توجّه الرّئيس التّركيّ رجب طيب إردوغان إلى واشنطن، للمشاركة في قمّة الأمن النّووي، وسط تقارير تقول إنّ الرّئيس الأميركيّ باراك أوباما رفض عقد لقاء ثنائيٍّ معه.&

إسطنبول: قال الرئيس التركي، في مؤتمر صحافي عقده في مطار "أتاتورك" الدولي في مدينة إسطنبول، إنّه سيتمّ التّشديد في قمّة الأمن النّووي التي ستعقد في واشنطن يوم الخميس على ضرورة إبداء إخلاص في مكافحة "الإرهاب"، مشيرًا إلى الهجمات "الإرهابية" التي ضربت باريس، وأنقرة، وإسطنبول، وبروكسل، ولاهور.&

أضاف إردوغان أنّ كلّ تأخير في مكافحة "الإرهاب" يؤدّي إلى تفاقمه، مضيفًا "لم يعد لدينا الصبر في مواجهة الأزمات الناجمة من الإرهاب، جراء النقص في التعاون الدولي".

وفد مرافق
وأضاف الرئيس التركي، أنه يتوجه إلى واشنطن تلبيةً لدعوة نظيره الأميركي باراك أوباما، حيث يرافقه نواب من البرلمان التركي، ورجال أعمال، وبيروقراطيين في رحلته.

ولفت أردوغان إلى أن تركيا تبني محطات الطاقة النووية لأغراض سلمية، مؤكدًا اتخاذ بلاده كل التدابير الأمنية في مشاريعها المتعلقة بالطاقة النووية، وهي منسجمة مع أهداف قمة الأمن النووي، وقال "سنقدم تقريرًا في القمة حول هذا الخصوص".

وأكد أنّه سيجري محادثات رفيعة المستوى في القمة، إلى جانب لقائه عددًا من قادة الدول، ومستثمرين أميركيين، ورجال أعمال من مختلف أنحاء العالم.

لا حفاوة
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" رجحت في عددها الصادر الأحد الماضي، ألا يتم استقبال الرئيس التركي في الولايات المتحدة بالقدر نفسه من الحفاوة والترحيب، خلافًا لاستضافته العام 2013، حيث أشاد الرئيس باراك أوباما بضيفه التركي الكبير، على إطلاقه مباحثات السلام مع الأكراد، والجهود التي يبذلها لقيادة تركيا نحو حقبة جديدة من الازدهار الاقتصادي.

وفي مقال آخر في هذا الصدد، أشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" يوم أمس الأحد إلى ظهور توتر في العلاقات بين أوباما وأردوغان، على خلفية تضارب مواقفهما تجاه جملة من القضايا، تتمحور حول سبل تسوية الأزمة السورية، وحرية الصحافة، إضافة إلى الحملة العسكرية التي تقودها أنقرة ضد الأكراد.

تمويل مسجد
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم، إنّ أوباما رفض مرافقة إردوغان إلى مراسم افتتاح مسجد موّلت أنقرة تشييده في ولاية ماريلاند الأميركية، فيما رجّحت مصادر في البيت الأبيض أن يستقبل أردوغان جو بايدن نائب الرئيس الأميركي، عوضًا عن استقبال أوباما له.

وأشار المسؤولون الأميركيون، حسب الصحيفة، إلى أنّه وعلى الرّغم من قرار أوباما عدم تنظيم أي لقاء رسمي بنظيره التركي، فلا يتعيّن اعتبار هذا القرار دليلًا على عدم تقدير الرئيس التركي، إذ ما من شاغر في جدول لقاءات أوباما على هامش قمة الأمن النووي.

من جهة ثانية، لفتت الصحيفة الأميركية إلى أن أوباما لن يلتقي خلال القمة إلا بالرئيس الصيني شي جين بينغ، فيما سيتوافد على الولايات المتحدة خلال هذا الحدث 51 شخصية بين رؤساء ومسؤولين كبار. كما أعربت الصحيفة عن دهشتها على الرّغم من ذلك، لعدم استقبال أوباما أردوغان الحليف الأول لواشنطن في مكافحة "الإرهاب" في الشرق الأوسط.

محاولات لعقد لقاء ثنائي
من جهته، أعلن إبراهيم كالين، المتحدث الرسمي باسم الرئيس التركي، أن أنقرة تعمل حاليًا على تنظيم لقاء شخصي يجمع أردوغان بأوباما في واشنطن.
وفي حديث للصحافيين الاثنين قال كالين: "كما تعرفون، فهذه الزيارة غير مندرجة ضمن العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن، حيث إنها ستأتي في إطار احتضان الولايات المتحدة قمة الأمن النووي، وسيكون هناك الكثير من المشاركين واللقاءات خلالها.

وأضاف: "كثيرًا ما تكون جداول أعمال زعماء الدول مكثفة جدًا، فيما نحن نعمل حاليًا على تنظيم لقاء يجمع الرئيس التركي بنظيره الأميركي باراك أوباما". ودعا كالين إلى "عدم الإصغاء إلى ما يشاع حول زيارة أردوغان إلى واشنطن"، مشيرًا إلى "وجود حملة رامية إلى تكوين رأي عام معين يسمم العلاقات التركية الأميركية".

وأضاف أن جميع زعماء الدول المشاركة سيتواجدون في واشنطن خلال يوم ونصف يوم فقط، حيث سيتولون بحث جملة من القضايا الأمنية.

نهج متسلط
من جانبه، اعتبر مدير الأمن القومي والسياسة الخارجية في مركز التقدم الأميركي ماكس هوفمان، أن البيت الأبيض لا يريد جعل أردوغان ضيفًا مرحبًا به في الولايات المتحدة، لافتًا إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التركية العام 2013 وإلى ما تعانيه حرية الصحافة في تركيا في الوقت الراهن.

أضاف: "الاحتجاجات في حديقة غيزي، في أيار/ مايو 2013، وما تلاها من إجراءات قمعية، أكدت مصداقية المخاوف حيال اتباع أردوغان نهجًا متسلطًا وتضييق الخناق على المعارضة. في ظل استمرار إغلاق الصحف والقنوات التلفزيونية، هناك إجماع في واشنطن على أن أردوغان يفسد الديمقراطية التّركيّة خدمة لأهدافه الشخصية".

يذكر أن قرار جو بايدن لقاء صحافيين أتراك معارضين لأردوغان، أثناء زيارته إسطنبول في كانون الثاني/ يناير، لم يعجب الرئيس التركي الذي علق على هذا اللقاء حينها بالقول: "لسنا بحاجة إلى نصائح أجنبية، وهذا تصرف من قبيل دروس يعطيها الشقيق الأكبر. ما نريده هو الصداقة".