«تغمرني السعادة لرؤية عائلتي مجددًا»… عبارات اختصرت فراقًا عاناه ابن الأعوام التسعة، الذي فقد عائلته أثناء رحلة اللجوء إلى ألمانيا، ليعود إلى أحضانها بعد عام من الفراق.


بيروت: عثرت عائلة أفغانية على ابنها مهدي رباني، الذي فقدته قبل عام كامل، بعد ضياعه أثناء رحلة اللجوء إلى ألمانيا. واعتقدت العائلة أن ابنها الذي كان عمره آنذاك 9 أعوام قد مات غرقًا واختفى إلى الأبد.

إلا أن قصة ضياع الطفل الأفغاني كانت لها نهاية سعيدة يوم أمس الاثنين بعدما وصل مهدي إلى مطار مدينة هانوفر قادمًا من سويسرا للقاء عائلته بعد عام من الفراق. وقال مهدي: «تغمرني السعادة لرؤية عائلتي مجددًا».
&
عاشت العائلة الأفغانية معاناة استمرت عامًا كاملًا، بعدما فقدت الأمل في العثور على الطفل مهدي ابن التسعة أعوام، والذي فقدته أثناء رحلة الهروب من أفغانستان إلى أوروبا.&
&
وكانت العائلة قررت مغادرة أفغانستان في كانون الثاني (يناير) 2015 والاتجاه إلى أوروبا طلبًا للجوء، بسبب مضايقات حركة طالبان للعائلة، ومطالبتها العائلة بتزويج بناتها الصغار بالإكراه.&
&
طريق اللجوء&
وكان طريق اللجوء يمر عبر تركيا، وقبل العبور بالقوارب إلى اليونان كان يتحتم على العائلة إتباع طريق عبر الغابة، وانتظار قوارب مهرّبي البشر المتوجهة إلى جزيرة ليسبوس اليونانية.&
&
بدأ التزاحم بين اللاجئين قبيل الصعود إلى القارب، وتمكن أفراد العائلة من ركوب القارب - الأب والأم مع أطفالهما الأربعة - لكن من دون مهدي. انتظرت العائلة وصول مهدي إلى جزيرة ليسبوس، لكن بدون فائدة. فقد غرق القارب الآخر المتوجه إلى ليسبوس. ولذلك قررت العائلة العودة إلى تركيا للبحث عن ابنها المفقود. وبعد سبعة أشهر من البحث، لم تعثر على ابنها، وتوقعت موت الطفل أثناء عبوره إلى اليونان.&
&
وبعد يأس العائلة من العثور على طفلها في تركيا، قررت التوجّه من جديد إلى أوروبا من دون مهدي. ووصلت في العام الماضي إلى ألمانيا، وطلبت اللجوء فيها، واستقرت في مدينة باد بودينتايخ. وهناك طلبت من موظفي مؤسسة الصليب الأحمر مساعدتها على العثور على ابنها مهدي.
&
احتضان في سويسرا
كان القارب الذي يقلّ مهدي قد غرق فعلًا في البحر، لكن مهدي استطاع النجاة بحياته والعبور مع قارب آخر إلى جزيرة ليسبوس، وهناك التقى بعائلة أفغانية أخرى، وأكمل مسيرة الرحلة معها إلى أوروبا، ووصل إلى سويسرا.
&
وبعد عملية بحث طويلة وجد راني حجازي، الذي يعمل مع منظمة الصليب الأحمر،& الطفل مهدي في سويسرا. وقال حجازي إن عائلة رباني قدمت إليه في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي لمساعدتها على العثور على الطفل المفقود.&
&
بمساعدة لبناني
وذكر حجازي، الذي قدمت عائلته من لبنان طلبًا للجوء إلى ألمانيا هو الآخر عندما كان طفلًا، أنه "يعلم تمامًا كيف هي أوضاع اللاجئين، وما الذي عليهم تحمله". قرر حجازي لذلك مساعدة عائلة رباني، والبحث عن ابنها الضائع.
&
اتصل حجازي بمختلف مراكز اللجوء في ألمانيا، ولم يعثر على أي خيط أمل يوصله بمهدي. قرر بعدها الاتصال بالمنظمات في سويسرا، ووجد معلومة مفادها أن هناك طفلًا أفغانيًا في ولاية برن يحمل مواصفات مهدي نفسها، ويعيش هناك تحت إشراف مؤسسة حماية الطفل. وهو ما قادهم لاحقًا إلى التعرف إليه، وطلب إلحاقه بعائلته في ألمانيا.
&
بعد وصول مهدي إلى هانوفر قالت والدته: "شعوري لا يوصف". وقال والده إبراهيم رباني: «كانت أوقاتًا عصيبة جدًا علينا. كيف يمكن أن تشعر حين تفقد طفلًا وتعتقد أنه مات؟».
&
&
&
&