مع توجّه نحو 55 مليون ناخب إلى صناديق الاقتراع، اليوم الجمعة، يرى مراقبون أن الانتخابات البرلمانية ومجلس خبراء القيادة يشكلان علامة فارقة في مستقبل إيران وعلاقاتها مع العالم، خصوصًا إذا كانت نتيجتها تغيير توازن القوى الداخلية.

&
طهران: مع التنافس الشديد بين تيار المحافظين المتشددين، الذين يمسكون بزمام السلطة، والإصلاحيين في الانتخابات، فإن الرئيس الإيراني حسن روحاني يراهن على فوز المزيد من الإصلاحيين، لمساعدته على خططه الاقتصادية التي يطمح إلى تحقيقها بعد رفع العقوبات الدولية.&
&
وقال أحد أركان النظام، وهو الرئيس السابق علي أكبر رفسنجاني، حين سئل عن تأثير فشل الإصلاحيين في الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان ومجلس الخبراء: "ستكون خسارة كبرى للأمة الإيرانية".
&
انطلاق الانتخابات&
وانطلقت انتخابات مجلسي خبراء القيادة والشورى الإسلامي في إيران عند الساعة الثامنة من صباح الیوم الجمعة، وتستمر لمدة 10 ساعات، على أن تنتهي في الساعة السادسة مساء، وأعلنت الداخلية الإيرانية أن هناك إمكانية لتمديد مهلة عملية الاقتراع في الدوائر الانتخابية إذا لزم الأمر.
&
یبلغ عدد الناخبین الذین یحق لهم المشاركة في الانتخابات نحو 55 ملیون شخص، لانتخاب 290 نائبًا لمجلس الشوری الإسلامي في دورته العاشرة، و88 نائبًا لمجلس خبراء القیادة في دورته الخامسة.
&
ويتنافس 4 آلاف و844 مرشحًا على مقاعد مجلس الشورى الإسلامي، فیما یتنافس 159 مرشحًا علی مقاعد مجلس خبراء القيادة.
&
تصريح روحاني
ولدى إدلائه بصوته في مقر وزارة الداخلية، صرح روحاني بالقول: "نحن نحترم أية تشكيلة لمجلس الشورى الإسلامي على أساس أصوات الشعب". أضاف: "إننا نحترم أية تركيبة لمجلس الشورى الإسلامي تنبثق من أصوات الشعب"، مصرحًا: إن كل أفراد الشعب يحترمون أصوات الغالبية.
&
السيادة&
ونبه الرئيس الإيراني إلى أن انتخابات اليوم هي في الحقيقة رمز للسيادة الوطنية وللاستقلال السياسي للبلاد، فإذا كانت الأيادي الأجنبية هي التي تتخذ القرار لإدارة البلاد قبل انتصار الثورة، فإن الشعب الإيراني، وطيلة السنوات الـ37 من عمر الثورة، هو الذي يتخذ قرارات البلاد من خلال الانتخابات.
&
ووصف روحاني الانتخابات بأنها بمثابة "استثمار مربح جدًا"، إذ إن صرف سويعات لدى صناديق الاقتراع، تتبعه ثمار أربع سنوات لمجلس الشورى الإسلامي وثماني سنوات لمجلس خبراء القيادة، والتي لها آثار إيجابية كبرى على الأمن القومي والاستقرار والاستقلال السياسي للبلاد والأمل بالمستقبل والازدهار الاقتصادي.
&
حديث خامنئي
من جهته، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إنه يجب أن تكون الانتخابات بشكل "يدخل اليأس في قلوب الأعداء". وأضاف بعد الإدلاء بصوته إنه يتعيّن أن تكون لدى الشعب نية حسنة بالمشاركة لدعم استقلال البلاد. وقال المرشد: نوصي شعبنا العزيز بالمسارعة في الانتخابات ونيل حقوقه، مؤكدًا أن الانتخابات مهمة دائمًا "ونوصي الشعب الإيراني كله بالمشاركة فيها".
&
مصير الجمهورية
وقال رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام علي أكبر هاشمي رفسنجاني، إن أصوات الشعب في الانتخابات لها تأثير على مصير ومستقبل الجمهورية الإسلامية في إيران.
&
وأضاف رفسنجاني في تصريح صحفي عقب الإدلاء بصوته في حسينية جماران في العاصمة طهران: إن الشعب يمتلك تجارب سابقة، ويدرك جيدًا بأن أي صوت يتم الإدلاء به سيترك تأثيرًا على مصير ومستقبل البلاد.
&
ودعا رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام أبناء الشعب الإيراني إلى المشاركة الواسعة في انتخابات مجلسي خبراء القيادة وشورى الإسلامي. وقال: من حق الجميع أن يكون مؤثرًا في مستقبل بلاده، ومن واجبنا أن نعزز من مصداقية وعزة البلاد، كما إن المشاركة الواسعة تدل على وعي الشعب. وأضاف: إن الحضور عند صناديق الاقتراع يعد أمرًا مهمًا، وهذا يدل على مستوى وعي وشخصية واهتمام الشعب إزاء مصير البلاد، ويعد نقطة إيجابية للبلاد.
&
ودعا رفسنجاني المعنيين بشأن الانتخابات إلى الالتزام بالنزاهة والخلق الإسلاميتين وعدم خيانة الأمانة. وقال يجب عليكم ألا تسمحوا بأن يطرأ أصغر خلل في هذه العملية.
&
كلام ظريف&
من ناحيته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن حضور الشعب الإيراني لدى صناديق الاقتراع سيبرهن للعالم بأنه يتعاطف ويتواكب مع النظام الإسلامي والحكومة ويدعمهما، وأن هذه المشاركة في الانتخابات تشكل أكبر اقتدار لإيران على الساحة الدولية.
&
وأضاف وزير الخارجية الإيراني للصحافيين: إنني على يقين بأن الجميع اليوم، وعبر حضورهم الحماسي، سيشاركون بالوعي واليقظة في انتخابات مجلسي خبراء القيادة ومجلس الشورى الإسلامي.
&
وذكر أن مشاركة الشعب في انتخابات العام 2013 (الانتخابات الرئاسية) هي التي مهدت لاستئناف المفاوضات النووية بين إيران والدول الكبرى ونجاحها، واصفًا انتخابات اليوم (26 شباط/فبراير) بأنها صفحة ذهبية في المشاركة الذكية للشعب في تقرير مصيره.
&
وأفاد أنه كلما كانت المشاركة الشعبية أكبر، سيفهم العالم أكثر أنه يجب التعاطي مع إيران بلغة الاحترام والتكريم، قائلًا إن المجتمع الدولي بات یعرف جیدًا أن لغة الحظر والضغوط لم تعد تجدي نفعًا مع الشعب الإیراني.
&
السياسة الخارجية
وردًا على سؤال حول أولوية السياسة الخارجية الإيرانية، قال ظريف إن أولويتنا كانت وستبقى دومًا هي استتباب الاستقرار في المنطقة.
&
وكان وزیر الخارجیة الإیراني دعا أبناء الشعب الإیراني إلی المشارکة الواسعة في الانتخابات، وكتب في صفحته الشخصیة علی موقع "تویتر": جمیعًا سندلي بأصواتنا في الانتخابات (يوم الجمعة) کي لا یقوم أحد بتهدید أي إیراني بتاتًا. وشدد علی أن المشارکة الواسعة والذکیة في الانتخابات ستضمن الاقتدار الوطني وتحقیق غد أفضل.
&