الرباط: افتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم الخميس محطة نور 1 للطاقة الشمسية في منطقة ورزازات الواقعة في جنوب شرق البلاد، وهي المرحلة الأولى ضمن مشروع هو الأكبر من نوعه في العالم، بحسب ما أعلنته السلطات المغربية.

ويعتمد نور 1 نمط التوليد المستقل للطاقة (إندبدنت باور بروديوسر)، المنجز على مساحة تناهز 480 هكتارا على أساس تكنولوجية الطاقة الشمسية الحرارية، بألواح لاقطة مقعرة وقدرة تخزين لثلاث ساعات في كامل قوتها. وتطلب انجاز نور 1 استثمارات بقيمة 7 مليارات درهم (600 مليون يورو ).

وأعطى العاهل المغربي ايضا انطلاقة أشغال إنجاز المحطتين الثانية والثالثة لهذا المشروع الضخم (نور 2 ونور 3).

وألقى رئيس مجلس إدارة الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازن) مصطفى بكوري ، كلمة امام الملك محمد السادس استعرض فيها مدى تقدم المخطط المغربي للطاقة الشمسية، والمراحل الرئيسة في مسلسل تطوير المحطة الأولى من المركب الشمسي لورزازات، والآفاق المستقبلية.

وقال بكوري ان محطة "نور 1"، التي كان العاهل المغربي& قد أعطى انطلاقة أشغال إنجازها في 10 مايو (ايار) 2013، والتي من شأنها المساهمة في تنويع الباقة الطاقية الوطنية، تنسجم تمام الانسجام مع رؤية الملك محمد السادس المتعلقة بتحسين استغلال الموارد الطبيعية للمغرب وحماية بيئته والعمل على استدامة نموه الاقتصادي والاجتماعي، وضمان مستقبل الأجيال المقبلة.

وتابع أن إنجاز محطة "نور 1"،أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة ذات المولد الأحادي في العالم، حتى الآن بقدرة إنتاجية قدرها 160 ميغاوات، يعد خطوة هامة في تنفيذ المشاريع الكبرى للطاقات المتجددة، والتي تواكب الهدف المتمثل في الرفع من حصة المصادر المتجددة في الباقة الكهربائية الوطنية من 42 بالمائة في 2020 إلى 52 بالمائة في 2030.

وأضاف بكوري أن بناء محطة "نور 1" تم في أجل 30 شهرا، حيث اشتغل في هذه الورش 2000 عامل، 85 بالمائة منهم كفاءات مغربية، مشيرا إلى أنه تم بلوغ معدل يفوق 30 بالمائة من الاندماج الصناعي، من خلال الاستعانة بمقاولات مغربية في قطاعات البناء والأشغال العمومية والحديد والربط بالأسلاك.

وسيساهم مشروع إنجاز المركب الشمسي "نور"، ذو القيمة المضافة العالية بالنسبة إلى مجال وجوده، في التنمية السوسيو- اقتصادية والثقافية للمنطقة، وفك العزلة عن عدد من القرى المجاورة، وبروز منتوجات سياحية جديدة، وذلك خدمة لإشعاع مدينة ورزازات على الصعيد العالمي.

وبدأ العمل في هذا المشروع في 10 مايو (ايار) 2013. وتمتد محطة نور 1 على مساحة 450 هكتارا وفيها نصف مليون من المرايا العاكسة. ويتوقع ان تنتج نحو 160 ميغاوات من الكهرباء.

وتعد محطة نور1 المرحلة الأولى من مشروع نور-ورزازات الممتد على مساحة ثلاثة الاف هكتار والهادف بعد الانتهاء من بناء نور 2 ونور 3 ونور 4، إلى إنتاج 580 ميغاوات من الكهرباء وإمداد مليون منزل مغربي بالطاقة النظيفة، حسبما أعلنت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية عند إطلاق المشروع.

ونور-ورزازات مرحلة أولى من خمس مراحل في مشروع مغربي طموح وكبير لإنتاج الطاقة بقيمة استثمارية تبلغ تسعة مليارات دولار في عدد من المناطق المملكة التي تستورد 94% من احتياجاتها من الطاقة، وتطمح إلى تغطية 42% من هذه الاحتياجات عبر إنتاج الطاقة الشمسية بحلول العام 2020.

وسيتم تطوير محطة "نور 2"، (810 مليون يورو ) التي تبلغ قوتها 200 ميغاوات وقدرة تخزين تقدر بثماني ساعات كحد أدنى، بناء على تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية، بألواح لاقطة مقعرة، حيث ستمتد على مساحة قصوى تصل إلى 680 هكتارا.

أما محطة "نور 3" (645 مليون يورو) فستعزز الريادة التكنولوجية للمملكة المغربية& في مجال الطاقة الشمسية الحرارية، حيث ستبلغ قوتها 150 ميغاوات بنحو 8 ساعات تخزين أيضا. وتعد هذه التكنولوجيا بأداء أفضل.

وستجعل هذه المشاريع المندمجة من محطة "نور ورزازات" أكبر موقع لانتاج الطاقة الشمسية في العالم بطاقة انتاجية تقدر ب 580 ميغاوات وبإجمالي استثمارات يقدر ب 24 مليار درهم ( ملياران و200 مليون يورو ) من دون احتساب البنيات التحتية المشتركة التي قامت بتطوريها شركة "مازن" والتي تهم متطلبات الربط الكهربائي والنقل الطرقي والتزود بالماء الشروب والماء غير المعالج والتجفيف والاتصالات والسلامة.

وسيشتمل مركب نور- ورزازات على منتزه موضوعاتي من 16 هكتارا، يجسد خريطة المملكة المغربية، إلى جانب تجهيزات مهيكلة، بما في ذلك بناية متعددة الوظائف تحتوي على فضاءات مخصصة لاستغلال واستغلال الموقع، وقاعة للاجتماعات، ومكتبة متعددة الوسائط، وصومعة بلفيدير ذات إطلالة مفتوحة استثنائية.