زغرب: دان رئيس الوزراء الكرواتي تيهومير اوريسكوفيتس الخميس الحكم الذي اصدرته محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة بتبرئة القومي الصربي المتطرف فويسلاف شيشيلي، معتبرا انه "مشين".
&
وقال اوريسكوفيتس للصحافيين "انه حكم مشين وهزيمة لمحكمة لاهاي وللنيابة". من جهته، وفي بلغراد اشاد شيشيلي بالقضاة و"بسلوكهم المشرف".
&
وقال "بعد محاكمات عديدة حكم على صرب ابرياء فيها بعقوبات قاسية، لدينا الآن قاضيان مشرفان وعادلان (...) اظهرا ان مهنيتهما وشرفهما فوق اي ضغط سياسي واتخذا من وجهة النظر القانونية القرار الممكن الوحيد".
&
وفي ختام المحاكمة، قال مكتب المدعي ان ضحايا النزاع الذي مزق يوغوسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي "سيشعرون بخيبة امل". واضاف "نأخذ علما بالحكم، وندرك انه سيخيب امل الكثير من الضحايا"، مشيرا الى انه "سندرس رأي القضاة ونرى اذا كان من الممكن استئناف" الحكم.
&
وكان قضاة محكمة الجزاء الدولية للنظر في جرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة برأوا الخميس القومي الصربي المتشدد فويسلاف شيشيلي من التهم التسع الموجهة اليه بارتكاب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب.
&
وقال القاضي جان كلود انتونيتي "بتبرأته من التهم التسع لم يعد لمذكرة توقيفه اي جدوى"، مشددا على ان "فويسلاف شيشيلي بات رجلا حرا". وسيعقد شيشيلي الذي تولى الدفاع عن نفسه خلال محاكمته، مؤتمرا صحافيا في بلغراد، حيث يقيم منذ الافراج عنه الموقت في 2014 "لاسباب صحية"، بعد صدور الحكم.
&
الرجل المعروف بعنف خطبه خلال الحروب التي مزقت يوغوسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي، متهم بتسع جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لانه "نشر سياسة تهدف الى جمع كل +الاراضي الصربية+ في دولة صربية متجانسة اسماها +صربيا الكبرى+".
&
وكان مدعي المحكمة ذكر ان "هذه الدولة كان يفترض ان تشمل صربيا ومونتينيغرو ومقدونيا ومناطق واسعة من كرواتيا ومن البوسنة والهرسك". واضاف ان شيشيلي ارتكب بذلك او شجع على ارتكاب جرائم لاجبار غالبية القوميات الاخرى غير الصربية الى مغادرة هذه الاراضي.
&
يأتي هذا الحكم بعد اسبوع من الحكم الذي صدر على الزعيم السياسي السابق لصرب البوسنة رادوفان كرادجيتش، بالسجن 40 عاما بسبب ارتكابه اعمال ابادة، وتسع سنوات اخرى بتهم جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب. وشيشيلي غير موقوف ويقيم في صربيا. وهو على رأس لائحة حزبه للانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجري في 24 نيسان/ابريل. وقد اكد هذا الحكم "مناهض للامة الصربية". واضاف امام حشد من القوميين الصرب "حكم على كرادجيتش رغم انه بريء".
&
مناور بارع
وهي المرة الاولى التي يصدر فيها قضاة المحكمة حكما في البداية في غياب المتهم. وكان شيشيلي تحدى في نهاية آذار/مارس الغرب في تظاهرة احرقت خلالها اعلام حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وكوسوفو.
&
ويرفض العودة الى لاهاي، حيث قبل القضاة بغيابه "لاسباب صحية"، باستثناء قاض واحد انتقد صربيا لعدم توقيفها النائب السابق. وقال ان "بلغراد لم تكن متحمسة اطلاقا" لذلك. وقالت ماندا باتكو من جمعية "امهات فوكوفار" ان "محكمة لاهاي مذنبة للافراج عنه قبل صدور الحكم". وصرحت لفرانس برس "انه مناور بارع يتلاعب بالاسرة الدولية".
&
واشار المدعي في القرار الاتهامي الى الاضطهاد والقتل والتعذيب والتدمير لمدارس ومراكز عبادة. وقد يكون شارك ايضا في شبكة اجرامية مع مسؤولين صرب بينهم الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش الذي توفي في زنزانته في لاهاي في 2006.
&
ومحاكمة شيشلي (61 عاما) بدأت في 2006 لكنها علقت بعد بضع جلسات بعد ان بدأ المتهم اضرابا عن الطعام. واستؤنفت في 2007 وانتهت في 2012 بعد جلسات دامت 175 يوما. ولا يعترف المتهم بصلاحية المحكمة وطالب الادعاء بانزال بحقه عقوبة السجن 28 عاما. وخلال مرافعاته اكد شيشلي ان الكروات "بدأوا" الحرب وان الصرب ردوا على ذلك. وخلال محاكمته صدرت بحقه احكام بالسجن لعامين و18 شهرا و15 شهرا بعد ان كشف معلومات سرية تتعلق بشهود محميين.
&