&شكلت قضية مقتل شاب إيطالي في مصر، ضربة قاصمة للعلاقات الإقتصادية والدبلوماسية بين القاهرة وروما، ولا سيما أنها تزامنت مع زيارة وفد اقتصادي رفيع المستوى ضم وزيرة الإقتصاد و47 رجل أعمال، وفيما&يتابع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الحادث شخصياً، ترجح السلطات الأمنية أن يكون الدافع وراء القتل جنائياً.

صبري عبد الحفيظ:&جاء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، في توقيت دقيق، وشكل ضربة موجعة للحكومة المصرية، لا سيما أن العثور على جثمان "ريجيني"، تزامن مع زيارة وفد اقتصادي إيطالي رفيع المستوى إلى القاهرة وعقد لقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار مسؤولي الدولة، وضم الوفد وزيرة الإقتصاد فيدريكا جيدي و46 رجل أعمال وممثلًا لشركات كبرى، واضطر الوفد إلى قطع زيارته للقاهرة.&
&
ووفقاً لوزارة الداخلية المصرية، فإن الطالب الإيطالي اختفى بعد خروجه من مقر اقامته في حي الدقي وسط القاهرة في 25 يناير، وتم ابلاغ الشرطة باختفائه في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي، وعثر على جثمانه بتاريخ 3 فبراير/ شباط الجاري، في طريق مصر/ الإسكندرية الصحراوى. وقالت الوزارة في البيان الوحيد لها عن الحادث: "تم إتخاذ الإجراءات القانونية, وإخطار النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها للوقوف على ظروف وملابسات الحادث".
&
غير أن محضر معاينة النيابة العامة للجثمان، يوضح أن السلطات المصرية عثرت على جثمان "ريجيني" نصف عارٍ، وتظهر عليه آثار تعذيب، وفيها سحجات وكدمات، وقطع بالأنف والأذن.
ووصل وفد أمني إيطالي إلى العاصمة المصرية، القاهرة، للمشاركة في التحريات والتحقيقات حول مقتل "ريجيني".
&
متابعة شخصية
&
وعلمت "إيلاف" أن الوفد الأمني سوف يبقى في مصر إلى حين الكشف عن ملابسات الحادث والتوصل إلى الجناة. ويشارك الوفد الإيطالي في التحقيقات بناء على طلب من رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، واستجاب له الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في اتصال هاتفي أجراه الأخير مع الأول.
&
كما علمت "إيلاف" أن السيسي يتابع شخصياً الحادث مع وزير الداخلية مجدي عبد الغفار، ووجه "السيسي" وزير داخليته إلى ضرورة التوصل للجناة بأسرع وقت، وتقديمهم للمحاكمة. وأبدي السيسي انزعاجه الشديد من الحادث، الذي ألقى بظلال سلبية على العلاقات المصرية الإيطالية، لا سيما أنه جاء تزامناً مع زيارة وزيرة الإقتصاد الإيطالية ووفد من رجال الأعمال للقاهرة، وقطعت الزيارة، تعبيراً عن الحزن والغضب مما حدث لمواطنها".
&
وحسب المعلومات التي توصلت إليها "إيلاف" فإن التحريات الأمنية تقول إن "ريجيني" اختفى عقب الخروج من مقر إقامته في حي الدقي في القاهرة يوم 25 يناير/ كانون الثاني الماضي، بالتزامن مع الذكرى الخامسة لثورة يناير، التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأبلغ أصدقاؤه السلطات الأمنية باختفائه يوم 27 يناير الماضي، وتعرف على جثمانه صديق له مصري الجنسية وصديقة أخرى إسبانية الجنسية. وعثر على الجثمان في طريق صحراوي بالقرب من مدينة السادس من أكتوبر، على أطراف القاهرة.
&
وأفادت المعلومات التي حصلت "إيلاف" عليها أن الأجهزة الأمنية المصرية لا تستبعد أية احتمالات وراء الحادث، سواء سياسية أو جنائية، غير أنها ترجح الأسباب الجنائية أكثر، لا سيما أن طريقة القتل تؤشر الى أنها ليست بدوافع سياسية، وليست من الأساليب التي تستخدمها الجماعات الإرهابية. وتقول التحريات الأمنية إنها لا تستبعد أن يكون الحادث بدافع السرقة أو الجنس أو نتيجة حادث سير.
