بدأت شركة"ستارشيب" الايسلندية عمليات توزيع البريد من خلال ساعي بريد إلكتروني يسير على أربع عجلات، ولايخطئ في الوصول إلى باب البيت المطلوب بأكثر من سنتمتر واحد.

يبدو أن أيام ساعي البريد التقليدي توشك على نهايتها، ومعها تنتهي معاناة ساعي البريد مع الكلاب في البيوت. وكانت ألمانيا بدأت منح سعاة البريد دروساً في كيفية التعامل مع الكلاب وتجنب العضات، التي تنهش المؤخرة في أغلب الحالات، مع الاسف.
&
ويعود الفضل في اختراع الـ"درون" الأرضية إلى الايسلنديين اهتي هينلا وزميله يانوس فريس، وكلاهما من مؤسسي موقع سكايب. ويقولان إنه يتحرك ببطء، لكنه قادر على التحرك نحو الهدف بالبريد خلال 5 دقائق تتطلبها برمجته. والمهم أيضاً انه سيكون في المستقبل بديلاً عن البشر والكلاب في أعمال التبضع من المحلات، لأنه يستطيع تنفيذ المهات بدقة كاملة.
&
تأثراً بسلسلة أفلام "ستار وورز" المعروفة، كما يبدو، فضل المبتكران الايستلنديان تسمية ساعي البريد الإلكتروني"ستارشيب". ويتوقعان أن يحقق نجاحاً كبيراً، وأن يثوّر توزيع البريد على المستوى العالمي، بشكل لايقل عن نجاح السكايب.
&
خفض كلفة نقل البريد بنسبة 90%
&
وذكر الان مورتنسون، مدير مشروع "ستارشيب"، ان ساعي البريد الروبوتي سيغيّر كل شيء، لأن عمليات ايصال البريد حتى الآن هي أكبر المفرطين بالوقت. فضلاً عن ذلك، لايكلف عمل "ستارشيب" سوى عشر كلفة ارسال البريد بواسطة "يو بي أس" أو"فيديرال اكسبريس"، وهذه فائدة عظيمة بالنسبة للزبائن.
&
و"ستار شيب" بالنسبة لمورتنسون عبارة عن"درون" تسير على عجلات، لكن ميزته، رغم صغر حجمه، أنه يتسع في جوفه إلى 15 كغم من المشتريات، وينقلها من المخزن إلى البيت خلال دقائق.
&
المهم أيضاً ان الزبون يقرر وقت جلب البضائع إلى المنزل، وهذا يتيح له حجز المواد من المخزن وهو في دائرة العمل ثم يستلمها لاحقاً في البيت. وبمقدوره أن يدير العملية بأكملها من خلال السمارتفون، بل وبإمكانه تتبع مسيرة "ستارشيب" على خريطة تظهر على شاشة الجهاز. في الحياة اليومية، يمكن للزبون برمجته كي يأخذ الملابس المتسخة إلى المصبغة كي يتم تنظيفها وكيها، ثم يعود بها إلى البيت بأمر من الزبون على السمارتفون.
&
توزيع البريد بقطر5 كم
&
ينفذ "ستار شيب" كل مهماته دون الحاجة إلى توجيه بشري، لكنه يمكن للزبون أن يتدخل في اللحظة المناسبة لتغيير مساره أو تأخير حركته. وعدا عن جهاز تحديد المواقع من الأقمار الصناعية، يحتوي الروبوت البريدي على 9 كاميرات تنظم حركته في الشوارع دون أن يصطدم بالأشياء والبشر والسيارات. وترسم هذه الكاميرات للكومبيوتر الذي يحرك "ستار شيب" الأشياء والبشر بصور ثلاثية الأبعاد (مجسمة).
&
تعود دقة الروبوت في الوصول إلى الهدف، وإلى حد سنتمتر واحد، إلى نظام تقني يجمع الصور من الكاميرات التسع ويوحدها في صورة واحدة. ويمكن لـ"ستارشيب" توزيع البريد بقطر 5 كم حول مركز التوجيه، ويسير بسرعة 6 كم/ساعة، ويوصل البريد إلى محل صغير، أو مكتب صغير داخل شركة كبيرة تمتد أبنيتها على مساحة كيلومترات.
&
ويضيف مورتنسون أن ساعي البريد الروبوتي يتعرف على حافات الرصيف ويتمكن من تجاوزها، كما يتعرف على ألوان الترافيك ويتوقف ويسير بحسب ألوانها.
&
يتحاشى المارّة
&
يجري اليوم تجريب السيارات الذاتية الحركة، أو السيارات-الروبوت، في كل مكان، بل جربت مرسيدس بنجاح، شاحنة كبيرة تعرف كي تسير على الطرقات بمفردها. لكن فرق "ستارسيب" هو انه لايسير على الشوارع والطرقات السريعة، وإنما على الأرصفة والمناطق المخصصة للمشاة. وهذا يضع عليه مهمة تحاشي الاصطدام مع المارة ومع الأشياء.
&
لهذا السبب زوده هينلا وفروس بنظام فرملة لايتيح مجالاً لتقدمه، بعد الفرملة، لأكثر من 30 سم. وهذا يتيح له المناورة في حيز ضيق، فيتحاشى الاصدام بالمارة، أو يتوقف إلى أن يختفي الإنسان من أمام "عيونه" التسع.
&
وإذا حصل وأن توقف عمل "ستارشيب" لسبب ما، أو تاه في الطريق، فانه يستطيع اخبار المركز بذلك عبر الأقمار الصناعية. ويستطيع الموظف في المركز تصحيح مساره، أو إعادة برمجته، أو سحبه إلى المركز.
&
وهذا ليس كل شيء، لأن المخترعان حرصا على برمجة "ستارشيب" اجتماعياً أيضاً، بحسب مورتنسون. وبحسب هذه البرمجة يتعرف الروبوت من مسافة 20 متراً، حينما يواجهه شخصان، على الشخص الذي سيحيد عن طريقه من خلال "لغة جسد" الاثنين، كما يتعلم بالتدريج كيف يتحاشى طفلاً شقياً، أو كلبًا فضوليًا.
&
1000 كم اختبار
&
وكشف مورتنسون أن"ستارشيب" تمت تجربته في شوارع تالين وبوسطن وسان فرنسيسكو وبروكسل وميونخ وبرلين وعلى مسافات تبلغ مجتمعة نحو 1000كم، وكان دقيقاً في ايصاله البريد كل مرة. ولم يأبه 80% من المارة في هذه المدن بحركة ساعي البريد الإلكتروني، ولكن ردود فعل 20% منهم كانت إيجابية ولم يتدخل أحد بشأنه.
&
هذا كله، ولا يزال "ستارشيب" في طور التجريب، ويعمل موظفو الشركة التي تحمل اسمه (45 موظفاً)، على تطوير تفاعل الروبوت مع البشر. وتقول مصادر الشركة انها ستضع نحو 100"ستارشيب" تحت تصرف البريد الايسلندي حتى نهاية العام 2016.
&
وليست هناك فكرة حول سعر ساعي البريد الإلكتروني عند دخوله مرحلة الإنتاج الكبير، لكن مورتنسون يتحدث عن أسعار مناسبة حينما تلتزم الإنتاج شركة كبيرة تطرح "ستارشيب" بكميات كافية للسوق.