بهية مارديني: نشرت الهيئة العليا للمفاوضات جدولا يوضح خروقات النظام السوري وروسيا للهدنة، في حين اعتبر الدكتور رياض نعسان آغا المتحدث الرسمي باسم الهيئة في تصريح خاص لـ"إيلاف" أن النظام السوري يخرق الهدنة عمدا لتقسيم سوريا، مشددا على أن الهيئة ان لم تجد وقائع مشجعة فلا يمكن البدء بالمفاوضات "ولن نذهب من أجل تعليقها مرة ثانية"، على حدّ تعبيره.

قال الدكتور رياض نعسان آغا إن "روسيا التي وضعت اتفاق الهدنة مع الولايات المتحدة هي التي تخرقها وتقصف مواقع المعارضة التي وقعت غلى الالتزام بالهدنة ".

وحذّر من أن يكون هناك "اتفاق ما على افشال الهدنة كي تبرر روسيا خطة التقسيم"، كما حذر من تداعيات قد تشمل المنطقة كلها.

وقال" لقد قبلنا بالهدنة كي تكون فرصة لتنفيذ قرار مجلس الامن في الجانب الانساني وكي يتاح فك الحصار وايصال المساعدات الانسانية واطلاق سراح المعتقلين مما يساعد على بدء المفاوضات"، واستبعد ان تبدا المفاوضات في السابع من اذار القادم ما لم يتم تنفيذ ذلك.

وأكد ان "الفصائل قد التزمت بالهدنة لانها جادة في خيار الحل السياسي لكن النظام وروسيا من خلفه يسعيان لافشال الهدنة".

وذكر ان "6 مواقع محاصرة فقط وصلتها معونات انسانية من اصل اكثر من 20 موقعا وذكر بداريا التي يموت اهلها جوعا ويعانون من فقدان الغذاء والدواء".

وقال ان "18 شخصا كانوا ضحايا خروقات حتى منتصف هذا اليوم، وقد تجاوزت الخروقات ما حدث في اليوم الثاني من الهدنة".

واشار الى ان الأمم المتحدة "لم تفعل شيئا منذ تعليق المفاوضات في جنيف 3، متوقعا الا تذهب الهيئة الى التفاوض في 7 الشهر الجاري ان لم يحدث تغيير حقيقي".

أكد آغا تقرير الخروقات في اول ٣٦ ساعة من الهدنة، فالقصف الروسي نفذ ٢٦ غارة جوية وقصف قوات النظام ٧ غارات بالبراميل المتفجرة وخرق من النظام والميليشيات ٢٩ حالة خرق وأما القصف المدفعي فقد بلغ ٢٤ حالة خرق".

واشار الى "ان هناك خرق في العمليات البرية بلغت ٥ حالات خرق وعدد القتلى والضحايا المدنيين ٢٩ شهيدا وأن المناطق التي تم استهدافها داخل الهدنة ٢٦، وان الفصائل التي تم استهدافها من الفصائل المشمولة بالهدنة حركة تحرير حمص - الفرقة الثانية ساحلية - جيش النصر - حركة نور الدين زنكي - الجبهة الشامية - الفرقة الساحلية الاولى - فيلق الرحمن - جيش الاسلام".

وكان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قال اليوم إن روسيا تأمل بأن يتوصل المشاركون في المفاوضات السورية إلى فكرة إنشاء جمهورية فدرالية.

وأكد ريابكوف أن تصرفات تركيا بمثابة قنبلة موقوتة تحت طاولة الهدنة في سوريا، مشيرا إلى أن أنقرة لم تتراجع عن فكرة توجيه ضربات على مناطق سورية وأضاف أن التحضيرات العسكرية من قبل دول متاخمة لسوريا لا يمكن ألا تثير قلق موسكو.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات، أمس إن "الأعمال العدائية من قبل النظام، والجهات الداعمة له، تواصلت رغم دخول الهدنة أمس حيز التنفيذ، مما أسفر عن مقتل 29 شخصًا، وجرح العشرات".

