فيما أعلن في بغداد عن توجّه الأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق قريبًا، فقد دعت المنظمة الأوروبية لحرية العراق الغرب إلى المساعدة على إيجاد حكم رشيد في العراق وربط عمليات دعمه بحل الميليشيات والقضاء على الفساد.. بينما قالت وزارة الدفاع العراقية إن بدء حشودها العسكرية في الشمال يمثل المرحلة الأولى من الاستعدادات لتحرير الموصل.

&
أسامة مهدي: خلال اجتماع في بغداد، بحث وزير الخارجيّة العراقي إبراهيم الجعفريّ مع يان كوبيش مُمثـِّل الأمين العامِّ للأمم المتحدة مُجمَل التطوُّرات الأمنيّة والسياسيّة التي تشهدها الساحة العراقـيّة والأوضاع التي تعيشها المنطقة وسُبُل دعم العراق في حربه ضدَّ تنظيم داعش والتحدِّيات التي يمرُّ بها البلد.
&
وأكـَّد الوزير على ضرورة الوقوف إلى جانب العراق مُطالِبًا الأمم المتحدة بالمزيد من المُساندة وحشد الجُهُود الدولـيَّة.. فيما جدَّد كوبيتش التأكيد على وُقوف الأمم المتحدة إلى جانب العراق ومُساعَدته على مُواجَهة التحدِّيات الراهنة، مُوضِحًا أنه زار تركيا أخيرًا، وحثَّ المسؤولين الأتراك على ضرورة إنهاء الانتهاك التركيِّ للأراضي العراقـيَّة وسحب قواتهم منها.
&
وكشف كوبيتش عن زيارة خلال الفترة المقبلة سيقوم بها الأمين العامّ للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس البنك الدوليّ جيم يونغ كيم إلى بغداد لبحث زيادة دعم العراق ومساندته في ظلِّ الظروف الراهنة.. فيما أكد الجعفري أهمية هذه الزيارة في تقديم المزيد من المُساعَدات إلى العراق، خصوصًا مع الأزمة المالـيّة التي يُعانِيها العراق.
&
منظمة أوروبية تدعو الغرب إلى المساعدة على حكم رشيد في العراق
ودعت المنظمة الأوروبية لحرية العراق الدول الأوروبية إلى المساعدة على إيجاد حكم رشيد في العراق، وربط عمليات دعمه بحل الميليشيات والقضاء على الفساد.
&
وقالت المنظمة، التي يتراسها إسترون إستيفنسون عضو البرلمان الأوروبي بين عامي 1999 و2014 و رئيس لجنة العلاقات مع العراق في البرلمان الأوروبي سابقًا، إن الاتحاد الأوروبي مطالب بأن يلبّي بحذر كبير طلبات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للمساعدة التي طرحها خلال مباحثاته الأخيرة في إيطاليا وألمانيا ومجموعة دول مؤتمر ميونيخ للأمن الجمعة الماضي، حيث دعا المجتمع الدولي إلى دعم العراق، ليس لمحاربة داعش فحسب، وإنما لدعم بلاده لكي "تتمكن الحكومة من تقديم الخدمات الضرورية إلى المواطنين".&
&
وأشارت المنظمة في بيان صحافي، أرسلت نسخة منه إلى "إيلاف" اليوم، إلى أن المستشارة الألمانية كما كان يتوقع منها، وهي قلقة من انخفاض أصواتها في استطلاع للرأي بسبب أزمة المهاجرين، فقد أقدمت على تقديم ائتمان مالي قدره 500 مليون يورو (560 مليون دولار) للعبادي، موضحة أن هذه المساعدة المالية هي لمساعدة العراقيين "لإعادة بناء البنى التحتية، وكذلك إنعاش الأمل لدى المواطنين للمستقبل لمنعهم من مغادرة بلدهم".&
&
واعتبرت المنظمة المواطنين العراقيين أناسًا جديرين بالدعم، إلا أنه دعا العبادي إلى اعتماد خطوات جذرية ضد الفساد والظلم منعًا من تكرارعهد سلفه نوري المالكي، حيث وقف الغرب جانبًا، وسمح للمالكي بالبقاء في منصبه لمدة 8 سنوات كارثية، حتى "أصبح دمية في يد النظام الإيراني الفاشي، ونفذ أوامره بفتح طريق مباشر للقوات الإيرانية وعبور معدات إيرانية إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد الدموي، كما أطلق العنان للميليشيات الشيعية التي تقودها إيران، باعتبارها وسيلة لفرض القسوة والقبضة الحديدية في تكريس سياسة الإبادة الجماعية من خلال القصف العشوائي والاعتقالات التعسفية والتعذيب والإعدام الجماعي للمدنيين الأبرياء السنة".&
&
وشددت على أن الانقسامات الطائفية التي أثارها المالكي فتحت الباب لداعش، الذي رسخ مكاسبه بسرعة، عن طريق الاستيلاء على أكثر من ثلث الأراضي العراقية، بما في ذلك المدن الرئيسة الفلوجة والرمادي وتكريت والموصل ثاني أكبر مدن العراق.
