وسط صمت رسمي عراقي كشفت مصادر كردية عن زيارة سيقوم بها الى بغداد غدا وزير الخارجية الاميركي جون كيري سيبحث خلالها مع القادة العراقيين في الحكومة المركزية ومع رئيس حكومة اقليم كردستان التغيير الوزاري والاصلاحات والحرب ضد تنظيم داعش الذي يحتل مدنا وبلدات عراقية.

لندن: &يزور رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ونائبه قوباد طالباني بغداد غدا الجمعة في الوقت الذي سيصلها ايضا وزير الخارجية الاميركي جون كيري في زيارة يبدو انه سيجتمع خلالها مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ثم مع نجيرفان بارزاني تتناول الخلافات حول التغيير الوزاري الذي يعكف العبادي على انجازه وتطورات الحرب ضد تنظيم داعش الذي يحتل مساحات من مناطق غرب وشمال العراق اضافة الى ملف العلاقات والقضايا العالقة بين حكومتي اربيل وبغداد.

ووفقا لتقارير لوكالات انباء كردية الخميس واطلعت عليها "أيلاف" فأن وفد اقليم كردستان الى بغداد سيضم اضافة الى نجيرفان بارزاني وقوباد طالباني عددا من الوزراء والمختصين في حكومة الاقليم للبحث مع المسؤولين العراقيين في الحكومة المركزية الملفات المتعلقة بالمشاكل بين أربيل وبغداد حول قضايا النفط وحصة الاقليم من الموازنة العامة للبلاد اضافة الى مرتبات قوات البيشمركة الكردية.

واشارت الى ان زيارة الوفد الكردي للعاصمة العراقية تتزامن مع وصول وزير الخارجية الاميركي اليها حيث سيجتمع معه رئيس حكومة كردستان لبحث العلاقات بين الطرفين وتطورات الحرب ضد تنظيم داعش ومساعدة الاقليم عسكريا لمواجهته.

وتأتي زيارة كيري الى بغداد وسط تقارير اعلامية غربية تشير الى ان الولايات المتحدة وإيران قد تدخلتا في تحالف ضمني لدعم العبادي وهو يتحدى النخبة الحاكمة بخطط لتشكيل حكومة من غير السياسيين يتصدى بها للفساد . واضافت ان الأصوات كانت تتعالى في الداخل مطالبة بتنحي العبادي -ومنها صوت سلفه نوري المالكي- بينما كان هو يسعى لتعديل وزاري يهدف للوقوف في وجه الفساد الذي أصبح قضية رئيسية بعد انهيار أسعار النفط في 2014 والذي أثر بقوة على موارد الحكومة التي تشن حملة مكلفة للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية.

ونقلت عن سياسيين ودبلوماسيين ومحللين قولهم إن الخصمين العتيدين -واشنطن وطهران- مارستا ضغوطا على حلفائهما في&العراق كي لا يسعوا لتنحية العبادي في وقت يسعى فيه لتشكيل حكومة تكنوقراط.

وذكرت مصادر قريبة من الأمر أن المساعي الأميركية والإيرانية ساعدت على وأد محاولة في الأسبوع الماضي لإبعاد العبادي عن منصبه قام بها المالكي الأمين العام لحزب الدعوة الذي يسيطر على حوالي ثلث مقاعد البرلمان.

واضافت التقارير قائلة "قدم العبادي للبرلمان يوم الخميس الماضي قائمة تضم 14 اسما - كثيرون من أصحابها أكاديميون- في خطوة تهدف لتخليص الوزارات من براثن نخبة سياسية استغلت نظام الحصص العرقية والطائفية الذي أرسي&بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 في تكوين الثروات والنفوذ بطرق ملتوية".&

واكدت ان هذه الخطوة التي تهدف إلى إضعاف شبكات المحسوبيات التي تبقي على الثروة والنفوذ في أيدي الصفوة قد احدثت صدمة في المؤسسة السياسية التي تحكم العراق منذ الإطاحة بصدام حسين ومنها حزب الدعوة الذي ينتمي إليه العبادي نفسه والمجلس الأعلى الإسلامي العراقي والائتلاف الكردي.

والخميس الماضي حسم العبادي التغيير الوزاري في تشكيلته الحكومية وقدم الى مجلس النواب قائمة باسماء 13 مرشحا لحقائب وزارية وصفهم بالتكنوقراط مع بقاء حقيبة وزارة التجارة والصناعة شاغرا واستثناء حقيبتي الداخلية والدفاع من التغيير بسبب الاوضاع الامنية التي تشهدها البلاد في حربها ضد تنظيم "داعش" في مناطق غرب وشمال البلاد.

&وقد تم منح مجلس النواب عشرة ايام لدراسة السير الذاتية للمرشحين من قبل لجنة ثلاثية تمثل القوى السياسية ويترأسها رئيس البرلمان سليم الجبوري وتنتهي الاحد المقبل لكنه لا يبدو ان المجلس سيصوت على التشكيلة الوزارية الجديدة هذه في الموعد المحدد نتيجة الخلافات الواسعة حولها بين الكتل السياسية.