مرحلة جديدة من العلاقات السعودية - المصرية بدأت فصولها خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر، والتي تهدف الى تعزيز التعاون القائم في كل المجالات، وتطوير العلاقات القائمة، لكن التعاون الاقتصادي قد يكون اللغة الأبرز والأعلى صوتاً في هذه الزيارة، وتمثل في الإعلان عن إنشاء جسر بري بين البلدين.
&
الرياض: أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يوم أمس الجمعة، خلال زيارته الحالية لمصر، إعلان &تشييد جسر بري يربط بين السعودية ومصر.
&
وقال الملك سلمان خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس المصري اليوم (الجمعة) إن الجسر البري سيرفع التبادل التجاري بين البلدين ويخلق مئات من فرص العمل لأبناء المنطقة.
&
واقترح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تسمية الجسر البري بين مصر والسعودية باسم الملك سلمان، واصفًا زيارته لمصر بالتاريخية،&قائلاً إن زيارة الملك سلمان ترسي أساسًا وثيقًا للشراكة الاستراتيجية بين مصر والسعودية، وأن التنسيق مع السعودية يمثل نقطة انطلاق حقيقية لحل المشكلات في المنطقة.
&
فكرة المشروع&
&
بدأت فكرة مشروع الجسر البري بين السعودية ومصر قبل 28 &عاماً، &لكن الظروف السياسية والاقتصادية حالت دون تحويل الفكرة إلى واقع، ووقفت عائقاً أمام تنفيذه، فالدراسات المبدئية للمشروع &بدأت منذ عام 1988، واستمرت جلسات العمل المكثفة بين المسؤولين في كلتا الدولتين حول مناقشة تنفيذ المشروع، وكان التاريخ المقترح لتنفيذه أو وضع حجر الأساس للمشروع عام 2006، لكن ذلك تأجل دون تحديد الأسباب خلف ذلك التأجيل أو التعطيل، حتى تم في 2012& تشكيل لجنة لدراسة إحياء مشروع الجسر بين البلدين، وتم اتفاق على تاريخ مبدئي آخر للبدء في المشروع في منتصف 2013، لكن الظروف السياسية في مصر أجلت العمل على هذا المشروع للمرة الثانية.
&
بدء الدراسات الفنية للجسر&
&
قال وزير النقل المصري الدكتور جلال مصطفى السعيد، إن الدراسات الفنية المتعلقة بإنشاء الجسر بين المملكة ومصر ستتم فوراً، مشيراً إلى أن دور الفنيين المختصين سيبدأ لتحديد نقطة البداية والنهاية للجسر، وطريقة الإنشاء والطول والتكاليف وموعد البدء والانتهاء من العمل، وكل الأمور الفنية المتعلقة بهذا المشروع.
&
وأضاف أن هذا الجسر كان فكرة طرحت من قبل، ولكن الظروف الآن تغيّرت والتكاليف تغيّرت، الأمر الذي يستدعي إجراء دراسة جديدة.
&
التسريبات الأولية&
&
تشير التسريبات الأولية عطفاً على الدراسات السابقة&أن الجسر البري، مشروع الجسر العملاق، يربط مصر من منطقة منتجع شرم الشيخ مع رأس حميد في منطقة تبوك شمال السعودية عبر جزيرة تيران، ويبلغ طوله 50 كم، ومن المخطط أن يتم تنفيذه خلال 7 سنوات بتكلفة تصل إلى 4 مليارات دولار.
&
التبادل التجاري بين البلدين
&
تشير الدراسات الأولية للمشروع أن العائدات السنوية تبلغ 200 مليار دولار سنوياً، وأنه سيسهم في زيادة التبادل التجاري بين البلدين الذي يبلغ في عام 2014 نحو 4.7 مليارات دولار، فيما يبلغ حجم التجارة&بين البلدين 3.6 مليارات دولار، تمثل الصادرات السعودية لمصر نحو 2.2 مليار دولار، فيما يبلغ حجم الصادرات المصرية للرياض نحو 1.8 مليار دولار في العام 2014.
&
ويعتبر الجسر بوابة اقتصادية أخرى للسعودية على القارة الأفريقية خصوصاً الشمال الافريقي، وبالتالي فإنه يسهم في زيادة التبادل التجاري بين السعودية ودول الشمال الأفريقي، مستفيدة السعودية من الحدود البرية المصرية التي تربطها مع دول الشمال الأفريقي.