&
أضافت المنظمة أنه لكل ذلك، فقد أصبح المالكي غاصبًا محترفًا ليسرق الثروات النفطية للشعب العراقي بشكل منظم وممنهج، حيث ابتلع مبلغًا مذهلًا قدره 500 مليار دولار خلال ولايته بين عامي 2006 و2014. وأوضحت المنظمة أن هيئة النزاهة العراقية قد أقرت أن ما يقرب من نصف عائدات الحكومة العراقية تمت سرقتها خلال هذه السنوات الثماني من قبل المالكي في عمليات فساد بأبعاد ضخمة.&
&
وأشارت المنظمة إلى أنه طالما لم يلقِ العبادي القبض على المالكي بتهمة الفساد وجرائم ضد الإنسانية ولا يحلّ الميليشيات ولا يقف بوجه جرائمها، فإن أي مساعدة دولية للعراق سيكون مصيرها مصير سابقاتها. وقالت إنه بخلاف ذلك فإن أي حزمة من المساعدات الدولية للعراق سيكون مصيرها مصير سابقاتها نفسه. وطالبت الحكومة بالاهتمام من دون إبطاء بالأوضاع الإنسانية في الفلوجة المحاصرة من قبل داعش لمنع تجويع عشرات الآلاف من المواطنين الذين مات جوعًا عشرات منهم.
&
وشددت المنظمة الأوروبية في الختام على أن الغرب يعمل بحذر في تقديم المساعدة المالية إلى العراق.. محذرة من أنه "إذا قام العبادي بهذه الإصلاحات فإنه سيكسب دعمًا كبيرًا، وإلا سيستمر الدمار والفساد وأعمال القتل في العراق.&

الدفاع: بدأنا تحشيداتنا للمرحلة الأولى لتحرير الموصل
قالت وزارة الدفاع العراقية ان تحشيداتها الحالية في شمال البلاد تمثل المرحلة الاولى في الاستعدادات الجارية لتحرير مدينة الموصل. واشارت الدفاع الى انه بعد اكتمال التدريب والتجهيز والتسليح باشرت قطعات فرقة المشاة الخامسة عشرة بتحريك قواتها إلى القاطع الشمالي ضمن قيادة عمليات محافظة نينوى الشمالية باتجاه منطقة التحشد كمرحلة أولى من مراحل التحرير للبدء بعمليات التحرير المقبلة للموصل عاصمة المحافظة بعد تكامل وصول القطعات المشاركة بجميع تشكيلاتها ضمن الخطة الموضوعة لهذا الغرض، كما قالت في بيان اليوم.&
&
وأوضحت ان تلك القطعات تشمل قطعات فوج مغاوير قيادة الفرقة والامريات والصنوف الساندة لتلحقها تباعًا ببقية القطعات، والتي تتميز بأنها تدربت وجهزت بأعلى المستويات، حيث قطعت أشواطاً في التدريب في معسكرات التدريب العراقية، وتدربت جميعها بصورة مركزة وعلى أيدي مدربين أكفاء على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وأنواع القتالات، كما تم تجهيزها بأسلحة حديثة، والتي تم تدريبهم عليها بصورة متقنة لتسهم هذه الجهود بانجاز المهمة المقبلة بنجاح وإنهاء أي تواجد للعصابات "الإرهابية" في محافظة نينوى.
&
من جهتها، اشارت قيادة عمليات نينوى الى اطلاقها محطة إذاعية باسم "الصندوق" في قاعدة مخمور، التي تتمركز فيها هذه القوات على بعد 70 كيلومترًا جنوب شرق الموصل، لإطلاع السكان في محافظة نينوى على التطورات الأمنية ودعم العمليات العسكرية مع قرب انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم "داعش" الذي احتلها في العاشر من حزيران (يونيو) عام 2014. وقال العريف سالم محمود المكلف ادارة الاذاعة ان المحطة هي وسيلة للاتصال بسكان نينوى و"بث صوت الجيش".. مشيرًا الى انها تهدف الى طمأنة السكان واخبارهم بانه "سيتم تحريرهم من داعش".
&
ومنذ يومين يتوافد على قاعدة مخمور المئات من الجنود العراقيين للاعداد لعمليات استعادة مدينة الموصل، حيث جرت مراسم لاستقبالهم في قاعدة مخمور وذكر ضباط عراقيون أن الخطة هي زيادة عديد القوات العراقية الفدرالية في القاعدة الى 4500 جندي. واستعادت القوات الحكومية مدينة الرمادي خلال الاسابيع الماضية، ويتوقع ان تتركز الجهود الان لاستعادة مزيد من الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم في الموصل، التي تعتبر المعقل الرئيس للتنظيم في العراق.&
&
ويتوقع ان يتم الهجوم بدعم من الغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف الدولي بمشاركة مختلف وحدات القوات العراقية، وهو هجوم يزيد من صعوبته حجم الموصل، التي تعتقد الحكومة أن نحو مليون شخص لا يزالون يعيشون فيها.&
&
وفي الثاني من الشهر الحالي قال المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش ستيف وارن خلال مؤتمر صحافي في بغداد إن الموصل هي مركز قوة داعش وعاصمة خلافته، ويوجد فيها بين 5 و8 الاف مقاتل للتنظيم، وهم في ذروة قوتهم. واشار الى انه لذلك، فإنه من المتوقع ان تكون معركة تحريرها طويلة وقاسية ودامية، منوهًا بأنّه من الصعب تحديد فترة انجاز الانتصار. &
&
من جانبه، قال الجنرال شون ماكفارلاند قائد العملية التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الجمعة الماضي، إن الجنرالات العراقيين لا يعتقدون انهم سيتمكنون من استعادة الموصل قبل نهاية 2016 أو في مطلع 2017 على اقرب تقدير.
&
&