الرياض: كشف مسؤول تركي أن أعداد اللاجئين السوريين العابرين إلى أوروبا بلغت في آذار (مارس) الماضي نحو 900 لاجئ يعبرون منطقة بحر إيجة يوميًا، وذلك بعد الاتفاق المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي في 18 آذار (مارس) لوقف عبور المهاجرين غير الشرعيين، مشيرًا إلى أن أنقرة اتخذت جميع التدابير اللازمة لوضع حد لهذه الهجرة، وتمكنت من تقليصها، حيث كانت أعداد المهاجرين تبلغ سابقًا 6827 مهاجر يوميًا في تشرين الأول (أكتوبر) 2015، وانخفض هذا الرقم إلى 2.174 في كانون الثاني (يناير)، ثم إلى 1967 في شباط (فبراير) وفي آذار (مارس) بلغ 900 مهاجر فقط.

وقال بهاء الدين أكيون، المحلق الإعلامي في القنصلية التركية في جدة، إنه منذ توقيع الاتفاقية بين تركيا والاتحاد الأوروبي انخفض عدد المهاجرين إلى ثلاثة أضعاف. 

وأشار في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن تركيا بدأت منذ 4 نيسان (إبريل) في استقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا، حيث أبحرت عبارة تركية تقل أول دفعة من اللاجئين من اليونان إلى تركيا، أمس الاثنين، مدشّنة بذلك الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة للحدّ من تدفق اللاجئين نحو الدول الأوروبية، والذي انتقدته منظمات حقوق الإنسان.

ونفى أكيون صحة تقارير نشرتها منظمة العفو الدولية، ذكرت فيها أن تركيا تعيد لاجئين سوريين قسرًا إلى بلادهم، مشيرًا إلى أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، وأن تركيا تطبق سياسة الباب المفتوح منذ أكثر من خمسة أعوام تجاه السوريين الفارّين من الحرب، وتراعي بعناية مبدأ عدم إعادة اللاجئين من الحدود، مبينًا أن تركيا استقبلت 2.7 ملايين سوري نتيجة هذه السياسة، وتحترم التزاماتها في إطار القانون الدولي، وأنها مستمرة في توفير الحماية للسوريين الفارين من العنف وعدم الاستقرار في بلادهم.

وبموجب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، فإن أنقرة ستستعيد جميع المهاجرين واللاجئين، ويشمل ذلك السوريين الذين يدخلون اليونان بطريقة غير مشروعة، وذلك مقابل استيعاب الاتحاد الأوروبي آلاف اللاجئين السوريين من تركيا مباشرة، عبر دراسة حالة كل لاجئ على حدة، إضافة إلى منح أنقرة المزيد من الأموال، وهناك أكثر من 52 ألف لاجئ حاليًا في اليونان قدموا من تركيا وفق الأرقام الرسمية.

بشكل مواز، بدأت هذا الأسبوع المرحلة الثانية من تنفيذ الاتفاق، حيث استقبلت دولة ألمانيا لاجئين سوريين، أرسلتهم تركيا ضمن أول دفعة من اللاجئين السوريين المقيمين على أراضيها، وذلك ضمن إطار الاتفاق المبرم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في 18 آذار/ مارس الماضي، ووفقًا للمعلومات الصادرة من السلطات التركية، فإن قرابة 40 سوريًا، بينهم وأطفال ونساء، انطلقوا أمس الاثنين من مطار أتاتورك الدولي في مدينة إسطنبول، إلى مدينة هانوفر الألمانية، بعدما أتموا إجراءات جوازات السفر في المطار.