للمرة الأولى في التاريخ، عقد الملك سلمان بن عبد العزيز، لقاءً مع البابا تواضروس الثاني، بطريرك الأقباط الأرثوذكس في مصر في مقر إقامة الملك في القاهرة، وهو لقاء حظي بترحيب وإشادة من سياسيين كثر.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: قوبل هذا اللقاء بترحيب سياسي وكنسي في مصر، واعتبر سياسيون أنه "يعكس رؤية وإيمان الملك سلمان بالإنسانية والوحدة بين أبناء الشعب العربي مسلميه ومسيحييه".

واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الجمعة، في مقر إقامته في القاهرة، البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، في أول لقاء بين ملك سعودي وبطريرك الأقباط في التاريخ.

وقال المتحدث باسم الكنيسة الأرثوذكسية، القس بولس حليم: "إنها المرة الأولى التي يلتقي فيها عاهل سعودي ببابا للكنيسة القبطية".

وأضاف في تصريحات له، أن "العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز قد التقى بابا الفاتيكان السابق بندكتوس السادس عشر في عام 2007".

ولفت إلى أن "البابا تواضروس الثاني أعرب عن ترحيب الكنيسة القبطية المصرية بزيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود للقاهرة.

وأشار البابا تواضروس إلى أن "هذه الزيارة تأتي تأكيدا لعلاقات الأخوة والمحبة التي تربط بين مصر والسعودية، كما قدم البابا تواضروس الشكر للملك سلمان على رعاية بلاده للمصريين العاملين في المملكة.

وحسب تصريحات المتحدث الكنسي، فإنه "دار حديث بين الملك سلمان والبابا تواضروس، خلال اللقاء حول سماحة الأديان وأن الدين بالأساس هو علاقة بين الإنسان والله، وأشار البابا إلى أن المصريين جميعا يعيشون في محبة وانسجام عبر القرون الطويلة، مؤكدا أن للكنيسة القبطية علاقات طيبة مع الجميع".

ومن ناحية أخرى، شارك البابا تواضروس عقب اللقاء في مأدبة العشاء التي أقيمت في مقر السفارة السعودية بحضور العاهل السعودي وكبار المسؤولين المصريين والوفد السعودي المرافق للملك سلمان.

وشهد اللقاء حضور كل من وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد السعودي، الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء السعودي الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، والسفير أحمد بن عبد العزيز قطان.

ولقي اللقاء ترحيباً من القوى السياسية وأوساط الأقباط في مصر، وقال المفكر القبطي، كمال زاخر، في تصريح تلفزيوني، إن لقاء العاهل السعودي البابا تواضروس الثاني، "يدل على نمو العلاقات بين المملكة والكنيسة على أسس موضوعية"، مشيراً إلى أن "المقابلة تفتح قنوات اتصالات مباشرة بين المملكة العربية السعودية والكنيسة".

وأكد أن اللقاء يسهم في بناء جسور ثقة بين الكنيسة والمملكة، لافتًا إلى أنّ زيارة الملك سلمان إلى القاهرة مهمة على المستوى الرسمي والشعبي، وعلى منطقة الشرق الأوسط بأكملها.

واعتبرت النائبة في البرلمان، مارجريت عازر، أن اللقاء يؤكد وسطية الإسلام، وأن الملك سلمان يسعى إلى التأكيد على أن الإسلام يقبل الآخر ولا يمارس ضده الإقصاء.&

وقالت لـ"إيلاف" إن اللقاء "يسهم في تأكيد روح المحبة والسلام بين أبناء الشعب المصري، بمسلميه ومسيحييه"، مشيرة إلى أن المملكة العربية السعودية "فتحت صفحة جديدة مع المسيحيين في مختلف أنحاء العالم بلقاء الملك سلمان والبابا تواضروس".

ووصف أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، اللقاء بـ"التاريخي". وأضاف في تصريحات لـ"إيلاف" إنّ لقاء الملك سلمان بالبابا تواضروس "هو الأول من نوعه، وأن ذلك له دلالاته الكثيرة، أهمها أنه يضيف للتماسك المجتمعي المصري، ويؤكد الدور الوطني للكنيسة المصرية".

واعتبر رئيس "تيار الاستقلال" أن اللقاء "يعكس رؤية وإيمان الملك سلمان بالإنسانية والوحدة بين أبناء الشعب العربي مسلميه ومسيحييه"، مشددا على أن خادم الحرمين "يقود توجها عاما نحو التسامح الديني في منطقة الخليج والمنطقة العربية".

وأوضح الفضالي أن استقبال العاهل السعودي بابا الكنيسة المصرية "يبعث برسالة هامة للجماعات التكفيرية والإرهابية، بأن أي محاولة لإحداث الفتنة الدينية والطائفية بين أبناء الوطن العربي لن تنجح، وأن وحدة وتماسك المسلمين والمسيحيين هي السبيل لدحر الإرهاب والقضاء عليه".