوسائل الإعلام.

سلامة الإعلاميين

تفتتح إيرينا بوكوفا، المديرة العامة لليونسكو، المؤتمر بمشاركة جيم بوملحة، رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين، وإيريك بجيراجير، نائب رئيس المنتدى العالمي للمحررين، الذي يُعقد تحت عنوان "وسائل الإعلام تناصر سلامة الإعلاميين". يتناول برنامج المؤتمر أيضًا مسائل تخص ضرورات السلامة للصحافيين العاملين لحسابهم الخاص والمواطنين الصحافيين الذين يتعرضون لأوضاع هشة بشكل خاص، نظرًا إلى غياب الدعم المقدم من قطاع الأعمال.

يشارك في هذا المؤتمر زهاء 200 من أصحاب وسائل الإعلام ومديريها والعاملين فيها من وسائل الإعلام العامة والخاصة والمجتمعية، ينتمون إلى هيئات البث الدولية الرئيسة وهيئات البث المحلية. يضم المؤتمر ثلاث جلسات رفيعة المستوى ونقاشات مائدة مستديرة متنوعة.

تنوع وسائل الإعلام الممثلة في المؤتمر، من حيث توزيعها الجغرافي وحجم ونوع التهديدات التي تتعرض لها، فهو تنوع لم يسبق له مثيل، من شأنه أن يساهم في تعزيز قدرات المؤتمر على رفع مستوى الوعي وتحسين الاستعدادات لمواجهة كافة أنماط المخاطر التي تواجه وسائل الإعلام في جميع أركان العالم.

المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا

تعزيز الحوار

تُركز الجلستان الأولى والثانية رفيعتا المستوى (في القاعة رقم 10) على مسألة سلامة الصحافيين، وتضامن ممثلي وسائل الإعلام والدول الأعضاء لدراسة تحديات السلامة التي تواجه الصحافيين عبر العالم والوسائل الكفيلة بالتصدي لها.

يدير الجلسة الأولى جاي بيرجر، مدير قسم حرية التعبير وتطوير الإعلام في اليونسكو، بينما تتولى إدارة النقاشات في الجلسة الثانية كريستيان أمان بور، سفيرة اليونسكو للنوايا الحسنة وسلامة الصحافيين ورئيسة المراسلين الدوليين لدى شبكة "سي أن أن" الأميركية.

أما الجلسة الثالثة رفيعة المستوى، بعنوان "إنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب معًا"، التي تديرها زينب بدوي، مقدمة البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية، فتتناول السبل الكفيلة بتحسين الحوار بين قطاع وسائل الإعلام والدول الأعضاء، فضلًا عن رفع مستوى الوعي بشأن قضية الإفلات من العقاب، وهي الظاهرة التي تترك تسع جرائم من أصل عشر جرائم تُرتكب ضد الإعلاميين دون عقاب. وتتناول أحد نقاشات المائدة المستديرة سلامة الصحافيين العاملين لحسابهم الخاص ومنتجي وسائل الإعلام الاجتماعية، بينما تتيح مناقشة أخرى، معنية بالممارسات الجيدة في غرف الأخبار، تبادل المعلومات بشأن البرامج والبروتوكولات التي توفر الأمان، وكذلك الابتكارات الحديثة، من قبيل التطبيقات المخصصة، والموارد المتاحة على الإنترنت، فضلًا عن المساعدة المشفرة.

مائدة مستديرة

تضم مناقشة المائدة المستديرة في شأن سلامة العاملين في وسائل الإعلام المجتمعية والمحلية، فإنها تضم مشاركين من أفريقيا والدول العربية وآسيا وأميركا اللاتينية. ويسعى هؤلاء المشاركون إلى تحديد الوسائل الكفيلة بتعزيز الحوار بين ممثلي الإذاعات المجتمعية والدول الأعضاء بغية تعزيز إجراءات السلامة. ويتسم هذا الأمر بأهمية حاسمة، إذ إن 95 في المئة من الصحافيين الذين قُتلوا خلال العقد الماضي كانوا مخبرين صحافيين ومراسلين محليين.

من المتوقع أن يمهد المؤتمر السبيل كي تقوم الرابطة العالمية للصحف ولناشري الإعلام الإخباري، والاتحاد الدولي للصحافيين، والمؤسسة الدولية لوسائل الإعلام النسائية باقتراح أنشطة من شأنها تعزيز سلامة الصحافيين وإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب في جميع أرجاء العالم.

وسيلقي كل من البانا شالا، رئيسة البرنامج الدولي لتنمية الاتصال، ولاري كيلمان، الأمين العام للرابطة العالمية للصحف ولناشري الإعلام الإخباري، كلمتيهما في الجلسة الختامية للمؤتمر، وهي الجلسة التي يختتمها كيتاشو إنجيدا، نائب المديرة العامة لليونسكو.

 

اجتماع سابق لمنظمة اليونسكو

إنهاء الإفلات من العقاب

تقوم اليونسكو بتنظيم هذا الحدث بالشراكة مع الرابطة العالمية للصحف ولناشري الإعلام الإخباري والاتحاد الدولي للصحافيين، والمؤسسة الدولية لوسائل الإعلام النسائية، بدعم من الاتحاد الأوروبي للإذاعة والتلفزيون، والمعهد الدولي للصحافة والرابطة العالمية للأسرة الإعلامية.

تلقى هذا الحدث دعمًا من استراليا والنمسا ولاتفيا وفنلندا وهولندا والسويد ومؤسسة المجتمع المفتوح، فضلًا عن شبكة الجزيرة. وقامت اليونسكو بترويج وتنفيذ تدابير لتحسين سلامة الصحافيين وإنهاء ظاهرة الإفلات من العقاب على الجرائم التي ارتكبت بحق الإعلاميين.

وتصدر مديرة اليونيسكو بيانات صحافية تدين فيها قتل الصحافيين والإعلاميين. وإضافة إلى ذلك، تنشر اليونسكو كل عام تقريرًا لتقييم ردود الحكومات على طلب اليونسكو للحصول على معلومات بشأن الأنشطة التي تقرر تنفيذها لمتابعة مرتكبي هذه الجرائم. وتنسق الأنشطة المتصلة بخطة عمل الأمم المتحدة في شأن سلامة الصحافيين والإفلات من العقاب التي اُعتمدت عام 2012. طلب المجلس التنفيذي، في اجتماعه في أيار (مايو) الماضي، من اليونسكو أن تعقد مؤتمرًا دوليًا بشأن سلامة الصحافيين كجزء من عملها الخاص بحرية التعبير والصحافة.