&
واستدعت وزارة الخارجية الإيطالية السفير المصري للتعبير عن القلق إزاء وفاة "ريجيني"، &وزار السفير الإيطالي في القاهرة ماتسيريو ماساري، مصلحة الطب الشرعي، واطلع على تقرير الطب الشرعي الأولي عن تشريح الجثة.&
&
وتضمن التقرير أن الجثمان ظهرت عليه آثار كدمات متفرقة، وقطع في الأذن والأنف، وآثار تعذيب ونزيف حاد وكسر في الجمجمة، أحدثت نزيفاً داخلياً، ما أدّى إلى وفاته.
&
اهتمام بالغ
&
وفي السياق ذاته، أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، وأعرب السيسي عن خالص العزاء لرئيس الوزراء الإيطالي ولحكومة وشعب إيطاليا في وفاة المواطن الإيطالي جوليو ريجيني، الذي لقي مصرعه في مصر مؤخراً، كما وجه الرئيس خالص التعازي والمؤاساة لأسرة الفقيد وأصدقائه.
&
وأكد الرئيس أن هذا الحادث يحظى باهتمام بالغ من قبل الجهات المصرية المعنية، مشيرا إلى توجيهاته لوزارة الداخلية بمواصلة جهودها بالتعاون مع النيابة العامة من أجل كشف الغموض الذي يكتنف الحادث والوقوف على جميع الملابسات المحيطة به. وأكد السيسي أن الجانب الإيطالي سيجد تعاوناً بناءً من قبل السلطات المصرية المعنية بشأن هذا الحادث.
&
ومن جانبه، شكر رئيس الوزراء الإيطالي الرئيس على تعازيه الصادقة، معرباً عن أسفه الشديد لوقوع مثل هذا الحادث، كما أشاد «رينزي» بروح التعاون الإيجابية التي يبديها الجانب المصري مع نظيره الإيطالي إزاء التعامل مع هذا الحادث، مؤكداً أن مثل تلك المواقف تعكس عمق علاقات الصداقة الحقيقية التي تجمع بين البلدين والشعبين المصري والإيطالي.
&
وأكد الجانبان خلال الاتصال أهمية مواصلة التعاون الاقتصادي بين البلدين والعمل على تعزيزه وتنميته، حيث استعرضا النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها الاجتماعات الهامة التي تم عقدها بين الجانبين المصري والإيطالي أثناء الزيارة التي أجراها مؤخراً وفد رجال الأعمال الإيطالي برئاسة وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية إلى مصر، وما شهدته من آفاق واعدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
&
وأكد الجانبان التزامهما العمل معاً لمكافحة الإرهاب ومواجهة الفكر المتطرف والعنيف والحيلولة دون اِنتشار الجماعات الإرهابية في عدد من دول المنطقة، مشددين على أهمية تكثيف الجهود لضمان أمن واستقرار منطقتيّ الشرق الأوسط والمتوسط، وخاصة إحلال الأمن والاستقرار في ليبيا ودعم الجهود الرامية لتشكيل حكومة الوفاق الوطني كخطوة على صعيد بناء ليبيا الجديدة.
&
بينما قال السـفير المصري في إيطاليا، عمـرو حلمي، إن الحكومة المصرية تتعامل بجدية وموضوعية كاملة مع قضية الطالب الإيطالى جوليو ريجينى وتُبدي أقصى درجات التعاون مع الحكومة الإيطالية آخذاً في الأعتبار الإتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رئيس الوزراء ماتيو رينزي، في شأن وفاة الطالب الإيطالى الذي مثل مصرعه صدمة للشعبين المصري والإيطالي ولحكومة البلدين الصديقين.
&
وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الإيطالية، أن التحقيقات تتم بشفافية وموضوعية وتعاون كامل مع إيطاليا في ظل تفهمنا لما تمثله قضية مصرع الطالب الإيطالي من أهمية بالنـسبة لكافة الدوائر الإيطالية الرسمية والشعبية.
&
وأوضح السفير المصري أنه "من الأهمية بمكان تفويت الفرصة على الدوائر المعادية للعلاقات المتميزة القائمة بين مصر وإيطاليا التي تحاول استغلال هذا الحادث من اجل تقويض تلك العلاقات الراسخة أو محاولة النيل من صلابتها".
&