قال زعيم المعارضة الاسرائيلية اسحق هرتسوغ الاربعاء ان عملية السلام غير ممكنة في الوقت الراهن مع الفلسطينيين وعلى اسرائيل، لضمان امنها، ان تبدا بالانفصال من طرف واحد كلما واينما كان ذلك ممكنا.
&
كان هرتسوغ يتحدث عن خطة جديدة وضعها لمبادرة امنية دبلوماسية سببت له الكثير من الانتقادات من السياسيين الاسرائيليين واثارت انتقادات من داخل حزب العمل الذي يراسه.
&
ويريد هرتسوغ في خطته فصل مناطق فلسطينية من ضواحي القدس مثل العيسوية وصور باهر ومخيم شعفاط عن المدينة نفسها واستكمال بناء الجدار العازل الذي بات يحيط معظم مناطق الضفة الغربية المحتلة.&
&
واقترح السماح للعمال المقدسيين بعبور الجدار للعمل عبر تصاريح لانه يمكن مراقبتهم بخلاف ما يمكن ان يحدث عندما "يستيقظ شاب عمره 17 عاما يحمل سكينا ويسير إلى منطقة اخرى ليطعن شخصا يبلغ من العمر 16 عاما".&
&
وكان هرتسوغ دعا في مؤتمر معهد دراسات الامن القومي &في كانون الثاني/يناير الى فصل القرى الفلسطينية عن القدس الشرقية المحتلة.
&
وقال انه بعدها يمكن "اعادة توحيد القدس من دون مئات الالاف الفلسطينيين الذين سيكونون في الجانب الثاني من الجدار"، مشددا &على "ان العيسوية ومخيم شعفاط للاجئين لا يجب ان يكونا جزءا من عاصمة اسرائيل الابدية ولن يكونا".
&
واعتبر هرتسوغ ان "رئيس الوزراء الاسبق ارئيل شارون قام بالعمل الصائب عندما اقام الجدار الذي منع تسلل المخربين الانتحاريين، لكنه لم يستكمل العمل. ونريد نحن استكمال بناء الجدار ليفصل بيننا وبينهم".
&
وكشف هرتسوغ عن خطته في مؤتمر للصحافيين الاجانب الاربعاء وقال "علينا ان نفهم الواقع الذي يدعونا للقول ان السلام ليس قاب قوسين او ادنى غدا (...) ما يجب القيام به هو الانفصال عن الفلسطينيين قدر الإمكان، وهذا يعني ان نحدد مصيرنا بايدينا".&
&
تاتي خطة رئيس حزب العمل وسط موجة من هجمات ومحاولات هجوم بالسكاكين والسلاح وعمليات ومحاولات صدم بالسيارة يقوم بها فلسطينيون ضد جنود وافراد شرطة ومستوطنين ومدنيين اسرائيليين في الضفة الغربية والقدس.
&
واعتبر هرتسوغ "ان هذا العنف يرقى الى مستوى انتفاضة جديدة".
&
واكد انه "ما زال يريد حل الدولتين، ولكنه لا يؤمن بان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس قادرين على تحقيق اي انفراج في عملية السلام".
&
وقال "يجب ان يعطى للفلسطينيين سلطة مدنية اكبر في الضفة الغربية نفسها كجزء من اجراءات بناء الثقة" بالرغم من انه شدد على ان الجيش الاسرائيلي سيواصل العمل في اي مكان يراه ضروريا في الضفة الغربية المحتلة.
&
واضاف انه يهدف في مبادرته الى "الحفاط على حل الدولتين مع ادراكنا انه لا يمكن التقدم بدون توقف العنف" وقال انه "لم يقم اي حزب اخر او &زعيم بتقديم خطة واقعية".
&
ويذهب هرتسوغ بمقترحاته ابعد من ذلك اذ انه يريد "مؤتمرا للامن" يشمل كل الاطراف المعتدلة في المنطقة لمعالجة مجموعة من القضايا في الشرق الأوسط.&
&
وتبنى المعسكر الصهيوني مبادرة ومقترحات هرتسوغ الاحد على الرغم من ان البعض من داخل الحزب ومن السياسيين اليساريين قالوا بان هرتسوغ تخلى عن المفاوضات وتحرك بعيدا باتجاه اليمين على امل ان يحصل على مكاسب سياسية على الارض ينافس بها نتانياهو.
&
وفي وقت لاحق، اتهم نتانياهو هرتسوغ امام البرلمان بانه يتبنى في وقت متاخر مواقف رئيس الوزراء.
&
وتساءل "كيف يمكن الثقة بافكارك حول طريقة الرد على التهديدات التي تحيط بنا عندما فهمت للتو ما يجري هنا متاخرا عدة سنوات"؟
&
واضاف نتانياهو "يجب ان تقرر ما تريده لكن ارجوك ان تحترم قراراتك مدة اسبوع واحد فقط".
&
واستطاع نتانياهو الذي يراس واحدة من اكثر الحكومات اليمينية في تاريخ اسرائيل ان يفوز على هرتسوغ رئيس المعسكر الصهيوني في انتخابات &اذار/مارس 2015. لكن نتانياهو يواجه انتقادات لعجزه عن وقف موجة الهجمات الفلسطينية .&
&
&والمفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ انهيار محادثات السلام في نيسان/ابريل 2014.
&
وتشهد الاراضي الفلسطينية واسرائيل منذ اربعة اشهر موجة عنف اسفرت عن مقتل 166 فلسطينيا و26 اسرائيليا، واميركي واريتري وسوداني بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. وقتل معظم الفلسطينيين في محاولات لتنفيذ هجمات، بينما قتل آخرون خلال اشتباكات ومظاهرات.&
&
ويرى بعض المحللين ان الاحباط الذي يعيشه الفلسطينيون من الاحتلال الاسرائيلي وفقدان الامل وعدم احراز اي تقدم في عملية السلام وانقسام القيادة الفلسطينية كل هذه العوامل تغذي الوضع المضطرب.&
&
وتتهم اسرائيل القيادة الفلسطينية بانها تحرض على العنف عبر وسائل الاعلام.
&
وترمي خطة هرتسوغ للحفاظ على الكتل الاستيطانية الرئيسية في الضفة الغربية وان يشملها الجدار الفاصل، على اساس مبدا تبادل الاراضي الذي يمكن التفاوض عليه في وقت لاحق. اما بالنسبة للمستوطنات العشوائية فقال انه يمكن تفكيكها.
&
ولقد ناقش افكاره حديثا وبشكل منفصل مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند.