ميونيخ: ستعمل الولايات المتحدة وحلفاؤها على تعزيز الضغوط على موسكو الخميس في ميونيخ في محاولة لوضع اسس وقف لاطلاق النار في سوريا ووضع حد لتدفق اللاجئين الذين تجمعوا عند الحدود التركية هربا من القصف الروسي.

وفي عاصمة بافاريا (جنوب المانيا) سيحاول وزراء خارجية الدول الرئيسية الضالعة في النزاع السوري الذي اوقع منذ 2011 اكثر من 260 الف قتيل، تحريك مفاوضات السلام المتعثرة منذ بدء نظام دمشق المدعوم من الطيران الروسي منذ ايلول/سبتمبر 2015 هجومه على المتمردين.

وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري "نتوجه الى ميونيخ وكلنا امل في تحقيق نتيجة"، داعيا نظيره الروسي سيرغي لافروف الى العمل للتوصل الى وقف لاطلاق النار و"المساهمة في ايجاد اجواء تسمح بالتفاوض".

لكن عددا من المراقبين يشككون في تحقيق نتيجة ملموسة. وقال الخبير جوزيف باحوط من مؤسسة كارنيغي في واشنطن "لا يزال كيري يعتقد ان في امكانه الحصول على شيء من شخص (لافروف) يكذب عليه بوقاحة منذ عامين".

واضاف باحوط "لا شيء نتوقعه من الاميركيين. انه مجرد كلام فارغ (...) اصبحوا طرفا لم يعد يتمتع باي مصداقية"، مؤكدا ان "الخطة البديلة الوحيدة هي اخذ الاقتراح السعودي بارسال قوات على الارض على محمل الجد".

والخميس يجتمع وزراء دفاع دول التحالف العسكري الذي تقوده واشنطن، في بروكسل لتعزيز محاربة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يستفيد بحسب الولايات المتحدة من تقدم قوات النظام على حساب المتمردين الاكثر اعتدالا.

وتطلب الولايات المتحدة من الروس وقف القصف الجوي الذين "يقتل اعدادا كبيرة من النساء والاطفال" ويساهم في نزوح عشرات الاف المدنيين منذ بدء هجوم القوات الحكومية على حلب (شمال) ثاني مدن سوريا مطلع شباط (فبراير).

واوقع هذا الهجوم 500 قتيل بينهم حوالى مئة مدني، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأكدت روسيا انها لا تنوي وقف غاراتها "المشروعة" ضد "ارهابيين" لكنها وعدت باقتراح "افكار جديدة" في ميونيخ للتوصل الى وقف لاطلاق النار.

الغربيون عاجزون

ستتناول المباحثات خصوصا وصول المساعدات الانسانية الى المدن المحاصرة من قوات النظام لا سيما حلب حيث بات المتمردون عالقين في الاحياء الشرقية مع 350 الف مدني. وقال المتحدث باسم الخارجية الالمانية مارتن شيفر "يجب ان ندرس كيفية نقل المساعدات الانسانية لاشخاص يائسين وجائعين" و"كيفية اعادة تحريك مفاوضات" السلام.

ويتهم الغربيون موسكو بانها بقصفها على حلب تنسف المفاوضات بين نظام بشار الاسد والمعارضة السورية. ويبدو ان استئناف هذه المفاوضات في 25 شباط/فبراير غير مؤكد لان المعارضة اشترطت لذلك وقف الغارات الجوية.

وابدت الجهات الرئيسية حذرا بشأن وقف سريع للمعارك. وقال شيفر "يصعب التحدث عن وقف لاطلاق النار عندما نشهد احداث الايام الاخيرة". واكد باحوط "سيتفقون على وقف لاطلاق النار لن يطبق لان الروس سيواصلون قصف الارهابيين".

وبالتالي سيجد الغربيون انفسهم شبه عاجزين الا اذا جازفوا بمعارضة الروس الذين يمسكون بزمام الامور على الارض عسكريا ودبلوماسيا.

ونقل مركز كارنيغي اوروبا للدراسات عن كورت دوبوف الباحث في جامعة اوكسفورد قوله "بالنسبة لروسيا رهان الحرب في سوريا يذهب ابعد من بشار الاسد. هدف الرئيس (الروسي فلاديمير بوتين) هو زعزعة استقرار الغرب واضعافه".

والتوتر كامن ايضا بين الولايات المتحدة وبعض حلفائها الذين يشتبهون في ان واشنطن مستعدة لتقديم تنازلات كثيرة قبل اشهر من انتهاء ولاية باراك اوباما.

وانتقد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي اعلن مغادرته الحكومة، الموقف "الملتبس" للولايات المتحدة. وقال "بالتاكيد، الروس والايرانيون يشعرون بذلك (...) وبشار الاسد اعاد بناء قوته".

وتواجه تركيا القلقة من تقدم الاكراد في شمال سوريا، تدفقا جديدا للاجئين وتتأخر في فتح حدودها رغم اصرار الغرب. وقال رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو "من النفاق ان يقول البعض لتركيا افتحوا حدودكم في حين لا يقولون لروسيا كفى". وتستقبل تركيا اكثر من مليوني لاجىء سوري.