روى راكب مصري على الطائرة التي تعرضت للاختطاف بعض المواقف الطريفة التي حصلت أثناء الاختطاف، ومنها أن راكباً اتصل بزوجته ليخبرها أنه أخفى أمواله في حساب بنكي، واهتمت الزوجة بمعرفة اسم البنك، دون الاهتمام بالاطمئنان عليه. كما نشبت مشاجرة بين راكب وطاقم الطائرة، بسبب رفض الأمن حمله دجاجة مجمدة، بينما استطاع المختطف تهريب أدوات وصنع حزام ناسف.

القاهرة: "هم يبكي وهم يضحك"، هذا المثل المصري ينطق بحذافيره على حادثة خطف الطائرة المصرية الأسبوع الماضي، وهو الحادث الذي قام به رجل مصري، بدافع رؤية زوجته السابقة وأبناءه، غير أن الغريب في الأمر، أن طليقته قالت إن سنوات حياتها معه كانت بائسة ومليئة المشاكل والأزمات.

وينطبق المثل أيضاً على رواية أحد ركاب الطائرة ويدعى "عبد الله العشماوي"، وهو طبيب بجامعة الإسكندرية، لبعض لحظات الاختطاف، وقال في روايته للحادث عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك": "كانت تجربة مؤلمة للغاية، أن تجد نفسك على متن طائرة مخطوفة في وسط البحر، مع رجل يزعم أن معه متفجرات".

وأضاف في تدوينه التي كتبها باللغة الانجليزية: "إن طاقم الطائرة تحلى بشجاعة استثنائية، وقال: "تمكنوا من الحفاظ على ابتسامتهم طيلة الرحلة، فرغم أني رأيت مضيفة تبكي في كرسيها الأمامي، إلا أنها بمجرد ما وقفت، احتفظت بابتسامتها لتهدئة الناس".

ونقلت وسائل إعلام غربية رواية "العشماوي"، ومنها جريدة "اندبندنت" و"بي بي سي"، البريطانيين، وسرد بعض المواقف الطريفة التي وقعت أثناء عملية الاختطاف، وقال إن أحد الركاب كان نائماً، وعندما أخبره من يجلس إلى جواره في المقعد بأن الطائرة تعرضت للاختطاف، وأنها في طريقها إلى قبرص، رد الراكب الذي استيقظ لتوه من النوم: "ليه قبرص، أنا كده النت هيفصل عندي على الموبايل". وكتب "العشماوي" معلقاً "يعنى كونيكشين ايه؟ هنموت كلنا!".

وروى "العشماوي" أيضاً، أن أحد الركاب اتصل بزوجته، ليخبرها أن الطائرة تعرضت للاختطاف، وأنه قد يموت، وأخبرها أنه كان يخفي أمواله عنها في أحد البنوك.

وقال العشماوي: "الطريف أن زوجته نسيت أنه مختطف، وطلبت منه أن يكرر اسم البنك، لأنها لم تسمعه جيداً"، على حد روايته.

&ووفقاً لرواية الراكب المصري، فإن رجلاً آخر مصرياً، كان على متن الطائرة، عندما علم بأنها مختطفة، على يد راكب آخر يرتدي حزاماً ناسفاً، ثار بشدة، وصب جم غضبه على طاقم الطائرة.

ويكشف "العشماوي" السر وراء غضب الراكب، وهو "فرخة بلدي مجمدة" كانت في حقيبته، وأراد الصعود بها إلى الطائرة، إلا أن السلطات الأمنية منعته، واضطر إلى السفر بدونها.

وقال الراكب الغاضب لطاقم الطائرة، وهو يصيح وفي حالة هياج شديد: "بتعدوا حزام ناسف ومش عايزني أخد فرخة مجمدة"وتابع: "أنا عايز فرختي دلوقتي".

انتهت رواية "العشماوي" عن اللحظات التي تعرضت فيها الطائرة للاختطاف، فالإضافة إلى لقطات صور "سيلفي" مع مختطف الطائرة التي التقطها الركاب أو بعض طاقم الطائرة مع المختطف، لكن المواقف الطريفة لم تنته، لاسيما أن الأيام كشفت عن عدم وجود حالة حب ورومانسية شديدة، بين مختطف الطائرة سيف الدين مصطفى، وزوجته القبرصية السابقة.

وقالت مارينا باراشو، طليقة مختطف الطائرة المصرية، سيف الدين مصطفى، إن سنوات زواجها به &كانت "جحيما لا يطاق» ووصفته بأنه "كان بلا عمل ومدمن مخدرات".

وروت في مقابلة لها مع &"فليفت هيروس" القبرصية أنها "كانت متزوجة من رجل عنيف، متسلط، عاطل عن العمل، وقاسيا عليها وعلى أولادها الأربعة".

وأضافت: "معظم وسائل الإعلام صورت الموضوع على أنه موقف رومانسي يحاول فيه رجل الوصول إلى زوجته المنفصلة عنه، ولكنهم كانوا ليغيروا رأيهم إذا عرفوا حقيقته".

وتابعت في المقابلة التي نقلتها إلى الانجليزية صحيفة "ديلي ميل" البريطانية: "هذا الزواج كان من الجحيم، بسبب التهديدات والضرب والتعذيب والخوف، وكان الرجل الذي عرف كيف يبث الخوف ويخلق البؤس حوله غير متوازن وشخص مخيف"، مشيرة إلى أنها تزوجت به في العام 1983، عندما كانت تبلغ 18 عاما فقط".

وأشارت إلى أنها عاشت معه سبع سنوات، وأنجبت منه ثلاث بنات وابن، ووصفت هذه السنوات السبع ب"أحلك فترات حياتي"، منوهة بأنهما كان يعيشان وأبنائهما لدي والديها في قبرص. وذكرت أنها انفصلت عنه في العام 1990.

وكشفت أنه عاش في قبرص بعد الانفصال لمدة أربع سنوات، وعاد إلى مصر، وتعرض للسجن بتهم التزوير والاحتيال، وخرج في الفوضى التي صاحبت ثورة 25 يناير/ كانون الأول 2011.

وأضافت طليقة مختطف الطائرة المصرية، أن إحدى بناتها توفيت في حادث، واتصلت به، فقال لها "ليس من شأني". واستطردت: "أستطيع التأكيد أنه لم يهتم أبدًا بي أو بأولادنا سواء خلال وجوده في قبرص أو عندما عاد إلى مصر، &كل ما أعطاه لنا كان الألم والتعاسة والخوف".

وكانت طائرة مصر للطيران تعرضت للاختطاف أثناء رحلة لها من مطار برج العرب بالإسكندرية إلى مطار القاهرة، وتغير مسارها إلى مطار لارناكا في قبرص، وقال المختطف سيف الدين مصطفى، إن الدافع وراء عملية الاختطاف هو رؤية زوجته وأبنائه.
&