أكد العبادي للبابا فرنسيس اليوم حرص بلاده على رعاية وحماية المسيحيين في العراق، حيث وصل الى روما اليوم، ومنها الى برلين، في زيارتين رسميتين يبحث خلالهما الحرب على الارهاب والأزمة المالية التي تواجهها بلاده، وتلبية حاجة القوات العراقية للسلاح والمعدات العسكرية والتدريب لتعزيز قدراتها في مواجهة الارهاب.

لندن: خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في روما اليوم فقد أكد نظيره الايطالي ماتيو رينزي وقوف بلاده مع العراق لمواصلة انتصارات قواته المسلحة ضد تنظيم "داعش" ومساندة جهود الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب ومعالجة الازمة الاقتصادية التي يمر بها العراق.
&
وشدد على التزام ايطاليا التام بتعزيز التعاون مع بغداد في المجالات الاقتصادية والامنية والثقافية ومشاريع التنمية.. مؤكدا دعمه والدول الصناعية الكبرى ومساعدة العراق لاستعادة وضعه وقوته الاقتصادية واستعادة المناطق التي يسيطر عليها "داعش" وتحقيق الاستقرار.
&
ومن جانبه، قال العبادي إن العراق يتجه لهيكلة اقتصاده وتنويع مصادره بالاستفادة من الخبرات الدولية مثمنا موقف ايطاليا الداعم للقوات العراقية في حربها ضد داعش في تدريب القوات الامنية والتعاون الاستخباري لمواجهة الخطر المشترك الذي يمثله الإرهاب إلى جانب تدريب الشرطة العراقية وتأهيلها للقيام بواجباتها ولمسك ملف الأمن في المدن المحررة على وجه الخصوص.
&
وحول سد الموصل أكد العبادي"انه مهم للعراقيين وان وضعه جيد ونحن نعمل على تخفيض منسوب المياه لكن مسؤوليتنا الوطنية تتطلب اتخاذ الاجراءات والاحتياطات اللازمة وتم احالة عقد صيانته من قبل مجلس الوزراء على شركة ايطالية متخصصة ونأمل في تأمين منطقة السد والاسراع في اعمال الصيانة". وكان العراق تعاقد مع شركة ايطالية على معالجة التخدشات في السد وتعزيز بنائه واتخاذ جميع الاجراءات المطلوبة التي تمنع خطر انهياره.
&
وابلغ العبادي"نظيره الايطالي ان العراقيين يحققون انتصارات باهرة على داعش ولا توجد قوات برية قتالية غير عراقية على الارض وبدأنا ارسال قواتنا لتحرير الموصل وبالتعاون مع ابنائها". ودعا إلى حل سياسي للأزمة السورية وعدم ارسال قوات برية اليها لأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد خطير للأزمة.
&
العبادي يبلغ البابا الحرص على حماية مسيحيي العراق
&
وقبل ذلك أكد العبادي خلال لقائه قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس في الفاتيكان الاربعاء ان العراقيين بجميع مكوناتهم يقفون موحدين للدفاع عن بلدهم ضد الإرهاب الذي لايمثل الاسلام ويستهدف جميع الاديان والطوائف بما فيها المسلمون والمسيحيون.. مضيفا "ان الاخوة المسيحيين في العراق هم محط اعتزازنا ومحبتنا ونحن حريصون على رعايتهم وحمايتهم وتأمين حريتهم في ممارسة طقوسهم الدينية" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".. معربا عن تقديره مواقف البابا في الدعوة للوحدة ونبذ الإرهاب والتطرف وحث المسيحيين على البقاء في بلدهم العراق والدفاع عنه.
&
من جهته "بارك قداسة البابا جهود الحكومة العراقية في دعم التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي وتصديها للإرهاب الذي يستهدف الانسانية ويهدد الامن والاستقرار، معربا عن امنياته بأن يتخلص العراق من الإرهاب ويعم السلام في جميع انحاء العراق والعالم" كما قال البيان.
&
وخلال لقائه مع السكرتير العام ورئيس وزراء الفاتيكان نيافة الكاردينال بيترو بارواين قال العبادي إن العراقيين يحققون انتصارات كبيرة ضد داعش وقد حرروا مساحات واسعة من ارضهم ومدنهم "ونتجه لتحرير مدينة الموصل التي تملك تاريخا عريقا وتمثل منطقة تعايش لجميع اديان وقوميات ومكونات الشعب العراقي وبالاخص المسيحيين الذين سكنوا هذه المدينة منذ القدم وتعرضوا مع بقية المكونات إلى الاضطهاد والتهجير من قبل داعش. ومن جهته أكد رئيس وزراء الفاتيكان دعم الحكومة والشعب العراقي ومساندته في تحقيق الامن والاستقرار وتجاوز الأزمة الانسانية التي خلفها الإرهاب.
