أكد غالبية قرّاء "إيلاف"، رغبتهم بعدم منح صوتهم لدونالد ترامب، الساعي الى نيل ترشيح الحزب الجمهوري للإنتخابات الرئاسية الأميركية، التي ستجري في الثامن من تشرين الثاني المقبل 2016.


جواد الصايغ من نيويورك: وجهت "إيلاف" سؤالاً إلى قرّائها فحواه "لو قيض لك المشاركة في الانتخابات الأميركية، فهل تنتخب دونالد ترامب؟ ، ليأتي رد 54% من المشاركين بـ"كلا"، في حين أعلن 46% عن رغبتهم بإنتخاب الملياردير المثير للجدل.

وفجر دونالد ترامب مفاجأة في اروقة حزبه بعد تصدره لائحة المتسابقين الجمهوريين بعد تمكنه من الحصول على اصوات 739 مندوبًا، ويأتي سيناتور تكساس تيد كروز في المركز الثاني بـ 465 صوتًا، بينما يقبع جون كاسيتش حاكم ولاية اوهايو في المركز الثالث وبحوزته اصوات 143 مندوبًا فقط.

تفوق ترامب

التقدم الذي حققه ترامب، ارغم عددًا من المرشحين الجمهوريين على الإنكفاء، كسيناتور فلوريدا، ماركو روبيو، الذي كان يحظى بدعم عدد كبير من المسؤولين الجمهوريين وجماعات الضغط، بالإضافة إلى جيب بوش شقيق الرئيس السابق جورج بوش، وايضًا جراح الاعصاب المتقاعد بن كارسون.

شعبيته

وتمكن ترامب من جمع الناقمين على السياسات الحالية للإدارة الأميركية خصوصًا الإقتصادية منها، وايضا الذين يكنون كرهًا كبيرًا للمهاجرين غير الشرعيين، بالإضافة إلى تمكنه من اللعب على وتر "الإسلاموفوبيا"، كما يجذب خطابه أصحاب التعليم المحدود من الذين لم يتمكنوا من الحصول على التعليم الثانوي.

المفاجأة الكبرى

وبعد الإنتخابات التمهيدية التي اجريت في عدد من الولايات، ارتفعت اسهم ترامب كثيرًا، بعدما تمكن من توسيع الفارق بينه وبين اقرب منافسيه، وبات عليه ضمان اصوات 498 مندوبًا، لتفجير المفاجأة الكبرى داخل اروقة الحزب الجمهوري، فغالبية المتابعين والمسؤولين الجمهوريين المحافظين كانوا ينظرون بسخرية إلى ترشيح ترامب قبل إنطلاقة الإنتخابات التمهيدية.

قطع طريق ترشيحه

ويسعى خصوم ترامب في الحزب الجمهوري، إلى إيقاف إنطلاقته الصاروخية، وذلك عبر منعه في المرحلة الأولى من الحصول على اصوات 1237 مندوبًا، والتي تخوله نيل ترشيح الحزب، حتى يصار في المرحلة الثانية إلى إقتراح مرشح للحزب من قبل المسؤولين الكبار، ما يعني بكل تأكيد إختيار مرشح آخر غير قطب العقارات.

كاسيتش إلى العلن

وبعدما ارتفعت اسهم تيد كروز عقب خروج ماركو روبيو من السباق، عاد جون كاسيتش، حاكم ولاية اوهايو إلى الأضواء عقب فوزه في اصوات جميع المندوبين في ولايته، وبحسب المعلومات فإن الجمهوريين لا يستبعدون خيار كاسيتش نظرل لأن الأخير لم يبدِ أي مواقف متطرفة سواء تجاه موضوع الهجرة غير الشرعية او قضية المسلمين، وكان لافتًا ما قاله اسامة جمال، امين عام المنظمات الإسلامية في الولايات المتحدة، لـ"إيلاف"، ردًا على سؤال حول شخصية المرشح الجمهوري الذي من الممكن ان يتقبله المسلمون، وقال الجمال: "لا اعتقد بأن هناك الكثير من المسلمين الناخبين ممن يدعمون ايًا من المرشحين الجمهوريين. فالكل لهم مواقف سيئة جداً من المسلمين باستثناء جون كاسيتش".

نجل ترامب: الولد سر ابيه

المعلومات عن دعم كاسيتش، دفعت بنجل ترامب، ايريك، إلى القول عبر تغريدة ساخرة،" في علم الرياضيات، كاسيتش بحاجة إلى اصوات 112% من المندوبين المتبقين للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري".

المعارك الأهم

وتستقطب الإنتخابات التمهيدية التي ستشهدها ولايتا كاليفورنيا ونيويورك، الأضواء الإعلامية، نظرًا لعدد المندوبين، ففي كاليفورنيا يوجد 172 مندوبًا، وقد اعطت إستطلاعات الرأي التي اجريت مؤخرًا، تقدماً لترامب على حساب تيد كروز وجون كاسيتش، أما في نيويورك (معقل ترامب) فمن المنتظر أن يحقق الملياردير فوزًا كاسحًا بحيث من المتوقع ان يحصل على اصوات 95 مندوبًا، ويتقدم ترامب ايضًا في ولايات انديانا (57) ووستفيرجينيا (34)،ونيوجيرسي (51)، بينما لاتزال الصورة غامضة حتى الآن في واشنطن (44).

الطريق إلى البيت الأبيض

الجدير بالذكر ان الانتخابات الرئاسية الأميركية تجري كل أربع سنوات كما ينص الدستور في يوم الثلاثاء ما بين الثاني إلى الثامن من تشرين الأول/ نوفمبر، وتتم عملية انتخاب الرئيس على مرحلتين:
&
أولى عبر انتخاب المرشح من كل من الحزبين الرئيسيين (الديموقراطي والجمهوري) عن طريق الإنتخابات التمهيدية، إذ يجري الحزبان عادة انتخابات في كل ولاية يصوّت فيها عادة المنتمون للحزب. ثم يختار المرشح من كل حزب نائبًا له ويتم التصديق عليهما رسميًا في مؤتمر الحزب.
&
وثانية تتمثل في الانتخابات العامة التي يصوت فيها المواطنون الأميركيون للمندوبين الذين يدلون بأصواتهم لصالح أحد المرشحين.
&
الانتخابات الرئاسية الأميركية هي انتخابات غير مباشرة، فالمواطنون يصوتون في تصويت شعبي، غير أن مندوبي الكلية الانتخابية Electoral College هم الذين يختارون الرئيس، فالمرشح الذي يحصل على أكثر الأصوات الشعبية في ولاية معينة يحصل على عدد أصوات مندوبي الكلية الانتخابية المخصصة لتلك الولاية والمتناسبة مع عدد سكان الولاية.
&
ويوجد في الكلية الانتخابية 538 مندوبًا يصوتون رسميًا على الرئيس ونائبه، ومع أن مندوبي الكلية الانتخابية ليسوا مجبرين قانونيًا على الالتزام بانتخاب المرشح، الذي صوّت له غالبية المقترعين في الولاية، إلا أنهم يلتزمون بذلك في معظم الحالات، وهناك 24 ولاية تعاقب المندوبين عديمي الولاء.
&
ويتوجب على المرشح الحصول على 270 صوتًا من أصوات الكلية الانتخابية البالغة 538 مندوبًا، كي يصبح رئيسًا للبلاد.