بعد يوم من وصف زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر للتحالف الشيعي الحاكم بأنه "مخالف" وأثر دعوته لاستقالة الحكومة واحزابها التي قال انها اوصلت البلاد الى الهاوية، اكد قادة التحالف عقب اجتماعهم في كربلاء اليوم رفضهم المطلق لتفرد اي فصيل من التحالف في القرار السياسي في اشارة الى الصدر الذي بدأ يتحرك خارج اطار التحالف.


أسامة مهدي: فور وصول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى كربلاء (110 كم جنوب بغداد) فقد عقد اجتماعا مع قادة القوى التي يضمها التحالف الشيع بمشاركة رئيسه ابراهيم الجعفري ومقتدى الصدر اضافة الى رئيس المجلس الأعلى الاسلامي عمار الحكيم والقيادي في التحالف خضير الخزاعي والقيادي في ائتلاف دولة القانون علي العلاق والأمين العام لحزب الدعوة تنظيم العراق هاشم الهاشمي ووزير التعليم العالي القيادي في التحالف حسين الشهرستاني ونائب الأمين العام لمنظمة بدر عبد الكريم الانصاري.

وقد بحث المُجتمِعون التطوُّرات السياسيَّة والأمنيّة في العراق واكدوا موقفهم الداعم للإصلاحات والتغيير الوزاريِّ الذي دعا إليه العباديّ، والمُضيّ بها من أجل تقديم الأفضل للشعب العراقيّ كما نقل عنهم بيان صحافي عقب الاجتماع تلقت "إيلاف" نسخة منه.

شدَّد المُجتمِعون على أهمّـيّة سلميّة التظاهر والالتزام بالقانون في الأماكن المُحدَّدة من قبل الأجهزة الأمنيّة لتمكينها من أداء واجبها في حماية المتظاهرين، وسلامتهم بشكل عامّ، ولمنع أيِّ مُحاوَلة لاستغلالها بدوافع أخرى تـُخرجها عن إطارها الداعي للإصلاح ومُحارَبة مظاهر الفساد.

وأعلن قادة التحالف الرفض المطلق لتفرُّد أيِّ فصيل بالقرار السياسيِّ وحمل السلاح في بغداد وبقـيّة المحافظات خارج إطار الدولة في اشارة الى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي بدأ يقود تظاهرات احتجاج واسعة ضد الحكومة واحزابها التي وصفها بالفاشلة والفاسدة ودعوة الجماهير الى مواصلة احتجاجتها ضدها.

واكدوا على سلميَّة التظاهر داعين إلى "مزيد من التعاون بين أبناء شعبنا لتجاوز التحدِّيات التي تواجه العراق وفي مُقدّمتها الحرب ضدَّ عصابات داعش الإرهابيّة".& واشاروا الى "ضرورة تحشيد كلِّ الجُهُود من أجل& تحرير الأراضي والمُدُن المُغتصَبة وإعادة الاستقرار إليها والوقوف صفاً واحداً خلف المُقاتِلين الغيارى حُماة الوطن، وصانعي الانتصارات".

فيديو اجتماع قادة التحالف الشيعي في كربلاء
&

محاولة لمنع تشرذم التحالف الشيعي

ورغم عدم الاعلان لحد كتابة هذا التقرير مساء الاحد عن فحوى المناقشات التي جرت خلال الاجتماع الا أن مصدرًا اعلاميًا ابلغ "إيلاف" من كربلاء ان الاجتماع تركز على محاولة منع تشرذم التحالف بعد الانتقادات التي وجهها له الصدر ووصفه له بـ "المخالف"، في اشارة الى الخلافات التي تعصف بمكوناته، حيث طرح العبادي في الاجتماع رؤيته في ما يخص استمرار التظاهرات والاحتجاجات التي يدعو لها الصدر وتحريضه المواطنين ضد الحكومة التي وصفها الجمعة الماضي بالفاسدة والفاشلة مشددًا على ضرورة تنحيها.

وقد اكد العبادي ان هذه التحركات تعيق توجهاته نحو محاربة الفساد وانجاز التغيير الوزاري المنتظر الذي كان موضوع طبيعته احد محاور نقاشات الاجتماع.

واضاف المصدر أن العبادي عرض على المجتمعين مشروع برنامج على شكل خارطة طريق هدفها تنفيذ اصلاح شامل للأوضاع السياسية في البلاد ومكافحة الفساد.

واوضح ان القادة الشيعة يعكفون على دراسة المشروع تمهيدًا لاعلانه على الشعب في وقت لاحق.

ممثل للسيستاني لم يحضر

ومن جهته، نفى المكتب الخاص للصدر مشاركة أي ممثل عن مكتب المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني. واوضح مصدر رسمي من المكتب في النجف في تصريح صحافي أن اجتماع التحالف الوطني المنعقد في كربلاء لم يضم أي ممثل عن السيستاني الذي كان تصدر المطالبات بمكافحة الفساد وتقديم الفاسدين الى القضاء واسترجاع ما سرقوه من اموال الشعب معبرًا عن امتعاضه من عدم جدية العبادي في تحقيق اصلاحات جديدة، ما دفعه مؤخرًا الى الاعلان عن توقفه في الحديث عبر معتمديه خلال خطب الجمعة في كربلاء عن القضايا السياسية الا في الظروف الاستثنائية الطارئة.
&
يذكر ان القادة الشيعة بدأوا ينظرون بقلق الى الدور الشعبي الذي يلعبه الصدر في كسبه شرائح واسعة من العراقيين عبر تعبيره عن مطالبهم واحتياجاتهم وبشكل بدأ يسحب بساط تأثيرهم ودورهم الشعبي من تحت اقدامهم.

وكان مئات الآلاف من انصار التيار الصدري تظاهروا في 26 من الشهر الماضي في ساحة التحرير وسط بغداد& بحضور الصدر دعماً لمشروعه الاصلاحي الذي دعا فيه إلى تشكيل حكومة تكنوقراط بعيدة عن حزب السلطة والتحزب العبادي، وفريق سياسي يضم سياسياً وطنياً مستقلاً وقاضياً معروفاً بحياديته مهددًا بسحب الثقة من الحكومة في حال عدم تنفيذ المشروع خلال 45 يوماً.

وكانت تقارير اشارت الاسبوع الماضي الى فشل خطة لاغتيال الصدر لدى خروجه من ساحة التحرير بعد القائه كلمة بمتظاهري الجمعة الماضي.

وقالت إن ثلاث مجاميع مسلحة تدربت في ايران كانت تنتظر خروج الصدر من ساحة التحرير لاستهداف موكبه بأسلحة صاروخية وقاذفات قنابل إلا أن الأخير وبعد إلقاء كلمته طلب من أنصاره تأدية الصلاة كل في منطقته قبل أن يغادر المكان سريعًا بحماية موكب من 15 سيارة مصفحة.

ويملك& التيار الصدري 34 مقعدًا في البرلمان العراقي و5 وزراء ما يؤهله لقلب التوازنات السياسية في العراق، في حال تحالفه مع كتل شيعية اخرى وسنية ومستقلين وجميعهم مع الإصلاحات الجذرية للعملية السياسية.