&
وكانت المرجعيات المسيحية في العراق قد اعلنت الاحد الماضي مقاطعتها مؤتمرات التعايش السلمي الذي بدأ اعماله في بغداد احتجاجًا على الغبن والاجحاف ضد المسيحيين اعتبر بطريرك الكلدان في العالم لويس رفائيل ساكو الهجرة الجماعية للمسيحيين كارثة جماعية وخطيئة مميتة.
&
وقال في بيان صحافي إنه رفض استقبال الجهات السياسية العراقية.. وقال: "إننا مللنا من الكلام المعسول والخطابات الرنانة التي تفتقر إلى أفعال على ارض الواقع حيث سئمنا من سماعهم، ولذلك رفضت استقبال تهنئتهم لنا بمناسبة اعياد ميلاد سيدنا المسيح ورأس السنة بسبب انتهاك حقوقنا الطبيعية والشرعية والوطنية ومعاملتهم ايانا كمواطنين من درجة أدنى وفي حوزتي شواهد من الواقع اليومي".
&
&ونفى ان يكون قد منع هجرة المسيحيين لخارج العراق، وقال إن هذه إشاعات من المؤسف أن يكون بعض القسس وراء اطلاقها.
&
وأضاف: "أنني لم أقف يوماً بوجه من قرر الهجرة هذا حق مشروع له وهو يتحمل مسؤولية قراره لكن الكنيسة صارت شماعة يعلقون عليها مشاكلهم، فنحن لا نقدر صنع معجزات وننقل الناس حيث يريدون ومن يرغب الهجرة ليسافر لكني شخصيًا أفضل البقاء لان هذه البلاد هي بلادنا وارضنا والغرب ليس بالفردوس، ولابد ان يأتي السلام في النهاية لان الحرب لن تدوم، ثم هناك بطاركة للطوائف الأخرى لهم موقفهم وتوجيهاتهم".
&
العبادي في ايطاليا ومنها إلى المانيا طلبا لدعم تسليحي ومالي
&
وسيبحث رئيس الوزراء العراقي مع المسؤولين الايطاليين والالمان تطوير علاقات التعاون الاقتصادي والأمني "وتلبية حاجة القوات العراقية للسلاح والمعدات العسكرية والتدريب لتعزيز انتصاراتها ضد عصابة داعش الإرهابية".
وأشار مكتب العبادي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" إلى أنّ المباحثات ستتركز في شقها الاقتصادي على دعم الدول الصناعية السبع للعراق في تطوير اقتصاده والاستفادة من خبراتها في المجالات كافة.. كما سيشارك العبادي في مؤتمر ميونخ للأمن الذي سيحضره ممثلو مختلف دول العالم لبحث سبل التعاون والتنسيق لتعزيز الأمن ومواجهة الإرهاب الذي يشكل تهديدا للعالم أجمع.
&
وكان العبادي بحث الاحد الماضي سفراء الدول الصناعية الكبرى (G7) مع ممثل الامم المتحدة يان كوبيتش العلاقات بين دولهم والعراق مشددا على ضرورة دعم بلاده في حربها ضد الإرهاب الذي قال انه يأتي نيابة عن العالم المعرض لخطر الجماعات الإرهابية.
&
وأشار إلى أنّ العراق يمر بتحديات وظروف صعبة وهي فرصة لاعادة هيكلة الاقتصاد العراقي بطريقة اكثر فاعلية من خلال تعدد موارده.. وقال "بدأنا بالمستلزمات الاساسية للاصلاح من اجل بناء دولة مؤسسات ليس هدفها عبور الازمة فقط انما بناء اقتصاد سليم معافى تسير عليه الدولة العراقية".
&
ومن جانبهم أعرب سفراء الدول عن دعم بلادهم الكامل للعراق في الازمة المالية نتيجة انهيار أسعار النفط وايجاد السبل والبدائل والحلول لتجاوزها وتوفير رصانة للاقتصاد العراقي. وأكدوا موقف بلدانهم الداعمة للعراق في حربه ضد الإرهاب.. كما أبدوا دعمهم للاصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء العراقي ومساندتهم لها من خلال تزويد العراق بالخبرات والتدريب للكوادر العراقية.
&
يذكر ان العبادي أعلن الليلة الماضية توجهه لإجراء تغيير وزاري جوهري يضم إلى حكومته شخصيات مهنية من التكنوقراط والاكاديميين وقال في كلمة متلفزة إلى العراقيين مساء امس انه "منذ أن تشرفنا بتحمل المسؤولية برئاسة الحكومة ورغم التحديات الأمنية الخطيرة واحتلال داعش لثلث مساحة العراق، فقد وضعنا ضمن برنامجنا أهدافاً أساسية، كان موضوع الإصلاح الإقتصادي والماليّ والإداري في مقدمها، إضافة إلى مكافحة الفساد".
&
وقال ان الامر يقتضي ايضا "اعادة النظر بمنظومة القوانين التي تنظم الاقتصاد والمال وادارة الدولة من خلال مراجعة شاملة تساند رؤيتنا في أن نجعل من خدمة المواطنين وتنمية قدراتهم وتوفير ظروف عيش مناسبة أهدافاً اساسية في برنامجنا وبرنامج هذه الحكومة".