واصلت بعض الصحف العربية مناقشة فرص نجاح المباحثات الجارية في جنيف بين وفد الحكومة السورية وفصائل من المعارضة في التوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة الراهنة في البلاد.

فبينما تحدث بعض الكُتّاب عن "هشاشة وتشظي وانشقاق" المعارضة السورية، واصلت الصحف السورية الحكومية انتقادها للسعودية وتركيا لما وصفته بمحاولات "شل مسار جنيف ثلاثة وإفشاله قبل البدء به".

"هشاشة" المعارضة

قال عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية إن الحديث عن وقف إطلاق النار في سوريا يبدو "رومانسياً بأكثر مما ينبغي، ومن الصعب تنزيله على الأرض".

وأضاف الرنتاوي أن الحكومة السورية ستواصل عملياتها العسكرية "تحت شعار الحرب على الإرهاب"، وأن خصوم الحكومة سيواصلون عملياتهم أقله تحت شعار "الرد على خروقات النظام"، وقد تنفتح جميع الجبهات في أية لحظة.

كما أكد جهاد المنسي في جريدة الغد الأردنية أن مشاورات جنيف كشفت "هشاشة وتشظي وانشقاق ما يعرف بـالهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة عن المعارضة السورية والتي يطلق عليها إعلامياً معارضة الرياض، وضياع بوصلتها، ومدى ارتباطها بدول إقليمية ودولية، وتحكّم تلك الدول بها من الالف حتى الياء".

وأضاف المنسي في مقاله "لا معارضة سورية حقيقية في جنيف" قائلاً: "مشكلة أولئك الجالسين في فنادق جنيف، بُعدهم عن الواقع، فهم لا يملكون حضورا على الأرض، وقرارهم ليس بأيديهم، وبعضهم يملك الفم فقط ليقول، والأنكى أنهم يرفضون حضور معارضين حقيقيين، ويضعون 'فيتو' عليهم بحجج واهية ومبررات فاشلة".

في السياق ذاته، كتب ربيع بركات في صحيفة السفير اللبنانية أن "ارتباك وفد المعارضة السورية وضعفه في مفاوضات جنيف الثالثة ما كان يمكن أن يُقرأ منذ زمن.

فقدت الثورة تعريفها حين أصبح جانب منها خاضعاً لدولة لها رِجلٌ في الناتو وأخرى في المشرق٬ فيما زعيمها الذي يحلم باستعادة حلب والموصل اللتين سُلبتا من سلطنة العثمانيين قبل مئة عام٬ يرعى جيش فتح أخذ يُحرّر منطقة تلو أخرى٬ ويجعل من لبس الخمار فيها رأس أولوياته".

أما حمادة فراعنة فقد كتب في صحيفة الأيام الفلسطينية أن "المعارضة السورية المرتبطة بمصالح الممولين وسياساتهم انعكاساً لقوة وأثر الأطراف الاقليمية أكثر من قوة ارتباط المعارضة بمصالح الشعب السوري تحمل أمراض إخفاقات النظام العربي، وقد دل على ذلك إخفاقهم في عدم التوصل إلى مؤسسة تمثيلية واحدة تُدير حركتهم السياسية وتقودها، وعجزهم عن صياغة برنامج ديمقراطي جبهوي تعددي مشترك ما أدى إلى فشلهم أمام الطرفين الأول أمام داعش والقاعدة، والثاني أمام النظام السوري وتماسكه الداخلي وتحالفاته الدولية والاقليمية".

"لا مكان للمعجزات"

من جانبها، قالت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها إن "الحل السياسي والسلمي للأزمة السورية المتصاعدة لا يمكن الوصول إليه إلا عبر مائدة الحوار والتفاوض والمباحثات".

وكتبت الوطن: " لكن السؤال الذي لم تتلق المعارضة السورية ولا كل المراقبين والمتابعين جواباً شافياً له يتعلق حتماً بجدوى التفاوض، بينما يواصل النظام ومؤيدوه قتل الشعب السوري. الحالة في الداخل السوري وما يدلي به وفد النظام من تصريحات لا يبعثان على التفاؤل. بل الأحرى أن نقول إن ثمة تشاؤماً يطبق على الأجواء."

كما شدد راجح الخورى في جريدة النهار اللبنانية أن الصورة "معقدة ومتداخلة"، مضيفاً انه "لا مكان للمعجزات عندما يتصور الأسد أن في إمكانه بالحديد الإيراني والنار الروسية استعادة السيطرة على ما خسره في سوريا، وعندما تصرّ المعارضة على تنحيه وهو الذي يتلقى دعماً روسياً عسكرياً متصاعداً، وايرانياً ميدانياً متسعاً، وأميركياً سياسياً مخاتلاً، واسرائيلياً معلناً منذ خمسة أعوام".

ميستورا "حائراً"

توجه صحيفة الثورة السورية في افتتاحيتها انتقاداً للمبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا قائلةً إنه "ما زال حائراً في قاعات جنيف ولا يعرف من أين يبدأ بعد دعوة معارضات الرياض وتعطيل تشكيل وفد أو أكثر من المعارضات لبدء حوار مع الوفد الرسمي السوري، من دون أن يعرف أحد من هم أعضاء المعارضة".

وقالت الصحيفة أن هناك "تدخل تركي سعودي مباشر في تحريك دمى الرياض لشل مسار جنيف ثلاثة وإفشاله قبل البدء به، حيث لا مصلحة لتلك الدولتين في إيجاد حل سياسي للأزمة الناشئة عن التدخل في الشأن السوري".

وعلى نفس المنوال، كتب نذير جعفر في صحيفة تشرين أن "مملكة آل سعود ووزير خارجيتها عادل جبير باتوا مثار تندّر لا بل شفقة في المجالس لدى مواطنيها قبل الآخرين لِما مُنيت وتُمنى به من هزائم وفضائح متكررة تشير إلى تخبط طاقمها السياسي وجهله وحماقته ورهاناته الخاسرة على أحصنة عرجاء في سباق مسافات المصالح الإقليمية والدولية المحتدمة ".

وقال جعفر: "خيّل لهؤلاء الساسة الأغرار أنهم بالنفط وحده يشترون ذمم الجميع دولاً وقادة بعد أن اشتروا بعض المأجورين والمأزومين والمنافقين والمتلاعبين بمصائر الشعوب من فابيوس وماكين وما يسمى رئيس الجامعة العربية إلى أردوغان وتابعه أوغلو، فكانت صدمتهم الأولى نجاح إيران في توقيع اتفاقها النووي وفك الحصار الاقتصادي عنها واسترجاع أرصدتها المالية".

&