اليوم يقلب محبو صحيفة إندبندنت عددها الورقي الأخير، بعدما قررت الانتقال بشكل كامل الى صحيفة إلكترونية، بفعل تراجع مبيعاتها الى أقل من أربعين ألف نسخة يوميا.

لندن: أرسل موظفو «إندبندنت» البريطانية الجمعة المواد الأخيرة التي ستصدر في طبعة اليوم السبت الورقية، حيث تنتقل الصحيفة التي تراجعت مبيعاتها في السنوات الأخيرة إلى الصحافة الرقمية بشكل كامل.

فريق عمل صحيفة «إندبندنت» أراد الوداع تقليديا. فبادر العاملون فيها إلى القرع على الطاولات، في تقليد يستخدم لتوجيه التحية عند مغادرة أحد الزملاء، ونشروا صورًا توثق نهاية ثلاثة عقود من ورق، لبدء حقبة جديدة تحصر فيها الصحيفة حضورها بالرقمي.

الصحيفة التي اشتهرت بإيلاء أهمية كبيرة للصورة، لم تعد قادرة على البقاء بصيغتها الورقية التي باتت تبيع أخيرًا أقل من أربعين ألف نسخة يوميا بعدما كانت في أوجها في العام ١٩٨٩ تبيع أكثر من ٤٢٠ ألف نسخة في اليوم.

وحملت افتتاحية العدد الأخير من «إندبندنت» استشرافًا للمستقبل، وكلمات مغلفة بمشاعر الفراق… فراق الورق الذي شبت عليه في عقودها الثلاثة الأولى، لكنها تأبى ان يستنزفها حتى النهاية.

تؤكد الصحيفة التي تمثل اليسار الوسطي «سنتذكر هذا التحول الجريء» نحو الصحافة الرقمية بشكل كامل «كنموذج تحتذي به صحف أخرى في العالم».
تضيف «اليوم توقفت المطابع، وجف الحبر، وقريبا لن يصدر الورق حفيفا»، مؤكدة أنه «مع إغلاق فصل، يفتح آخر، وستواصل روحية ذي اندبندنت الازدهار».

تأسست «إندبندنت» في تشرين الأول (أكتوبر) 1986، وسجلت تراجعًا في المبيعات إلى أن أصبحت الأقل توزيعا في المملكة المتحدة، خلف صحف عدة مثل «صان» أو «دايلي مايل»، و«تايمز» و«غارديان» أو «دايلي تلغراف».