وأضاف منسق الهيئة، الدكتور رياض حجاب، في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وتلقت "إيلاف" نسخة منها أنه "تم تسجيل خروقات كبيرة منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ".

وأكدت "استمرار مروحيات النظام باستهداف المناطق الآهلة بالسكان بسبع غارات بالبراميل المتفجرة، وذهب ضحيتها العديد من القتلى والجرحى، أغلبهم من النساء والأطفال، كما تم تسجيل 24 حالة خرق بالقصف المدفعي، وخمس عمليات هجوم بري، في حين شملت حالات انتهاك الهدنة 25 منطقة مختلفة تابعة للمعارضة المعتدلة".

كما أوضحت الرسالة أن "المقاتلات الروسية شنت اليوم، 26 غارة جوية ضد مناطق تابعة للفصائل الملتزمة بالهدنة، واستخدمت القنابل العنقودية والصواريخ الفراغية، مما أدى إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين".

واعتبرت أنه "من المؤسف نشر وزارة الدفاع الروسية معلومات مغلوطة في خريطة مزعومة، حول مناطق النفوذ السياسي، وتوزيع القوى على الأراضي السوري، ونسبها للأمم المتحدة، لأغراض سياسية وعسكرية مبيتة، والاستمرار بالقصف الممنهج، والتهجير القسري".

وطالبت الهيئة الأمم المتحدة، "اتخاذ الإجراءات اللازمة، للرد على المزاعم الروسية، ووقف الانتهاكات التي تمارسها في هذا الصدد"، داعية الأمم المتحدة، ومجموعة دول أصدقاء سوريا، لـ "الاضطلاع بمهمة تحديد المناطق التي يتعين شمولها في الهدنة، كي لا تتم فيها أي أعمال عدائية، باعتبار أن النظام السوري وحلفائهم، هم الجهة الوحيدة التي يمكنها استهداف مناطق آهلة بالسكان".

وبينت الرسالة أن "استمرار النظام وحلفائه في ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري، سيقوض الجهود الدولية المبذولة لضمان استمرار الهدنة، وهدف الهيئة من الموافقة على الهدنة، هو الاستجابة للجهود الدولية لتحفيف معاناة الشعب، والمساعدة في تنفيذ البنود الإنسانية، في قرار مجلس الأمن 2254".

وشددت على أن "عدم تحقيق أي تقدم يذكر في هذا الإطار، سيدفع المعارضة باتجاه البحث عن سبل تأمين الحماية للشعب السوري، وققف الانتهاكات التي ترتكب بحقه عبر وسائل أخرى، فلا بد من موقف حازم لمجلس الأمن حيال هذه المسألة، قبل فوات الأوان".

وأشارت الرسالة إلى أن "إمعان النظام والقوى الحليفة له، في الاستمرار بالانتهاكات، سيعرض العملية السياسية التي تبناها مجلس الأمن بجملة قرارات للانهيار، إذ لا يمكن المضي في عملية سياسية يتم من خلالها استخدام معاناة الشعب السوري، كسلاح لتحقيق المكاسب السياسية والعسكرية، الأمر الذي يجعل من استئناف العملية التفاوضية في مثل هذه الظروف القهرية، أمرًا متعذرًا".

هذا وأكد أسعد الزعبي رئيس وفد التفاوض التابع للهيئة العليا للتفاوض إن الهدنة التي بدأت في وقت مبكر يوم السبت “انهارت قبل أن تبدأ”.

وأكد الزعبي في تصريحات صحافية أن المعارضة لديها عدة بدائل لحماية الشعب السوري إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من ذلك دون ان يحدد ماهي طبيعتها.
وأضاف "لا تبدو أية مؤشرات لتهيئة بيئة لمحادثات السلام التي قالت الأمم المتحدة إنها تعتزم استئنافها في السابع من مارس آذار".