يواصل فنانون سعوديين وعرب استعراض أعمالهم المصورة والتشكيلية في معرض " الأرض وما بعدها" المقام حاليا بمدينة جدة السعودية بتنظيم من "المجلس الفني السعودي، والذي اعتمد على قالب "التيمة الموحًدة" في أعمال المعرض ، وهو القالب المتمثل في إبراز التنوع في تناول الفكرة الواحدة ، والتي كانت عن "الأرض" وذلك ومن خلال وجهات نظر فنانين مختلفين.
 
فعاليات المعرض التي تستمر حتى الخامس من مايو، طرحت أعمالا متنوعة، تأثر اغلبها بقدرات الآنسات العربي في التدمير، سواء تمثلت في أزمات العالم العربي، أو قدراته التدميرية تجاه الأرض والبيئة ، كما حاولت العديد من الأعمال استقطاب تعابير الوجوه والأماكن، ليوميات المخاض العسير، والقتل واللجوء الذي يعاني منه الإنسان العربي في مناطق مختلفة.
 
فمن سوريا عرض الفنان "بطرس المعري" لوحة مجسمة بعنوان "هنا دمشق" جسَد من خلالها ماسي الشعب السوري، ومن فلسطين عرضت كل من سهى شومان و منى حاطوم ، أعمالا تناولت قضية الاستيطان وانتهاكات المسجد الأقصى ، فيما عرض الفنان السعودي محمد حيدر ، عملا يجسد الأرض على شكل خيم، في محاولة لقراءة مستقبل العالم العربي، الذي إذا استمر الإنسان في تدميره سيتحول إلى مخيمات للاجئين.
 
وفيما يتعلق بالقدرة التدميرية تجاه الأرض والبيئة ، عرض الفنان صديق واصل، مجسم لهرم مصنوع من عربات التسوق في رمزية لطغيان الهرم الاستهلاكي على "هرم ماسلو" الشهير والمهتم بحاجات الإنسان، كما قدمت الفنانة السعودية مها الملوح، عملا عن المكيفات الصحراوية في رمزية لإهمال تطوير تقنية التكيف المائي "صديق البيئة" والاتجاه إلى استخدام "الفريون" الذي ثبت ضرره بالصحة وبالبيئة.
 
عضو مجلس الفنون السعودي، حمزة صيرفي، أوضح أن المعرض بقدر ما هو موجه لأهل الفن والمهتمين، بقدر ما هو موجه أيضا لعامة الجمهور الذين دعاهم صيرفي ليأتوا بعائلاتهم ليشاهدوا ويتفاعلوا مع القضايا المطروحة بالمعرض، مشيرا إلى في حديثه لـ إيلاف" أن الفن هو طريق للتنوير، وطريق لتكوين الفكر الهادي، الذي يعتمد على النقاش والحوار والجمال وحب الحياة.
 
وقال الصيرفي إن فعاليات المعرض، هي فعالية سنوية تتضمن عدداً من العروض الفنية الداعمة للحراك الفني الثقافي وتسلط الضوء على الحركات التشكيلية الحديثة والمعاصرة في السعودية والعالم العربي، إلى جانب دعم الفنون والفنانين وذلك تحت مبادرة (21,39 فن جدة) والتي تعتبر إحدى المنصات السنوية العالمية في السعودية.