قرر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي إنهاء تقليد عريق ومعترف به في حياة الإسبان هو قيلولة الظهر، التي عمليًا تتعطل فيها المصالح والأعمال عندما تدق ساعتها. &

مدريد: قدمت حكومة راخوي مشروع قانون إلى البرلمان، ينص على إعادة إسبانيا إلى توقيت غرينتش، وبذلك تنهي قيلولة الظهر، التي تُغلق غالبية المتاجر والمحال لأخذها في ساعة الظهيرة. &

تحدّ للتقاليد
وقال راخوي إنه سيجد التوافق اللازم في البرلمان "للتوثق من أن يوم العمل ينتهي في الساعة السادسة مساء"، كما أفادت صحيفة التايمز اللندنية. ويحاول راخوي كسب تأييد الأحزاب الأخرى والنقابات وقادة قطاع الأعمال لفكرته، التي يريد أن يتحدى بها تقليدًا أصبح جزءًا من نسيج الحياة الإسبانية. &

يبدأ يوم العمل الاعتيادي الإسباني في الساعة العاشرة صباحًا، وينقسم إلى نصفين، تفصل بينهما ساعتان إلى ثلاث ساعات من الراحة، تُسمّى سيستا أو القيلولة. ويبدأ الإسبان قيلوتهم عادة في الساعة الثانية بعد الظهر، ثم يعودون إلى العمل في حوالى الساعة الرابعة أو الخامسة. وينتهي يوم العمل في الساعة الثامنة مساء. &

هذه ليست المرة الأولى التي تحاول فيها حكومة مدريد إنهاء القيلولة. ففي عام 2012 قررت الحكومة تخفيف القيود لتمكين المتاجر من البقاء مفتوحة ساعات أطول بنسبة 25 في المئة خلال أسبوع العمل، في خطوة كانت تهدد تقليد القيلولة، كما أشارت شبكة بلومبرغ وقتذاك. وبعد عام دعت لجنة برلمانية إلى اعتماد مقترحات راخوي بأن يكون يوم العمل من 9 صباحًا إلى 5 بعد الظهر، مع الانتقال إلى توقيت غرينتش.

خطأ تاريخي
ورغم موقع إسبانيا وسط المنطقة الزمنية لأوروبا الغربية، فإنها تتبع توقيت وسط أوروبا، وهو تغيير أجرته منذ عقود تضامنًا مع ألمانيا النازية. وقالت نوريا تشينتشيلا مديرة المركز الدولي للعمل والعائلة في إسبانيا لصحيفة الغارديان عام 2013 إن الإسبان بسبب خطأ تاريخي يتناولون غداءهم في الساعة الثانية بعد الظهر، ولا يتناولون عشاءهم إلا في الساعة التاسعة مساء.&

لكن الإسبان طبقًا لموقع الشمس يتناولون وجباتهم في وقت واحد مع بقية أوروبا، من الساعة الواحدة بعد الظهر إلى الساعة الثامنة مساء. وأضافت "نحن نعيش مع خطأ عمره 71 عامًا، وهو لا يمكن أن يُستدام".&
&
ويقول البعض إن سبب قيلولة الظهر هو تفادي حرارة منتصف اليوم، ولكن باحثين في مستشفى مايو الأميركي يقولون "المعروف أن كثيرين يعيشون في بلدان ذات طقس أكثر برودة يمارسون القيلولة أيضًا". &

وقال باحثون آخرون إن للقيلولة فوائد صحية معيّنة. ونُشرت أخيرًا دراسة توصلت إلى وجود علاقة بين القيلولة وانخفاض الإصابة بارتفاع ضغط الدم. &واكتشف باحثون في دراسة شملت أكثر من 23 ألف يوناني أن احتمالات الوفاة بمرض القلب أقل بكثير بين الذين يأخذون قيلولة الظهر.&
&