يعتبر البعض أن المطلوب من حزب الله الكثير اليوم لإعادة العلاقات الودية بين لبنان ودول الخليج، كما يشدّدون على عدم صحة ما أشيع عن احتمال انسحاب حزب الله من سوريا انسجامًا مع الانسحاب الروسي.

بيروت: في ظل توتر العلاقات بين لبنان ودول الخليج، يطرح السؤال ما هو المطلوب من حزب الله اليوم لإعادة تلك العلاقات إلى طبيعتها؟ وهل يقوم حزب الله بالانسحاب من سوريا انسجامًا مع الانسحاب الروسي كخطوة إيجابيّة في هذا الخصوص؟
&
يقول النائب خالد زهرمان (المستقبل) لـ"إيلاف" إن هناك أمورًا مطلوبة من حزب الله تجاه اللبنانيين، وأخرى تجاه دول الخليج، والأولوية لما هو مطلوب تجاه اللبنانيين، فحزب الله دخل أتون حروب المنطقة، تحت عناوين مختلفة، واستجلب الكثير من المشاكل، إضافة إلى وجود إلتزام وطني يقتضي أن يكون لبنان بحسب الدستور، جزءًا من المنظومة العربية، وأن يكون هناك إلتزامًا لبنانيًا بالإجماع العربي، لكن للأسف حزب الله، عن طريق سطوة سلاحه يجعل الموقف اللبناني يخرج عن الإجماع العربي، وهذا التزام لبناني قبل أن يكون التزامًا تجاه الدول العربية، لأننا عندما نلتزم تأتي مصلحة لبنان أولاً وتتماشى مع مصلحتنا أن تكون العلاقة سليمة مع جيراننا العرب، وبصورة خاصة دول الخليج العربي، فالكل يعرف أن الدول العربية بجميع محطات لبنان كانت تقدم مساعدات إلى لبنان من دون أي مقابل أو شروط، ومن المفروض أن يكون هناك التزام من حزب الله تجاه لبنان قبل الحديث عن أي التزام باتجاه الدول العربية، لأن الإلتزام الوطني يتماشى مع الإلتزام تجاه الدول العربية.
&
أما ما هي أبرز بنود هذا الإلتزام فيرى زهرمان أن هناك موضوع التدخل في سوريا من قبل حزب الله، والتدخل في الكثير من الساحات كالعراق وطبعًا موضوع السلاح الذي يجب أن يوضع تحت أمرة الدولة اللبنانية.
&
حزب الله وسوريا
&
ولدى سؤاله هل صحيح ما أشيع عن انسحاب مرتقب لحزب الله من سوريا انسجامًا مع الإنسحاب الروسي منها؟
&
يجيب زهرمان أن سلاح حزب الله يبقى جزءًا من مشروع ولاية الفقيه، وقرار الانسحاب من سوريا في يد إيران وليس حزب الله، والقراءة الموضوعية تشير إلى أن ليس من مصلحة حزب الله الإنسحاب من الساحة السورية، لأن دخوله إليها إلى جانب العناوين الفرعية، كان للحفاظ على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهذه المهمة لم تتحقق حتى الآن، والقرار الإيراني، بتصور زهرمان، لا يزال يطلب من حزب الله التواجد في سوريا.
&
إساءة حزب الله
&
وردًا على سؤال كيف أساء حزب الله إلى العلاقات اللبنانية الخليجية؟ يرى زهرمان أن الارتكابات كثيرة، وما حصل أخيرًا من خلال الموقف الرسمي اللبناني كان تحت ضغط من حزب الله، وهو مسيطر على الحكومة، وكانت الإساءة من خلال شبكات خارجية يتم تفكيكها وهي تابعة لحزب الله، والحرس الثوري الإيراني في الكويت والبحرين، وهذه إساءة كبيرة، وكذلك استهداف الرياض بعمليات تفجيرية، وهذا ليس استهدافًا بالموقف إنما بالقتل والدمار وبالصميم.
&
ولدى سؤاله هل تكتفي دول الخليج بإطلاق صفة الإرهاب على حزب الله كتنظيم، أم ستتخذ تدابير أخرى؟
&
يجيب زهرمان أن دول الخليج بالإضافة إلى تجميد الهبة السعودية تتخذذ خطوات معتدلة في هذا الخصوص، واللبنانيون في الخليج مرحب بهم حيث يلعبون دورًا إيجابيًا في اقتصاد دول الخليج، ولن تقوم دول الخليج باستهداف أي شخص من دون أن يكون هناك شكوك أو تورط له بالتعامل مع فريق تعتبر دول الخليج أنه يستهدف إستقرارها، ولن يتم استبعاد اللبنانيين بطريقة عشوائية.
&
علاقات أخوية
&
أما النائب والوزير السابق بشارة مرهج فيعتبر في حديثه ل"إيلاف" أن العلاقات بين لبنان ودول الخليج يجب ان تكون أخوية وطبيعية ضمن إطار الميثاق العربي وضمن جامعة الدول العربية، ويجب الا تتأثر بمواقف حزب الله.
&
ويلفت مرهج إلى أن العلاقات بين لبنان ودول الخليج يجب أن تكون مبنية على التفاهم والمصالح المشتركة، وبالنسبة للبنان يجب أن تكون علاقته طيبة مع كل دول الخليج لأننا لا ننسى فضلها تجاه لبنان في كافة المجالات في الإنماء أو المواقف الداعمة للبنان.
ويؤكد مرهج أن لبنان يجب ان يعمل لإعادة تلك العلاقات إلى طبيعتها، خصوصًا أن السعودية كان لها دورها الكبير في اتفاق الطائف، حيث بنيت المرحلة الماضية، وسادت الوحدة بين اللبنانيين، وكذلك ساد السلام الداخلي.
&