أكملت شركة آبل الأميركية عامها الأربعين، مُحقّقةً نجاحات وقدرات ماليّة مذهلة. وعلى الرّغم من&ذلك، يرى بعض الخبراء أنّ أفضل سنوات الشّركة قد ولَّت، نتيجة ما تواجه الآن من صعوبات في تقديم منتجات جديدة تتماشى مع ما حقّقته خلال السّنوات الأخيرة.&

القاهرة: بعد أن أتمّت العملاقة الأميركيّة، آبل، عامها الأربعين يوم الجمعة الماضي، لا يمكن لأحد إنكار حقيقة أنّها تختلف الآن تمامًا&عن تلك الشركة الجريئة الناشئة الّتي سبق أن أطلقها ستيف جوبز وستيف وزنياك في مرآب سيارات في وادي السليكون في العام 1976.

وتعتبر تلك الشركة المصنعة لحواسيب ماك وهواتف الآي فون هي المؤسسة العامة الأعلى قيمة في العالم اليوم، حيث يعمل ضمنها 100 ألف موظف وينتظر افتتاح مقرها الجديد الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات في كوبرتينو في كاليفورنيا العام القادم.

لكن وعلى الرّغم من قدراتها المالية المذهلة، حقّقت إيرادات قدرها 53 مليار دولار من اجمالي مبيعات قدرها 233 مليار دولار العام الماضي، فإنّ بعض المنتقدين يرون أن أفضل سنوات الشركة قد ولَّت، نتيجة لما تواجه الآن من صعوبات في تقديم منتجات جديدة ومسايرة النجاح الهائل الّذي حقّقته خلال السّنوات الأخيرة.

&

مجموعة من أجهزة آبل صدرت في الفترة التي تولى فيها ستيف جوبز منصب الرئيس التنفيذي للشركة

&

سنغير العالم

وهو الرأي الّذي تصدى له موظفون يعملون في الشركة منذ فترة طويلة، مثل جاي باد تريبل، نائب رئيس قسم البرمجيات، الذي قال بدوره "ما زلنا نعتقد أننا سنغير العالم. ولم يكن لدينا أي فكرة من قبل عن أن آبل ستتمكن من تحقيق نمو كما هو حاصل الآن".

وتتباهى الشركة الآن بأن لديها أكثر من مليار جهاز (ما بين آي بود، آي فون، آي باد، ماك وساعة ووتش) يتم استخدامها بصورة منتظمة حول العالم.&

وعلى الرّغم من شهرة تلك المنتجات وتقليدها من قبل شركات أخرى، إلا أن آبل ما زالت تعتمد على الآي فون كمنتج يشكل ثلثي إيراداتها. وبعد بيعها عددًا&قياسيًّا&من هواتفها العام الماضي، قال محللون إن المبيعات بدأت تشهد حالة من الفتور وربما تنخفض خلال العام الجاري.

صعوبات متزايدة

وعاود خبراء ليؤكدون على أن آبل تواجه صعوبات متزايدة فيما يتعلق بقدرتها على تحقيق تطورات جديدة لتمييز منتجاتها عن باقي المنتجات التي تطرحها الشركات المنافسة.

وقال جيمس ماكويفي، وهو محلل مختص بالشأن التكنولوجي لدى شركة Forrester البحثية، إنّ آبل ما تزال جيدة كما هي عادتها، لكن الشركات الأخرى بدأت تحسن من أعمالها بصورة تفوق ما هي معتادة عليه. وفي المقابل، ما زال يؤكد الموظفون القدامى بالشركة أن آبل تمتلك من الحماسة ما يؤهلها لتقديم منتجات ثورية.

وأضاف جريج جوسوياك، وهو موظف في آبل منذ 30 عامًا&ويشغل حاليًّا&منصب نائب رئيس قسم تسويق المنتجات، أنهم يقدمون تطورات تقنية أكثر من أي شركة أخرى.

مشاريع جديدة

وعلى الرغم ممّا يتم ترديده على نطاق واسع عن أن آبل تستكشف حالياً العمل في مشاريع جديدة، بدءًا من السيارات الكهربائية وانتهاء بالواقع الافتراضي، إلاّ أنّ محللين يرون أن تطوير منتجات في تلك المجالات أمر قد يطال أمده وربما يستغرق سنوات وسنوات.

وعاود جوسوياك ليقول إنه عند انفجار فقاعة الدوت كوم العام 2000، رفض جوبز خفض الانفاق في وقت كانت تقوم فيه الشركات المنافسة بشد الأحزمة، وأنه تعهد وقتها بالاستثمار في أنفسهم أكثر من أي وقت مضى، وهو ما عرَّضهم بالتبعية لتحقيق عوائد مالية كئيبة على مدار 11 ربعًا&متتاليًا.&

وبعد وفاة جوبز، تم تعيين تيم كوك في منصب الرئيس التنفيذي للشركة، وقد استطاع منذ توليه المنصب أن يحافظ على تركيز آبل على المنتجات ذات الجودة العالية. كما استعان كوك بنفوذه وحضوره للحديث في مناسبات مختلفة عن قضايا اجتماعية مهمة مثل الاحتباس الحراري، الحقوق المدنية وخصوصية الأفراد.&
&