توعد تنظيم داعش الجبهة الوطنية بهجمات مقبلة، حسب ما نقل عن مجلته الدعائية دار الاسلام، فيما اعتبر المراقبون بأن هذا التهديد سيساهم في تعزيز قوة اليمين المتطرف في فرنسا، لا سيما لجهة سعيها لتأجيج الكراهية بوجه المسلمين.

إعداد ميسون أبو الحب: وصف تنظيم داعش اعضاء الجبهة الوطنية في فرنسا بعبدة الاصنام، واعتبرهم من الاهداف المفضلة، فيما اعتبرت مجلة نوفيل اوبزرفاتور ان الهدف من هذا التهديد هو بث روح الفرقة وتعميق عوامل الانقسام في المجتمع الفرنسي.
&
وقالت الصحيفة إن مثل هذا التهديد يدعو الى التوقف عنده ومحاولة فك رموزه، ولاحظت ان هذا التهديد يصدر عن منظمة متطرفة تجاه منظمة متطرفة أخرى ولكن في الاتجاه المعاكس. وتساءلت: من سيكون المستفيد من هذا التهديد؟
&
وكانت الجبهة الوطنية قد تعرضت الى انتقادات، فقد شبهها البعض بتنظيم داعش خلال الانتخابات المحلية الاخيرة، وهو ما دفع زعيمة الحزب مارين لوبن الى الرد على هذه الاتهامات عن طريق نشر صور على تويتر عن عمليات قتل وحشي نفذها تنظيم في محاولة لتأكيد اختلاف منظمتها عن هذا التنظيم. غير ان نشر هذه الصور اثار الكثيرين ضدها وضد حزبها ما دفعها الى سحبها بعد ايام.&
&
مزايدة سياسية &
&
ويرى مراقبون ان الجبهة الوطنية قد تستغل هذه التهديدات وتطرح نفسها كضحية لتؤكد مجددا صحة موقفها من الاسلام ولتؤجج مشاعر الكراهية للمسلمين في فرنسا. &
&
وكان العديد من المراقبين ومن الناس الاعتياديين ايضا قد اكدوا ان هجمات 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في باريس كان هدفها اضعاف الدول الاوربية من الداخل لان هؤلاء المتطرفين يدركون تماما أن قوتهم العسكرية اضعف من قوة هذه الدول.&
&
ويرى المراقبون أن هؤلاء المتطرفين يسعون الى استخدام الوسائل المتاحة لهم من خلال التفريق بين المواطنين والفئات المختلفة ودفع المجتمعات الغربية الى السير في طريق صراعات ونزاعات مشابهة لتلك التي يثيرها التنظيم في مناطق اخرى في العالم.&
&
ولاحظت الصحيفة ان اعتبار تنظيم داعش اعضاء الجبهة الوطنية اهدافا مفضلة إنما يعني أنه يعزز قوة حزب الجبهة الوطنية وبالنتيجة يعمل التنظيم في الواقع على مساندة الجهة التي يريد مهاجمتها.
&
هذا ويرى مراقبون ان هذه التطورات الاخيرة ليست بسيطة بالمرة لانها تأتي في وقت يشهد توترا في فرنسا وفي اوروبا التي تواجه أزمة ارهاب وأزمة لاجئين، فيما قالت الجبهة الوطنية على لسان فلوريان فيليبو نائب رئيسة الحزب إن "تنظيم داعش يريد مهاجمة فرنسا من خلال مهاجمة الجبهة".
&
إلى ذلك، طالب لوي آليو وهو عضو بارز في الحزب بتوفير الحماية للجبهة وقادتها وكوادرها وتجمعاتها ودعا وزارة الداخلية الى "التعامل مع هذا التهديد بشكل جدي وببذل كل ما هو ممكن لتجنب حدوث الأسوأ"، بحسب قوله.

&