أعلنت قيادة عمليات بغداد عن تنفيذها لعمليات مسح كامل لمحيط بغداد لتحصينه وسد ثغراته أمام أي اختراق لعناصر تنظيم داعش ومنعهم من استغلال أي منطقة رخوة أمنيًا.. فيما وجه العبادي بالتحقيق بقضية عدم دفع رواتب عناصر الحشد الشعبي لاكثر من أربعة أشهر.

لندن: قالت قيادة عمليات بغداد إنها باشرت بغلق الطرق المتعرجة غير الرسمية وسد الثغرات ونصب الكاميرات المتطورة وتحصين الحدود الفاصلة بين قواطع المسؤولية في العاصمة مع قيادات العمليات الاخرى. وأشارت إلى تكليف كتائب الهندسة التابعة لعمليات بغداد للقيام بمسح كامل لمحيط بغداد لوضع خطة لتحصين ومعالجة الثغرات.

وأضافت القيادة في بيان صحافي اليوم أن هذه الاجراءات الامنية تأتي ضمن خطط مواجهة مخططات العدو ومنعه من استغلال أي ثغرة أو منطقة رخوة امنيًا، في إشارة إلى محاولة تنظيم داعش اختراق تحصينات العاصمة وتنفيذ عمليات ارهابية ضد اهداف منتخبة فيها.

وجاءت هذه الاجراءات مع بدء قيادة العمليات الاحد الماضي بانشاء سور حول العاصمة يبلغ طوله 300 كيلومتر.

وقال عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عدنان الاسدي إن هذا السور الامني لا يهدف إلى عزل العاصمة أو تقسيمها وإنما لحمايتها وتوحيد مخارجها ومداخلها، حيث توجد طرق متعرجة غير رسمية تدخل منها العصابات فضلاً عن الارهابيين ويصعب السيطرة على مثل هذه الطرق.. موضحًا أن مشروع السور مطروح منذ عامي 2007 و2008 لكنه تم تأجيله منذ ذلك الوقت.

وأشار الاسدي إلى أنّه كانت هناك دراسة لإحدى الشركات الاستشارية الفرنسية يتضمن جزء منها انشاء سور لبعض المناطق، وجزء منها بناء موانع وخنادق ومحطات مائية، والجزء الاخر مراقبة كاميرات من الفضاء. ونفى الاتهامات التي اطلقتها بعض الاطرف بأن الهدف الحقيقي من السور هو عزل بغداد طائفيًا عن محيطها السني الذي يعرف بحزام بغداد.

وقال الاسدي في تصريح متلفز إن السيولة المالية كانت عائقًا امام تنفيذ المشروع انذاك، موضحًا انه لذلك، فإنه سيتم تشييده بأيادٍ عراقية من خلال وحدات الهندسة العسكرية وعدد من فرق الجيش العراقي، ولذلك فإنه لن يكلف الحكومة اموالاً كبيرة.

وسيبلغ طول هذا السور 300 كيلومتر، فيما سيتم حفر خندق إلى جانبه بعرض ثلاثة امتار وستكون له 8 منافذ لحركة الخروج والدخول من اجل حماية بغداد من أي عمليات اختراق امنية. كما سيجري رفع جميع الحواجز الكونكريتية التي تقطع اوصال العاصمة واحياءها الداخلية بعد الانتهاء من انجاز السور الذي ستشيّد عليه ابراج مراقبة بكاميرات حديثة.

وتشير المعلومات الاولية إلى أنّ كلفة المشروع ستبلغ حوالي 110 ملايين دولار، حيث سيتم في تشييده استخدام الكتل الكونكريتية التي سترفع من بين احياء العاصمة، والتي نصبت فيها بعد سقوط النظام السابق عام 2003.

وتنتشر في العاصمة العراقية بغداد ومحيطها حاليًا أربع فرق عسكرية للجيش وفرقتان لقوات الشرطة الاتحادية وافواج طوارئ واضيف لها بعد سقوط الموصل بيد تنظيم داعش وتقدم التنظيم نحو العاصمة بغداد في حزيران (يونيو) عام 2014 وحدات من الحشد الشعبي قبل ان يتم تطهير محيط بغداد وتأمينه نهاية عام 2014 وبداية عام 2015.

العبادي يحقق في عدم تسلم عناصر الحشد لرواتبهم

إلى ذلك، وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالتحقيق فيما قال انها ملابسات عدم توزيع رواتب مقاتلي تشكيلات الحشد الشعبي للمتطوعين لقتال تنظيم داعش.

جاء ذلك خلال اجتماع للعبادي مع المفتش العام لهيئة الحشد الشعبي حيث وجه (بالتحقيق والكشف عن ملابسات توزيع الرواتب للمقاتلين في الحشد الشعبي وضمان آلية صحيحة وعادلة لتوزيعها ووصولها إلى المقاتلين الابطال في الجبهات) كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" اليوم.

&ويأتي ذلك اثر توقف دفع رواتب مقاتلي تشكيلات الحشد الشعبي منذ اكثر من اربعة اشهر، ما دفع بعض هذه التشكيلات إلى التهديد بالانسحاب من الحشد، فيما ألقى مئات من عناصره لسلاحهم وشاركوا في الهجرة الاخيرة إلى خارج العراق متوجهين إلى دول أوروبية.

ومؤخرًا هددت كتائب "سيد الشهداء" احدى فصائل الحشد الشعبي بالانسحاب من قضاء بيجي في حال عدم صرف رواتب عناصرها للأشهر الماضية. وقالت في بيان انها ستنسحب "من بيجي في حال عدم صرف رواتب الأشهر الماضية.. ولكي لا نتهم ضعاف النفوس بالخيانة وقد تكون الصراحة ندفع فيها الثمن الكثير ولكننا لا نساوم على حقوق مجاهدي الحشد الشعبي".

وقالت إنه لا بد من أن يعرف الجميع أن عدم دفع رواتب مجاهدي الحشد للأشهر الماضية قد ضاع دمهم بين الحكومة وهيئة الحشد.

وطالب أمين عام الكتائب ابو آلاء الولائي المرجعية الشيعية والسلطات الثلاث بالتدخل وتدارك الموقف قبل حلول الكارثة التي قد تستغل من داعش.. محذراً من انه حينها لا ينفع الندم وإن خيار الانسحاب من بيجي قيد التنفيذ وبعدها ستكون الخيارات الأخرى مفتوحة.

كما انتقد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ما سمّاه بالمخصصات الهزيلة والضعيفة للحشد في موازنة 2016.. فيما أشار وزير المالية هوشيار زيباري الى أن مليار دولار اميركي قد خصصت لقوات الحشد الشعبي في هذه الموازنة، وهو ما يمثل بمجموعه 5 بالمائة من الميزانية الكلية المخصصة للامن في البلاد، موضحًا بأن ذلك يأتي استجابة للدعوات التي طالبت الحكومة بزيادة الدعم المقدم لقوات الحشد نظرًا للنجاحات التي حققتها ضد تنظيم داعش.

وتشير مصادر عراقية إلى أنّه إضافة إلى هجرة مجاميع من عناصر الحشد الشعبي إلى خارج العراق، فإن عددًا آخر منهم بدأوا يستغلون الاجازات الدورية في العمل بأشغال حرة لتوفير نفقات عوائلهم.

ويضم الحشد الشعبي حوالي مائة الف مقاتل كان المرجع الشيعي الاعلى في العراق علي السيستاني قد افتى بتشكيله عقب سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل الشمالية في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014 وتهديده بالزحف إلى مدينتي كربلاء والنجف المقدستين لدى الشيعة.

&