بينما لا تزال حالة الاستنفار الأمني قائمة في بلجيكا والدول الأوروبية بعد يومين من تفجيرات بروكسل الدامية يوم الثلاثاء الماضي، وصلت الصحافة اللندنية متابعتها لتداعيات الحدث "الإرهابي"، الذي هز عاصمة الاتحاد الأوروبي.&
&
لندن: دعا تقرير إلى ضرورة العمل على استئصال (الإسلاموية) من جذورها تزامنًا مع أي استنفار أمني، وقالت صحيفة (التايمز) إن "الشرطة والقوات الأمنية لديهم أدوارهم، إلا أنه يتوجب علينا العمل للحدّ من التطرف". وأضاف كاتب المقال أن "المناخ السياسي الذي يسيطر على الجو العام يعكس أيدويولوجية تنظيم القاعدة".
&
وكتب الناشط السياسي البريطاني ماجد نواز أن "أبو مصعب السوري، الذي كان يعيش في لندن، فنَد في كتاب له يدعى "دعوة لإقامة الدولة الإسلامية العالمية" فوائد الحرب الأهلية بين المسلمين وغير المسلمين".
&
وقال نواز إن "المسلمين هم أقلية في الغرب، لذا فإن الجهاديين يريدون أن يغضب العالم منهم بدرجة كبيرة، سواء أردنا ذلك أم لا، وذلك كي يرانا الناس كمسلمين فقط".
&
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تتعرّض أورويا لمزيد من الاعتداءات، كما إن وكالات الاستخبارات في أوروبا تعمل بشكل متواصل لتأمين الحماية لمواطنيها.
&
تخوف أمني&
وأردف أن الخدمات الأمنية في بريطانيا تتخوف من حصول عمليات عدة بصورة متزامنة، لذا فهي تعمل بشكل متواصل لمنع حدوثها. ورأى كاتب المقال أنه "في حال حدوث أي هجمات إرهابية على الأراضي البريطانية، فإن ذلك سيؤثر بلا شك على القرارات السياسية وعلى عضويتنا في الاتحاد الأوروبي، وبالتالي ضد استقبال اللاجئين".
&
وختم نواز: إن "العالم غير منقسم بين المسلمين وغير المسلمين، بل بين أولئك الذين يعتقدون بأنهم يستطيعون العيش في مجتمعات منفتحة أم منغلقة".
&
علاقات عائلية
من جهتها، نشرت صحيفة (الغارديان) مقالًا لجايسن بورك، يحلل العلاقات التي تجمع بين المتشددين. وقال كاتب المقال إن "العلاقات العائلية وارتكاب الجرائم هي ما يجمع بين عناصر تنظيم الدولة الإسلامية".
&
أضاف أن "الكشف عن منفذي الهجوم على مطار بروكسل الأخوين خالد (27 عامًا) وإبراهيم البكراوي (30 عامًا) يجب ألا يكون أمرًا مستغربًا بالنسبة إلى أي شخص". تابع بورك: أن "العديد من المحللين لديهم ثقة أن هناك عددًا كبيرًا من المراهقين والشباب المتورطين في جرائم صغيرة أو خطيرة، وممن تربطهم ببعض علاقات عائلية هم من ضمن صفوف المتطوعين في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية".
&
وأكد كاتب المقال أن "تنظيم الدولة جمع بين هذين الخاصيتين بين عناصره". وكشف لمقال عن دراسة أجريت بين عامي 2009 -2001 قبل بروز نجم تنظيم الدولة الإسلامية، أن ربع المتشددين في أوروبا كانوا قد أدينوا بجرائم، وارتفعت هذه النسبة مع الوقت.
&
وقال إن محمد مرعي، الذي قتل 7 أشخاص في فرنسا، كان معروفًا بسرقة السيارات. أما مايكل أدوبويل الذي طعن جنديًا بريطانيًا في عام 2013، كان سجينًا سابقًا بتهمة تجارة المخدرات. وختم بالقول إن "الأخوين البكراوي ارتكبا العديد من الجرائم، ومنها السرقة باستخدام السلاح والإتجار بالأسلحة".
&
أوروبا و"الإرهاب"
وفي افتتاحيتها، قالت صحيفة (ديلي تلغراف) في مقال تحت عنوان "على أوروبا أن تتعلم دروس حول الإرهاب"، إنه "بعد الاعتداءات الإرهابية التي ضربت بروكسل هذا الأسبوع، فإنه يتوجب علينا أن نتساءل هل كان بإمكاننا منع حدوث هذا الهجوم والتفكير بالدروس التي يجب تعلمها".
&
وأضافت: "أن طرح هذه التساؤلات لا يضع أحدًا في قفص الاتهام، ولا يوجّه أصابع الاتهام نحو أي شخص كان، بل هي فرصة للتأكيد على أن الشرطة والقوات الأمنية بإمكانها ردع اعتداءات مشابهة".
&
وختمت الصحيفة بالقول إنه "إذا لم نستطع التعلم من هجمات بروكسل، فإن 36 قتيلًا الذين سقطوا على أيدي هجمات تنظيم الدولة الإسلامية لن يكونوا آخر ضحايا هذا التنظيم في المدن الأوروبية".
&