كشف تقرير إسرائيلي عن طلب مبعوث دبلوماسي نيابة عن الزعيم الليبي الراحل معمّر القذافي مساعدة من إسرائيل لوقف قصف حلف الأطلسي لليبيا، خلال ثورة شباط (فبراير) 2011 التي أطاحت بنظامه.

طرابلس: قال موقع (تايمز أوف إسرائيل) إن مبعوثًا من دولة لم يكشف عنها زار إسرائيل لطلب مساعدة دبلوماسية نيابة عن القذافي، الذي أراد أن تستخدم إسرائيل علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا، لوقف حملة حلف شمال الأطلسي العسكرية، التي استهدفت قواته خلال معركتها مع الثوار، بقرار من مجلس الأمن الدولي.

هنا تشير "إيلاف" إلى أن وفدًا ليبيًا كان زار إسرائيل سرًّا بتكليف من العقيد القذافي في حزيران (يونيو) 2011 حيث التقى عددًا من الشخصيات السياسية الرفيعة في الحكومة الإسرائيلية لنقل رسالة من الزعيم الليبي بهدف تحسين صورته عالميًا بمساعدة إسرائيل.

حينذاك، كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي أن الوفد كان مكونًا من 4 مسؤولين ليبيين دخلوا إلى إسرائيل بعد حصولهم على تأشيرة دخول من السفارة الإسرائيلية في باريس، واستمرت زيارتهم لمدة 4 أيام، التقوا خلالها برئيسة المعارضة (كاديما) تسيبي ليفني، وعضو الكنيست الإسرائيلي عن الحزب مائير شطريت.

عدم تصرف
إلى ذلك، فإن تقرير موقع (تايمز أوف إسرائيل) الجديد، قال إنه رغم أن المبعوث قام بالتحذير من مخاطر سقوط النظام الليبي على ليبيا والشرق الأوسط وأوروبا، غير أن السلطات الإسرائيلية أجرت تقديرًا سريعًا للظروف، وقررت عدم التصرف.

وأشار التقرير إلى أنه في شهر آب (أغسطس) 2011، فقدت قوات القذافي السيطرة على معظم الأراضي الليبية، وحاول القذافي مرارًا تجنب الأسر، وقتل يوم 20 من أيلول (سبتمبر) على يد ثوار قبضوا عليه حيًا، بعد استهداف موكبه من قبل طائرة تابعة لحلف الأطلسي.

ويشار إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما اعترف قبل 3 أيام، خلال مقابلة على قناة (فوكس نيوز)، بأن أكبر خطأ اقترفه كرئيس كان على الأرجح الفشل في التخطيط لليوم التالي من سقوط القذافي، بعدما اعتقد أنه كان صائبًا في التدخل في قضية ليبيا.

إلى ذلك، فإن زيارة الوفد الليبي في العام 2011 إلى تل أبيب كانت تهدف إلى لقاء رئيسة حزب المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني، والتي أشارت في بداية الثورة الليبية إلى أنها تدعم الثوار الليبيين ضد نظام حكم القذافي.&

وزار الوفد الليبي حينها مدينة "نتانيا" على ساحل البحر المتوسط، التي تضم عددًا كبيرًا من المهاجرين الليبيين. وكانت قد ترددت أنباء منذ أيام عدة عن زيارة الوفد الليبي لإسرائيل بهدف فتح سفارة إسرائيلية في العاصمة الليبية طرابلس، ولكن السلطات الإسرائيلية رفضت الكشف عن هذه الأنباء في حينها.&

جوازات أجنبية
وكان الوفد الليبي وصل إلى إسرائيل بوساطة جوازات سفر أجنبية، وعلى متن طائرة عامة، استقلوها بصحبة رجال أعمال يهود من أصول ليبية يعيشون في إيطاليا وفرنسا.&

وأشارت تقارير إسرائيلية آنذاك إلى أن الوفد الليبي عرض على الإسرائيليين صفقة تتمثل في وقف ضربات الناتو مقابل إرجاع ثروات اليهود في ليبيا لإسرائيل، والتي كانت تطالب بها الحكومات الإسرائيلية دومًا الرئيس الليبي معمّر القذافي، لكن ليفني لم توافق على الصفقة، باعتبار أن القذافي صار منبوذًا من جميع دول العالم.